ردع الحوثي

00:31 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

لأن الميليشيات الحوثية لا تعترف بالقانون الدولي الإنساني، ولا تقيم وزناً للحياة البشرية، وتتمادى في غيها باستهداف المدنيين داخل اليمن وخارجه، متجاوزة كل الخطوط الحمر، وحتى أعراف الحروب، وترفض كل مبادرات وفرص السلام التي أتيحت لها، ولا تزال، فقد بات ردع هذه الميليشيات ضرورة من أجل وقف الجرائم التي ترتكبها.

هذه الميليشيات التي اعتلت صهوة الإرهاب، بديلاً لإخفاقاتها في ميادين القتال والصراعات الداخلية التي تتنازعها، لم تتردد في سعيها ل«التعويض» عن هذه الإخفاقات، والتغطية عليها عبر الظهور بمظهر من يحقق الإنجازات، من خلال استهداف المدنيين، واستخدامهم دروعاً بشرية، وتحويل المؤسسات المدنية إلى قواعد عسكرية، كما في صنعاء ومطارها، وفي مأرب ومختلف المناطق اليمنية، وكما في استهدافها للمدنيين في محافظة صامطة بمنطقة جيزان السعودية. 

لم يترك الإرهاب الحوثي الذي يحاول التمدد للتغطية على هزائمه الميدانية، من خيار أمام تحالف دعم الشرعية في اليمن سوى الرد بقوة على جرائم الحرب التي ترتكبها هذه الميليشيات بحق المدنيين. وبات من الواضح أن تحالف دعم الشرعية أخذ على عاتقه الرد بقوة وحسم، والقيام بعمليات ردع شاملة ومدمرة ضد أهداف ومراكز وتجمعات الحوثيين أينما كانوا بما يتناسب مع جرائم هؤلاء، ولإرغامهم على مراجعة حساباتهم والانصياع لمبادئ القانون الدولي الإنساني، والتجاوب مع جهود السلام التي يبذلها المجتمع الدولي، لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية. 

الموقف الصلب لتحالف دعم الشرعية ناجم عن وعي وإدراك لحقيقة الحوثيين الذين لا يملكون أي مشروع سياسي أو اقتصادي أو ثقافي أو اجتماعي لأبناء الشعب اليمني، وإنما هم مجرد أدوات للخارج، ويأتمرون بأوامره، وشركاء لميليشيات «حزب الله» التي تسعى إلى تخريب المنطقة، وباتت تشكل تهديداً مباشراً لأمن دول الخليج والمجتمع الدولي. 

ومن هذا المنطلق، أكد المتحدث باسم القوات المشتركة للتحالف، دعم حل سياسي شامل بقيادة المبعوث الأممي لليمن وفقاً للمرجعيات الثلاث، المتمثلة في قرار مجلس الأمن رقم 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، إلى جانب استمرار التحالف في دعم الجيش الوطني اليمني، مشدداً على أن «العمليات العسكرية هي لتحقيق السلام». 

غير أن المشكلة تبقى في أن الحل ليس بيد المتمردين الحوثيين، وإنما بيد رعاتهم وداعميهم ومموليهم في الخارج، فلقد تم منحهم أكثر من فرصة عبر الكثير من المبادرات التي تعاملوا معها باستخفاف، ولم يتوقفوا عندها أو يعطوها الاهتمام الذي تستحق، لأن الأمر ليس بيدهم، ولأن الخارج لا يريد حل الأزمة إلا وفق مصالحه هو وليس مصالح اليمنيين الذين دفعوا، ولا يزالون، ثمناً باهظاً من دماء أبنائهم، وخراب بلدهم، ودفع من تبقى منهم إلى هاوية الفقر واليأس في بلد كان يعج بالخيرات، وكان يُسمى في يوم من الأيام «اليمن السعيد».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"