عادي

تداولات الـ «ميمي» وجنون الـ «سباك».. واقع جديد في الأسواق العالمية 2021

21:58 مساء
قراءة 3 دقائق
2
دبي: هشام مدخنة

في عام من التداولات الجامحة، بات غير المتوقع هو القاعدة السائدة في قاعات «وول ستريت»، وتدفقت أعداد ضخمة من المستثمرين «المبتدئين» الذين انضموا إلى عالم الأسهم ليركبوا موجة الانتعاش التاريخي الحاصل في السوق.
وأدى العمل عن بعد، وشيكات التحفيز، ومستويات المدخرات الشخصية المرتفعة، وكذلك غرف الدردشة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تسريع وتيرة ازدهار ما عُرف ب «تداولات الأفراد». كما شهد عام 2021 لوحده تدفقات فاقت السنوات ال25 السابقة مجتمعة، وخلاله سرق المستثمرون الأمريكيون الأضواء. والسؤال الرئيسي المفتوح الآن، إلى أي مدى ستسمر الأحداث مع بداية العام الجديد؟

شهد عام 2021 لوحده تدفقات فاقت السنوات الـ25 السابقة مجتمعة

هو مصطلح يطلق على الأسهم التي تلقى إقبالاً من قبل الشباب وصغار المستثمرين وتتسم بطفرات سعرية عالية. ففي الأسبوع الأخير فقط من شهر يناير / كانون الثاني الماضي، شهدنا ارتفاعاً جامحاً لأسهم شركة «جيم ستوب» المتخصصة بألعاب الفيديو وبنسبة 400%، لتغلق الشهر بمكاسب هائلة بلغت 1,625%، وذلك بفضل حشد من المستثمرين الأفراد «الهواة» المرابطين أمام شاشات منتدى «وول ستريت بيتس» على منصة «ريديت» للتداول على الأسهم الأكثر بيعاً على المكشوف. واستمرت حمّى «جيم ستوب» لتصعد بسهمها 2500% قبل أن ينهار السهم بالسرعة نفسها وسط جني المستثمرين أرباحاً هائلة.
تسبب ذلك بضغوط قصيرة على صناديق التحوط التي راهنت ضد «جيم ستوب»، في حين أجبر الهوس العديد من المنصات الوسيطة عبر الإنترنت على وقف التداولات على صفحاتها لعدد كبير من الأسماء شديدة التقلب، مع إثارة جلسات استماع في الكونجرس وتحقيق أجرته لجنة الأوراق المالية والبورصات.
كذلك بدا التداول الجامح في بداية العام لأسهم «إيه إم سي إنترتينمنت» مشابهاً بشكل مذهل لأحداث «جيم ستوب». حيث وصل السهم إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في يونيو / حزيران، ما ساعد في تعزيز مركز «AMC» النقدي واستقرارها.
 وعلى الرغم من عمليات البيع الأخيرة في السوق، وانخفاض كل من «جيم ستوب» و«إيه إم سي» إلى أدنى مستوياتهما في أشهر الأسبوع الماضي، ارتفع كلا السهمين هذا العام عند حوالي 716% و1,260% على التوالي.
وبينما لفت هوس أسهم ال «ميمي» الأنظار هذا العام، تناقلت الصفحات في إبريل / نيسان أغرب ظاهرة استثمار تتحدث عن مطعم صغير في نيوجيرسي اسمه «ديلي» تابع لشركة «هومتاون إنترناشونال»، تم تداول أسهمه عند مستويات قياسية منحته قيمة سوقية بأكثر من 100 مليون دولار، مع أن مبيعاته مجتمعة في العامين الماضيين لم تتجاوز 36 ألف دولار! وفقاً لإيداعات الأوراق المالية.

انفجار الـ«سباك»

وفي شأن متصل، بلغ إجمالي الأموال التي تم جمعها عبر شركات الاستحواذ الأمريكية ذات الأغراض الخاصة، المعروفة بـ«سباكس» SPACs، مستوىً قياسياً عند 162 مليار دولار لعام 2021، أي ما يقرب من ضعف مبلغ العام الذي قبله البالغ 83.4 مليار دولار، بحسب بيانات «سباك ريسيرش».
وتعتمد شركات ال«سباك» على آلية جمع رأس المال من خلال طرح عام أولي ومن ثم استخدام هذا النقد للاندماج مع شركة خاصة وطرحها للعموم في غضون 24 شهراً.
وكان السوق محموماً في الربع الأول لعام 2021، حيث سجلت الصفقات الجديدة قفزة في اليوم الأول بنسبة 6.5% في المتوسط. ومثّل المستثمرون الصغار 46% من حجم التداول في «SPACs» على منصة بنك أمريكا في يناير. 
الآن، هدأت الصناعة وسط الكثير من التحديات مثل الضغط التنظيمي واحتمال ارتفاع أسعار الفائدة وصولاً إلى بيئة صفقات تنافسية أكبر. ومع ذلك، حظيت إحدى الصفقات التي تم إطلاقها في الربع الأخير بالكثير من الاهتمام. حيث ارتفعت أسهم شركة الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة «ديجتال ورلد أكوزيشن» بنسبة 842% لمدة يومين في أكتوبر، منذ أن أعلنت عن نيتها طرح منصة التواصل الاجتماعي «تروث سوشل»، التي أنشأها الرئيس السابق دونالد ترامب، للعموم في صفقة «سباك». ولا يزال السهم مرتفعاً بأكثر من 400% على مدار العام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"