عادي

علامات الجلد.. خلل في عدد الخلايا الميلانية

20:56 مساء
قراءة 5 دقائق
تحقيق: راندا جرجس
يتم إنتاج الخلايا الميلانية المسؤولة عن الصبغة الأساسية ولون جلد الإنسان، في مناطق متعددة من الجسم، مثل: الطبقة القاعدية من البشرة، والطبقة الوسطى من العين، الأذن الداخلية، والسحايا، والعظام، والقلب، ويختلف عدد الخلايا عند أصحاب البشرة الفاتحة عن الداكنة ومن شخص لآخر، وفي السطور القادمة يتناول الخبراء والاختصاصيون ثلاث مشكلات جلدية ناجمة عن خلل في عدد الخلايا الميلانية.
تقول الدكتورة بتول الرفاعي أخصائية الأمراض الجلدية والتجميل، إن الشامات الجلدية نوع شائع من حالات نمو الجلد، وغالباً ما تظهر على هيئة بقع صغيرة ذات لون بني داكن، وتنتج من مجموعات من الخلايا الصباغية، وتظهر عامة خلال مرحلة الطفولة والمراهقة، ويمتلك معظم الأشخاص من 10 إلى 40 شامة تقريباً، يمكن أن يتغير مظهرها أو تختفي بمرور الوقت، وتُعد أغلب الشامات غير ضارة، وعادة ما تحدث عندما تنمو الخلايا الميلانينية الموزعة في أنحاء الجلد، في صورة مجموعات أو كتل.
أنواع مختلفة
توضح د.بتول أن الوحمة الصباغية أو الشامة تظهر على الجلد نتيجة لأسباب متعددة، من بينها العامل الوراثي، والبشرة الفاتحة، والإفراط في التعرض للشمس، وهناك نوعان أساسيان هما:-
-الشامات الحميدة الصغيرة دائرية الشكل، ذات اللون البني، التي تنتشر في أماكن محددة من الجسم، وربما تكون ثخينة وترتفع عن سطح الجلد، أو المركبة ذات اللون الأسود وتوجد في عمق الجلد وغالباً ما يكون بها شعر زائد.
-الشامة غير السليمة أو الشاذة، وهي الأكبر حجماً، ومنها الوحمة الزرقاء الدائرية أو المسطحة، أو التي يحوطها بياض، ووحمة كلارك، أو الوحمات الولادية التي تظهر مع الولادة، أو الوحمات المكتسبة، وفي الغالب تكون ناجمة عن الجينات الوراثية، وتحتاج إلى مراقبة مستمرة حتى لا تتحول لأورام سرطانية وخاصة الشامات البارزة.
تقنيات متقدمة
تذكر د.بتول أن هناك العديد من التقنيات المتقدمة لإزالة الشامات والتخلص منها، كالكي الكهربائي، الليزر، والكي بالتبريد، ولكن يفضل اللجوء دوماً إلى الحل الجراحي التقليدي، لأنه يضمن إزالة الشامة بالكامل من جذورها، ويجب تأكيد ضرورة مراقبة الحالة وتطوراتها، حيث يمكن للشامة أن تكون على ثلاثة ألوان، ما يعني التعرف إلى ألوانها ومخاطرها وكذلك حجمها، أو ربما يرافقها نزف أو تقرح أو حكة أو التهاب، ما يستدعي مراجعة الطبيب على الفور.
ندبات الجلد
تقول الدكتورة هالة غنيم طبيبة الأمراض الجلدية والتجميل أن تشكل الندبات يحدث نتيجة لإهمال علاج بعض المشكلات، ومنها:
•حب الشباب الذي يعد أبرز الآفات الجلدية المزعجة التي تظهر في مراحل مختلفة من العمر بداية من فترة المراهقة، ويستهدف النساء أكثر من الرجال نتيجة التغيرات الهرمونية التي يتعرضن لها، ويؤدي عدم علاج هذه الحبوب بشكل مبكر إلى تفاقمها وترك آثار وندبات عميقة في الوجه.
•الجدري من الأمراض التي تتسبب في طفح جلدي، وعادة ما يعاني الأشخاص الذين يتعافون من هذا المرض ندوباً شديدة، خاصة على الوجه والذراعين والساقين.
•تترك الحروق والجروح آثاراً وندبات على الجلد في مختلف مناطق الجسم، وكذلك العمليات الجراحية في بعض الأحيان.
علاجات حديثة
تذكر د.هالة أن الآثار التي تتركها الندبات على الوجه تتراوح من بسيطة إلى متوسطة وعميقة، ويتم اختيار العلاج للتخلص منها بحسب الحالة، وهناك العديد من التقنيات الحديثة والمتطورة في المجال الطبي، كما يمكن دمج أكثر من طريقة في آن واحد للحصول على نتائج أفضل، ونذكر منها الآتي:-
•الفراكشنال ليزر الذي يساعد الجلد على تجديد الخلايا وإنتاج الكولاجين ويتم تحديد عدد الجلسات بحسب حالة الوجه وعمق الندبات.
•حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية في أماكن الحفر والندبات.
•حقن الهيالورونيك أسيد مع استخدام تقنية الميكرونيدلينغ.
•تقطيع الألياف مع حقن الخلايا الجذعية وعوامل النمو.
اختلال التصبغ
يشير الدكتور ساهر السلوم أخصائي الأمراض الجلدية إلى أن صبغة الميلانين هي التي تتحكم في لون الجلد، ويتسبب اختلال عدد الخلايا بشكل عام في حدوث الكثير من المشكلات الجلدية مثل الوحمات الولادية أو المكتسبة، الكلف، النمش، البقع الشيخية (النمش الشمسي)، الأمراض الفطرية، الطفوح الدوائية، بالإضافة إلى:-
- زيادة إنتاج عدد الخلايا الميلانينة يؤدي إلى فرط التصبغ، وظهور البقع الداكنة البنية أو السوداء، كما يرتبط ببعض الحالات الالتهابية الأخرى، مثل: حب الشباب أو الإكزيما أو بعد الالتهابات الجرثومية، أو الجروح الجلدية أو الحروق، وبعض أورام الجلد السليمة كالتقران الدهني والتقران الشمسي أو الخبيثة كالميلانوما.
-نقص الخلايا يؤدي إلى انتشار البقع الفاتحة البيضاء، وترتبط ببعض المشكلات البهاق والأمراض الفطرية، والنخالية البيضاء المترافقة مع الإكزيما، بالإضافة إلى التأثيرات الجانبية لبعض المعالجات الموضعية بالكريمات التي تحوي الكورتيزون أو المفتحات وغيرها.
أسباب متعددة
يلفت د.ساهر إلى أن معظم البقع الداكنة تنتج عن تعرض الجلد المزمن للحرارة أو لأشعة الشمس، أو بعد التخريش والتحسس، أو ترافق الاضطرابات الهرمونية كما في حالة الكلف الحملي، أو نتيجة تناول بعض الأدوية كمضادت الالتهاب اللاستيروئيدية، أو بسبب الإصابة بأمراض الجلد الالتهابية كالصداف والحزاز، أو ما يتعلق بالعوامل الجينية كالشواك الأسود، وربما تكون هذه البقع عبارة عن وحمات ولادية أو مكتسبة أو أورام حميدة أو خبيثة.
طرق التداوي
يذكر د.ساهر أن التخلص من البقع الداكنة يتم عن طريق استخدام الكريمات المفتحة أو المقشرة التي تحوي أحماض الفواكه، وفيتامين «C» وغيرها، وبالإضافة إلى بعض الإجراءات المتطورة مثل:-
-التقشير الكيميائي باستخدام المواد المفتحة في المراكز الطبية.
- استخدام الميزوثرابي أو بحقن الجلد بالإبر الدقيقة باستخدام الديرما بن.
-العلاج بالتبريد باستخدام النتروجين السائل الذي يجمد الخلايا الميلانينية، ويحتاج هذا النوع عادةً إلى عدة جلسات.
-استئصال الآفات المتصبغة باستخدام أجهزة التخثير الكهربائي التي تحتاج إلى تخدير موضعي.
-استعمال تقنيات وأشعة الليزر بمختلف أنواعها، حيث تقوم الأليكسندريت باستهداف الخلايا الصباغية، أما أجهزة ليزر الفراكشنال فتفيد في حالات التصبغات العميقة والمستعصية.
-الاستئصال الجراحي في حالة الوحمات والأورام السليمة أو الخبيثة.
نسبة الشفاء
يؤكد د.ساهر على أن نسبة الشفاء من البقع الداكنة تعتمد على نوع الآفة وطبيعة الجلد، حيث إن العديد من الحالات قابلة للانتكاس وظهور البقع مرة أخرى، وخاصة عند التعرض لأشعة الشمس بدون استخدام واقيات الحماية المناسبة التي تشكل جزءاً مهماً في علاج معظم التصبغات الجلدية، وتجدر الإشارة إلى أن البشرة السمراء أكثر عرضة للتصبغ وأكثر مقاومة للعلاج من البشرة الفاتحة، ويمكن عودة البقع أيضاً نتيجة الإصابة بالمرض الجلدي المسبب، ولذلك يجب مراجعة الطبيب المختص لتطبيق العلاجات، كما في الحالات الناجمة عن حب الشباب والإكزيما.

التقران السفعي
تحدث الإصابة بالتقران السفعي أو «الشمسي» نتيجة التعرض لفترة طويلة لأشعة الشمس، ويستهدف على الأكثر الأشخاص بعد سن الـ40، ويتكون على شكل بقعة جلدية خشنة ومتقشرة، في مناطق متفرقة من الجسم كالوجه أو الشفتين أو الأذنين أو الساعدين أو فروة الرأس أو الرقبة أو ظهر اليدين، وتتسم هذه الحالة بالنمو ببطء وربما تستغرق سنوات حتى تظهر الأعراض، ويتم علاج هذه الحالة عن طريق الوقاية من الأشعة فوق البنفسجية، واستخدام الواقي الشمسي وارتداء الملابس القطنية، وتجدر الإشارة إلى أن عدم الاهتمام بالتقران السعفي، يجعله يتحول إلى سرطان حرشفي الخلايا في بعض الحالات بنسبة 5% إلى 10% تقريباً.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"