عادي
قرار تجميد الأصول في الخارج ينعكس على كل فئات المجتمع

«طالبان» تحظر على النساء التنقل لمسافات بعيدة بمفردهن

01:26 صباحا
قراءة دقيقتين

أعلنت حركة طالبان التي تتولى السلطة في أفغانستان أنه لن يُسمح للنساء الراغبات بالسفر لمسافات طويلة الصعود على متن وسائل النقل إلا إذا كن برفقة أحد أقربائهن الذكور، فيما انعكس قرار تجميد الأصول الأفغانية في الخارج على طبقات المجتمع كافة.

وحضت الإرشادات الجديدة الصادرة عن وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أمس الأحد، جميع أصحاب المركبات على نقل النساء اللاتي يرتدين الحجاب فحسب. وقال الناطق باسم الوزارة صادق عاكف مهاجر، أمس الأحد، «يجب ألا يتم عرض نقل النساء اللواتي ينوين السفر إلى مسافات تبلغ أكثر من 72 كلم إلا إذا كن بصحبة أحد أفراد عائلتهن المقرّبين».

وتأتي الإرشادات التي تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي بعد أسابيع من طلب الوزارة من القنوات التلفزيونية الأفغانية التوقف عن عرض الأفلام الدرامية والمسلسلات التي تمثّل فيها نساء. كما دعت الوزارة الصحفيات اللواتي يعملن في التلفزيونات إلى ارتداء الحجاب على الشاشة.

وقال مهاجر إن ارتداء الحجاب سيكون شرطاً للنساء اللواتي يسعين للصعود على متن وسائل النقل. كما أمرت توجيهات الوزارة الناس بالتوقف عن تشغيل الموسيقى في مركباتهم. ولم توضح طالبان قصدها عندما تشير إلى الحجاب، إذ إن تفسيرها له قد يتراوح من غطاء الرأس إلى غطاء الوجه أو الغطاء الكامل من الرأس إلى أخمص القدمين، علماً أن أغلبية النساء الأفغانيات يرتدين غطاء الرأس.

من جهة أخرى، يكابد المقاول الأفغاني شعيب براك ليسدد أجور موظّفيه ويدفع لمزوّديه الذين يتعذّر عليهم بدورهم تسديد فواتيرهم، والكل غارق في دوّامة تسبّب بها تجميد الأصول الأفغانية في الخارج الذي يشلّ النظام المصرفي في البلد. ويقرّ رجل الأعمال الذي كان حتّى فترة وجيزة يوظّف مئتي شخص في شركة البناء التي يملكها «أشعر فعلاً بالخجل. الأمر مقزّز بالنسبة لي ولكلّ أفغاني. وليس في وسعي حتّى تسديد رواتب فريق العمل». في أعقاب وصول حركة طالبان إلى الحكم في منتصف آب/أغسطس، جمّدت الولايات المتحدة حوالى 9,5 مليار دولار من أصول المصرف المركزي الأفغاني، أي ما يوازي نصف إجمالي الناتج المحلي في البلد لسنة 2020، للحؤول دون وصول الأموال إلى أيادي عناصر الحركة. وحتّى في حال رُفع التجميد جزئياً عن هذه الأموال، قد يطالب بها ضحايا هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة ويأمر القضاء الأمريكي بحجزها. وانعكس قرار تجميد هذا الاحتياطي الذي كان يُستخدم في الأحوال العادية لتمويل مشاريع بنى تحتية أو تسديد الفواتير الحكومية على اقتصاد البلد، فالمصارف الأفغانية، كما الشركات والمواطنون في آخر هذه السلسلة، باتت تفتقر إلى الدولار. ويطالب براك ب «تحرير هذا الاحتياطي. وإذا كان لديكم مشكلة مع حركة طالبان، رجاء لا تنتقموا من الأمّة وشعبها».

وقد حذّرت منظمات دولية من خطر وفاة مليون طفل أفغاني هذا الشتاء، بحسب شعيب براك. وهو يتساءل «من سيُلام برأيكم، الولايات المتحدة أم حركة طالبان؟».

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"