الصحة النفسية

01:48 صباحا
قراءة دقيقتين
1701

شذى علاي النقبي*

تناقش لجنة الشؤون الصحية والبيئية في المجلس الوطني الاتحادي حالياً، موضوعاً في غاية الأهمية للمجتمع وأفراده، وهو سياسة وزارة الصحة ووقاية المجتمع في شأن تعزيز الصحة النفسية في دولة الإمارات.

وفي إطار دراسة هذا الموضوع باستفاضة قامت اللجنة بست زيارات ميدانية لمستشفى الأمل ومستشفى راشد في دبي، ومستشفيات القاسمي والكويت وخورفكان في الشارقة، ومستشفى الفجيرة في الفجيرة، للاطلاع على الخدمات المقدمة في أقسام الصحة النفسية والبرامج العلاجية المقدمة لمراجعي أقسام الصحة النفسية، وكيفية التعامل معهم، وضرورة تعزيز الوقاية من الاضطرابات النفسية لأفراد المجتمع، ودور الوزارة في التعاون مع الجهات المعنية لتنفيذ سياسة تعزيز الصحة النفسية والخدمات المقدمة.

ورغم الاهتمام المتزايد بهذا الموضوع في الآونة الأخيرة، خاصة بعد أزمة «كوفيد 19»، ومعاناة البعض الضغط والخوف النفسي، وإصابتهم بالاكتئاب خوفاً من الإصابة بالفيروس، إلا أن ثقافة ذهاب المريض النفسي لاستشارة الطبيب أو مراجعة أقسام الصحة النفسية في المستشفيات، ما زالت بعيدة جداً عن الواقع، ولا تجد قبولاً أو رواجاً بين الناس في المجتمع.

المريض النفسي قد يكون الجاني، أو الضحية في العديد من المواقف، فقد يكون المريض النفسي ضحية نظرة البعض إليه في المجتمع إذا أدرك أنه مريض، وذهب لتلقي العلاج النفسي، فينظر إليه البعض بأنه مجنون، أو معتوه، أو لديه خلل عقلي، وهذا الضغط الذي يشكله الناس على المريض قد يؤدي به فعلاً إلى الإصابة بمزيد من الضغط النفسي، والاكتئاب الذي ربما يصل به إلى مراحل متأخرة في المرض النفسي، لذا يجب علينا جميعاً، أن نغيّر نظرتنا إلى المريض النفسي، وأن نساعده على العلاج.

ويأتي الدور الآن على المريض النفسي الجاني، وهو الأشد خطراً على المجتمع والناس، فهذا النوع من المرضى النفسيين لا يعترفون بأنهم مرضى، ويرفضون العلاج، ما يزيد من حالتهم سوءاً وشراسة، حتى يؤذون بشدة مَن حولهم، وهم لا يعترفون مطلقاً بأنهم مخطئون في حق غيرهم، بل يتمادون في إلحاق الأذى بالآخرين، والمشكلة الكبرى هنا إذا كان بين هذه الفئة من المرضى موظف في موقع المسؤولية، أو مدير في العمل، أو شخص مسؤول عن زملاء آخرين، كيف يمكننا أن نتخيل بيئة العمل في ظل وجود مثل هذا الشخص الذي يمكن أن يكون مؤذياً جداً لزملائه، ومن يعمل ضمن فريق عمله، فضلاً عن تأثيره السلبي في تراجع إنتاجية العمل؟

*عضو المجلس الوطني الاتحادي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"