ثاني السويدي الشبيه بالملح

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

بدأت إصدارات اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات الشعرية في عام 1986، بعد قيام اتحاد الكتّاب بنحو عامين، ومن أوائل الأسماء التي نشر لها الاتحاد: عارف الخاجة: «ديوان صلاة العيد والتعب 1986»، وسلطان خليفة: «شدو الزمن». والجميل في اتحاد الكتّاب، أو الجميل في سياسته النشرية آنذاك قبل أكثر من 35 عاماً أنه انفتح سريعاً على نشر مجموعات لشعراء خليجيين، وشعراء عرب بروح استضافية عالية وتكريم للشعر وللشعراء العرب بلا استثناءات.
على سبيل المثال، نشر الاتحاد للشاعر العُماني سيف الرحبي مجموعته «مدية واحدة لا تكفي لذبح عصفور»، وذلك في عام 1988، وفي عام 1989 نشر الاتحاد ثلاث مجموعات شعرية دفعة واحدة لثلاثة شعراء عرب مقيمين في الإمارات: «وردة للوطن، قبلة للحبيبة» للشاعر الأردني عمر أبو سالم، و«هذا هو الساحل.. أين البحر» للشاعر العراقي مؤيد الشيباني و«بحثاً عن النهر» للشاعر المصري رأفت السويركي، ومبكراً أيضاً في عام 1988 نشر الاتحاد مجموعة شعرية للشاعر البحريني جعفر الجمري.
تاريخ اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في الثمانينات، ومن خلال منهجه النشري آنذاك يخبرنا أيضاً أن الاتحاد انفتح مبكراً على ترجمة الشعر الأجنبي إلى العربية، ففي عام 1990، أي قبل 31 عاماً، مجموعة شعرية بعنوان «الفالس الأخير في سانتياجو» للشاعر آرييل دورفمان، ونقل هذه القصائد إلى العربية المترجم كامل يوسف حسين الذي كان وقتها يعيش ويعمل في الإمارات، وفي عام 1991 ، نشر الاتحاد مجموعة شعرية للشاعر الروسي ليرمنتوف بعنوان «الشيطان وقصائد أخرى» نقلها إلى العربية عبر الإنجليزية من الروسية الشاعر والمترجم المصري رفعت سلّام.
تلك كانت حيوية النشر في اتحاد الكتاب، وما زالت هذه الحيوية قائمة إلى اليوم على الرغم من بعض الصعوبات التي تواجه عملية النشر ليس في الاتحاد فقط، بل وفي الكثير من الجهات الثقافية النشرية العربية والإماراتية.
أردت في مناسبة الكتابة عن الذاكرة النشرية في الاتحاد أن أشير إلى مجموعة شعرية أولى صدرت للشاعر ثاني السويدي عن الاتحاد بعنوان «ليجف ريق البحر»، وذلك في عام 1991.
من باب الحنين إلى ذلك الزمن الثقافي الجميل، والحنين إلى الشعر الذي يرتبط مثل الجنين بحبل سرّة إلى مكانه وبيئته، أنقل إلى القارئ العزيز هذا المقطع من روح ثاني السويدي في مجموعته الأولى تلك: يقول ثاني السويدي: إلى متى؟ /لا زوجة تكسر رماد الوقت/كل المقاهي تدور في لسانك/ كتفك الورقي/ يصحبك إلى ملامح السُكَّر/ شواطئك الفيروزية/ على الطريق تلملم بحرها/ المرأة البلهاء تتقَلّبُ في يومك/ بينما يضيع قميصك تجاربه النسائية/ فوق دقّات الباب».
كتب ثاني السويدي قصائد أول مجموعة له في نهاية الثمانينات، وتبع هذه المجموعة بروايته «الديزل»، ثم أصدر مجموعة ثانية «الأشياء تمرّ».
إرث ثاني السويدي الشعري والروائي قليل، خفيف على القلب، وطيّب الروح والمعنى والذاكرة، ويستحق فعلاً هذا الشاعر الذي رحل فجأة وترك الحياة يتيمة وراءه أن يعاد نشر شعره وروايته في طبعات جديدة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"