الجمعة الأخيرة

01:45 صباحا
قراءة دقيقتين

نودع الجمعة الأخيرة من عام 2021 بعد أيام، لنبدأ بسبر أغوار عام جديد لا نعلم ما سيفاجئنا به، بيد أن أهل الإمارات مطمئنون إلى مستقبل البلاد والعباد، بفضل قيادة مؤمنة دائماً بأن لا أولوية لديها سوى الوطن والمواطن.
لو جلنا في تصريحات ما نعرف من زعماء العرب والعالم، فهل نجد منهم مَن يبثّ في صفوف أبنائه أي جرعة أمل أو تفاؤل؟ نكاد نجزم ب«لا»، فقلّما نجد قادة لديهم كل هذا الإصرار على الإيجابية، كما طالعنا صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بتغريدة قبل أيام «توقعاتي الشخصية بأن يكون 2022 أفضل وأجمل وأعظم، بكوادرنا وبشبابنا وشاباتنا وبعزيمتنا كدولة تدخل الخمسين الجديدة بكل ثقة واستعداد».
الكثير من الكلام الذي نسمعه في بعض بلادنا العربية، وللأسف الشديد، مكرر منذ سنوات طويلة فحكوماتها دائمة الحديث عن الأزمات وأن البلاد مستهدفة، وأن هناك الكثير من العقبات التي تعيق كل عمل يقومون به، وتمنعه وتحجّمه.
التنظير في الحديث عن الإيجابية يطول، ولكن مع كثرة وسائل التواصل، وتوظيف الفيديوهات في الترويج لخدماتها أو الإعلان عن خدمات جديدة يوفرها أي بلد لمواطنيه وسكانه، لم يعد هذا الفيديو للاستخدام المحلي فقط؛ بل بدأ يتداول على نطاق واسع في الكثير من دول العالم، وبدأ الناس يتندّرون على حياتهم وواقع معيشتهم، عندما يقارنون حياتهم بمن يعيشون في الإمارات.
لا شك في أن ما حققته الدولة خلال سنواتها الخمسين، أكثر بكثير من إيجازه في كلام، فهي على الصّعد كافة، تسير بخطى واضحة ومحددة، وهو ما يجعلها تعرف إلى أين تمضي وماذا تريد، وهو ما يسمى اصطلاحاً «المستقبل»، فيما الآخرون وهم كثر، يعيشون اليوم بيومه، ولا يعرفون على ماذا سيصبحون.
وفي ختام عام 2021، وما تركه، والعام الذي سبقه 2020، من أثر لن ينساه الناس بسهولة بسبب جائحة «كورونا»، فإن الموجب على كل من يقصد النجاح أو الاستقرار، أن يكون دائم الاستعداد لجميع السيناريوهات المتوقعة وغير المتوقعة؛ لأن العالم بحجمه الفعلي الصغير جداً حالياً، لم يعد فيه ما يمكن مواراته أو تجاوزه، فالحدث الذي يقع في أقصى الأرض يشاهد في قطبها الثاني مع صبيحة اليوم التالي.
جائحة «كورونا» كانت وقفة للتأمل وللمراجعة والتصحيح لمن أراد أن يقوي مناعة بلاده وحكوماته، والعمل بطريقة جديدة تحمي المكتسبات والعمل على البناء عليها، لا ترك الأمور على غاربها حتى لا يصحوَ على ما قد يتوقعه وما لا يتوقعه.
هذه الوقفة، بلا شك، وقفها قادة هذا الوطن، وبنوا على دروسها وعبرها، وخططوا لما يمكن أن يحدث باستشراف عميق وبعيد النظر لمستقبل قرّروا أن يكون حافلاً بالعطاءات والإنجازات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"