عادي
أكد أن بلاده لا تهدد أحداً وطالب بضمان غير مشروط لأمن موسكو

بوتين: روسيا لن تتسامح مع الصواريخ عند عتبة بيتها

01:08 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الخميس، أن روسيا لا تريد حدوث صراع مع الغرب بسبب أوكرانيا، لكنه قال إن الغرب وحلف شمال الأطلسي مارسا الخداع على روسيا، فقد تعهدا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي بعدم تمدد الحلف نحو الشرق، وقال إن الغرب أتى بصواريخه إلى عتبة بيتنا، وإن عليه تقديم ضمانات أمنية فوراً، والآن إلى موسكو، وأشار إلى أن الرد الأمريكي على مقترحات الضمانات التي طالبت بها روسيا إيجابية.

خداع الغرب

عقد الرئيس الروسي، أمس الخميس، مؤتمراً صحفياً سنوياً كبيراً، تحدث خلاله عن الملفات الأكثر إلحاحاً على الأجندة، الداخلية والخارجية للدولة. وحمّل بوتين حلف الناتو المسؤولية عن خداع موسكو، مشدداً على ضرورة أن يوقف الحلف تمدده شرقاً، ويقدم ضمانات أمنية إلى روسيا. وقال «الغرب أتى بصواريخه إلى عتبة بيتنا، وعليه تقديم ضمانات أمنية لنا هنا وفوراً». وأضاف: «قالوا لنا في التسعينات: لن نمتد شبراً واحداً إلى الشرق، فماذا حصل؟ إنهم خدعونا.. خدعونا بوقاحة، وأطلقوا خمس موجات لتوسع الناتو». وأشار الرئيس الروسي إلى أن هذا التوسع أسفر عن نشر منظومات عسكرية هجومية للناتو في رومانيا وبولندا، عند مقربة مباشرة من حدود روسيا، بينما يتحدث حلف شمال الأطلسي اليوم عن إمكانية انضمام أوكرانيا إليه ،أو نشر منظومات هجومية في أراضيها بموجب اتفاقيات ثنائية.

وشدد بوتين على أن روسيا أكدت بشكل واضح أن استمرار تمدد الناتو شرقاً غير محدود، مضيفاً: «هل هناك شيء غير واضح؟ هل نحن من ينشر صواريخه قرب حدود الولايات المتحدة؟، لا، إن الولايات المتحدة هي التي جاءت بصواريخها إلى بيتنا وأصبحت عند عتبته حالياً. هل إن طلب عدم نشر المزيد من المنظومات الهجومية عند حدودنا أمر مفرط؟»، وتابع رداً على سؤال من مراسلة لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية: «الآن يطلبون مني أي ضمانات. أنتم الذين يجب عليهم تقديم ضمانات إلينا هنا وفوراً ومن دون عرقلة الأمر لسنوات».

وشدد بوتين على أن موسكو ترى أولويتها في ضمان أمنها، مضيفاً: «خطواتنا ستتوقف ليس على سير المفاوضات بل على الضمان غير المشروط لأمن روسيا».

روسيا لا تهدد أحداً

وصرح بوتين بأن روسيا لا تهدد أحداً، لكنها لن تتسامح مع محاولات جعلها طرفاً في النزاع الأوكراني. في الوقت نفسه، أشار الرئيس الروسي إلى أن رد الولايات المتحدة على مبادرة موسكو بخصوص الضمانات الأمنية المتبادلة إيجابي، بشكل عام، وتم تشكيل فريقين تفاوضيين.

ورجح بوتين أن الغرب يسعى إلى تفكيك روسيا، وقال: «من دون أي حيلة طرحنا بشكل مباشرة المسألة بشأن ضرورة وقف تمدد الناتو شرقاً. الكرة الآن في ملعبهم وعليهم الرد علينا بطريقة ما».

وقال بوتين إن روسيا تريد تجنب حدوث صراع مع أوكرانيا والغرب، وأضاف «هذا ليس خيارنا المفضل. لا نرغب في حدوث ذلك».

وقال إن روسيا مستعدة لإقامة علاقات حسن جوار مع أوكرانيا، لكن هذا الأمر مستحيل في ظل وجود حكومة كييف الحالية، وأكد أن سكان دونباس هم من يقرر مصير منطقتهم، وأشار إلى أن هناك معلومات بأن التحضيرات جارية لعملية عسكرية أوكرانية جديدة في دونباس.

اقتراح مواعيد

من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الروسية، امس الخميس، إن روسيا أرسلت للولايات المتحدة مواعيد مقترحة لإجراء محادثات حول الضمانات الأمنية التي تطلبها موسكو. لكن الوزارة لم تحدد جدولاً زمنياً لذلك. وقال نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف، إن موسكو لن تقبل أي شروط مسبقة لإجراء المحادثات.

لا نية لغزو أوكرانيا

ونقلت صحيفة دي فيلت الألمانية، أمس الخميس، عن مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي، فلاديمير تشيجوف، قوله إن روسيا لا تجهز لغزو عسكري لأوكرانيا. وقال للصحيفة إن موسكو تريد دعم المتحدثين بالروسية ومواطنيها المقيمين في دول أخرى، لكنها لم تقل أبداً إنها ترغب في استخدام وسائل عسكرية لتحقيق ذلك. .

مناورات

من جهتها، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها، امس الخميس، إن مئات من أفراد قوات المظليين الروسية سيجرون تدريبات قرب حدود أوكرانيا خلال أيام. وسوف يشارك نحو 1200 جندي وأكثر من 250 مركبة وطائرة حربية في التدريبات التي ستكون مقسمة بين منطقة تدريب بالقرم، وإقليم كراسنودار القريب.

اتفاق وقف كامل للنار

إلى جانب ذلك، قالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن مفاوضين من أوكرانيا وروسيا والمنظمة اتفقوا على استعادة وقف إطلاق النار الكامل بين القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليين في شرق أوكرانيا. وقال السفير ميكو كينونين، الممثل الخاص للرئيس الحالي للمنظمة في أوكرانيا في بيان «من دواعي سروري أن المشاركين عبّروا عن تصميمهم القوي على الالتزام الكامل باتفاق تدابير تعزيز وقف إطلاق النار المؤرخ في 22 يوليو/ تموز 2020».

أوروبا تريد ضمانات

في أثناء ذلك، اتفق وزير الخارجيّة الأمريكي، أنتوني بلينكن ومسؤول السياسة الخارجيّة في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على أن «أي نقاش بشأن الأمن الأوروبي» مع روسيا «سيكون بالتنسيق وبمشاركة الاتحاد الأوروبي». وشدد الرجلان خلال محادثة هاتفية على «أهمية استخدام القنوات الدبلوماسية والمنتديات الدولية والإقليمية المعنية، مثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لمواجهة هذه التحديات»، بحسب نص البيان الذي أصدره مكتب بوريل.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"