أجرت القوات الروسية تدريباً على صد غارات جوية مكثفة، وفق ما نقلت وكالة إنترفاكس، أمس الاثنين، عن المنطقة العسكرية الغربية في روسيا، وسط مواجهة بين موسكو والغرب بشأن مساعي أوكرانيا للانضمام إلى حلف «الناتو»، في وقت حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من احتمال وجود نية لدى الغرب بإشعال «حرب صغيرة» في أوكرانيا، ثم تحميل روسيا المسؤولية عنها لمعاقبتها، في حين دعت أنقرة موسكو للتخلي عن مطالبها «أحادية الجانب»، وتبني نهج بناء أكثر في خلافها مع القوى الغربية وحلف «الناتو» بشأن أوكرانيا.
محادثات دبلوماسية وعسكرية
وأضافت إنترفاكس أن ما يقرب من عشرة آلاف جندي شاركوا في العملية. وكانت روسيا حشدت عشرات الآلاف من القوات قرب أوكرانيا، وطالبت بعدم السماح لجارتها الجنوبية بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، إضافة إلى عدم نشر أي أسلحة هجومية هناك أو في أي من البلدان المجاورة لها.
من جهة أخرى، قال لافروف، إن دبلوماسيين ومسؤولين عسكريين من روسيا سيجرون محادثات مع مسؤولين أمريكيين الشهر المقبل بشأن قائمة من الضمانات الأمنية التي تريدها موسكو من واشنطن. وقال لافروف، في مقابلة بُثت مباشرة على موقع وزارة الخارجية على الإنترنت، إن المحادثات ستجرى مباشرة بعد عطلة رأس السنة في روسيا.
انضمام أوكرانيا ل «الناتو»
وأضاف لافروف أنه لا يستبعد أن تكون لدى الغرب «رغبة في تأجيج المشاعر العسكرية (في أوكرانيا) وإشعال «حرب صغيرة» ثم اتهام موسكو (بذلك)، وفرض عقوبات جديدة عليها، من أجل كبح قدراتها التنافسية».
وأكد لافروف أن روسيا لن تنضم إلى الناتو، الذي وصفه بأنه أصبح في الوقت الحالي «مشروعاً جيوسياسياً بحتاً» لاستيعاب الأراضي التي ظلت «بلا مالك» بعد انهيار حلف وارسو والاتحاد السوفييتي، مشدداً على أن روسيا لا يمكنها ألّا تقلق من وجود الناتو قرب حدودها.
موسكو ترد على هاريس
في غضون ذلك، علق الكرملين والخارجية الروسية على تهديدات نائب الرئيس الأمريكي كامالا هاريس بفرض ما أسمته «عقوبات غير مسبوقة» على روسيا في حال التعدي على سيادة أوكرانيا. وقال لافروف فيما يخص العقوبات وتهديدات نائبة الرئيس الأمريكي، «روسيا لا تنوي إذلال نفسها ومطالبة الغرب برفع العقوبات الأحادية غير القانونية.. لم نطلب من أي شخص أن يرفع عنا العقوبات، ولن نذل أنفسنا حتى أمام أحد». وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف تعليقاً أيضاً على تهديدات هاريس: «قبل هاريس.. الرئيس الأمريكي جو بايدن كان قد وعد بذلك عدة مرات من قبل».
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو موسكو وحلف الأطلسي لطرح خلافاتهما على طاولة النقاش في مفاوضات مباشرة اقترحها الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج. وقال جاويش أوغلو للصحفيين: «لقبول أي مقترح يجب أن يكون مقبولاً من الطرفين. قدّمت روسيا بعض المقترحات. لكن ربما يسعى الناتو (حلف الأطلسي) إلى الحصول على النوع ذاته من الضمانات من روسيا. هذه ليست مسألة أحادية الجانب».
(وكالات)
