في انتظار بشرى التطوير

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين

هل تطيق صبراً على انتظار تطوير المناهج؟ المشرفون على إحداث التحوّلات لا يُحسدون على معاناتهم النبيلة. هم حقّاً في فترة حرجة؛ لأن سيل العلوم والتقانة جارف، إضافة إلى أن طموح دولة الإمارات في الخمسين الثانية رفع السقوف بمراتب غير قياسيّة. الانعكاسات والآثار ستكون ثقيلة، إذا حدث أيّ إبطاء في إيقاع التنفيذ. مثلاً: إذا تأخّر التطوير خمس سنوات، فإن تقدّم العلوم والتقانة، قد يستدعي إعادة النظر في خطة التطوير، ولو جزئياً. صار السباق مع الزمن ضرورة، فما بالك به إذا كانت الإرادة لا ترضى بما دون التفوّق والمكانة الأولى.
لا مفرّ من انتهاج المناهج المرنة. التقانة هي نفسها تقدّم النموذج الجيّد. منذ سنوات طرحت المعلوماتية نظرية «المعلومات السائلة» (ليكويد إنفورميشن)، التي تجعل النص قابلاً للتنقيح والروابط بالصوت والصورة. التطوير سيستتبع، عاجلاً أو آجلاً، إلغاء الكتب المدرسية الورقية. طريف أن يكون واضعو المناهج مثل لاعبي الشطرنج، على استعداد لأيّ مفاجأة تتطلب تغيير الاستراتيجية.
نحن في بداية عصر سيغيّر النموذج الفكري والإطار الذي تدور فيه العملية التربوية وفلسفة التعليم. سيكون الهدف تكوين العقل العاقل العلمي المعرفي الناقد المميّز، لا حشو الدماغ كوعاء يأخذ المواد ويعيدها كما هي غير منقوصة، وإلاّ كان نصيبه الفشل. من هنا، سيكون على واضعي المقرر الدراسيّ أن يعيدوا دراسة الامتحانات كوسيلة لتحديد مستوى الطالب وقدراته الذهنية ومواهبه: هل من الإنصاف المنطقي والعدل العلمي أن نحكم على أداء دماغ مراهق بناء على عدم حفظ قصيدة، أو عجز عن تذكر معلومات جغرافية أو تاريخية، أو حتى إخفاق في حلّ مسألة رياضية أو معادلة فيزيائية؟ من المستحسن الرجوع إلى أفضل ما توصل إليه علماء التربية واضعو المناهج في أرقى المؤسسات التعليمية في العالم. زيادة الخير خير.
تنفيذ التطوير مفعم بالمفارقات. من باب الأريحيّة التربويّة ورحابة الذهن، أن تُنشر تفاصيل المناهج الجديدة في وسائل الإعلام على أوسع نطاق، لأن الآباء وأولياء الأمور معنيون بالتحولات، حتى يكونوا في جوّها. من المهمّ أن يتولى التربويون شأن التوعية، حتى لا يحدث تناقض بين الأسرة والمدرسة في الأساليب.
لزوم ما يلزم: النتيجة التكاملية: تحقيق نظام التعليم النجاح المطلوب، يحتاج إلى توعية الأسرة بأحدث الأساليب.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"