عادي
طرق متعددة وإجراءات احترازية

احتفال رأس السنة.. خيارات على أجنحة السعادة

23:56 مساء
قراءة 3 دقائق

تحقيق: زكية كردي
يفضل البعض الاحتفال برأس السنة الجديدة في المنزل، والبعض الآخر يفضلون الحفلات الكبيرة أو المطاعم الفاخرة، بينما يرى آخرون أن الاحتفال مرتبط بوجود الأحبة والأهل والتفاصيل المعتادة المرهونة بحضورهم، لكل مقاييسه ومعاييره الخاصة للشعور بالسعادة.

1

يحرص طوني عيسى، مدير محل عطور، على السفر لقضاء إجازة العام الجديد وليلة رأس السنة مع أهله كل عام مهما كانت الصعوبات، ويقول: لا طعم للاحتفال بعيداً عن العائلة، والأمر ليس مرتبطاً بي فقط؛ بل مرتبط بالعائلة بأكملها، فأنا أعرف أن غيابي عن احتفالات العام الجديد سوف يترك غصة لدى أهلي وخاصة أمي، لهذا أتعامل مع الأمر بجدية وأعتبره من الأولويات التي لا أتنازل عنها، فالعام الجديد هو الحب الذي يفيض في حضن العائلة.

لكن أمر السفر ليس متاحاً بالنسبة للجميع كما تذكر ريتا سليمان، موظفة مبيعات، وتقول: قد يكون الأمر سهلاً بالنسبة لشخص عازب؛ حيث تكون تكاليف وتحضيرات السفر بسيطة بالنسبة له ولا تحتاج إلى الكثير من الحسابات، وتقول: أعتقد بأنني لم أحتفل برأس السنة مع أهلي منذ أكثر من 10 أعوام، إلا أنني أنشأت لنفسي طقوسي الخاصة بأسرتي، فالحصول على الصداقات الحقيقية وطويلة الأمد يعادل الشعور برفقة الأهل، لهذا أحرص على الاهتمام بأدق تفاصيل الاحتفال برفقة الأصدقاء كل سنة، وأفضل بالطبع ألاّ يغيب منهم أحد.

تنوي غالية الصالح وزوجها تلبية دعوة مجموعة من الأصدقاء للاحتفال بليلة رأس السنة في أحد مطاعم دبي، وتقول: قد تكون هذه المرة الأولى لي التي ألجأ فيها إلى هذا الخيار، فأنا أحبذ الاحتفال بهذه المناسبة تحديداً في المنزل مع العائلة والأصدقاء، وهذا ربما يعود لأسباب كثيرة منا التفكير بالازدحام، والراحة التي يصعب أن تتوفر في أي مكان آخر غير المنزل، وقد يكون السبب راجع إلى ارتباط هذه المناسبة بعادات الطفولة والاحتفال في منزل العائلة مع الأهل والأحبة.

أما محمد وهبة، مدير محل بيع سيارات، فيرى أن معظم الناس يتمسكون بأساليب محدودة للاحتفال بسبب خوفهم من تجربة أشياء جديدة، وهذا عائد ربما إلى افتقادهم إلى عنصر الفضول والمغامرة، أو إلى عدم قدرتهم على التكيف بسرعة مع ظروف مختلفة للاستمتاع بالحياة، ويقول: بالنسبة لي أفضل القيام بالأمور بطريقة مختلفة كل مرة، فمن غير المعقول أن أحتفل بكل سنواتي الجديدة بالطريقة ذاتها وأنتظر منها أن تمنحني التغيير، علي أن أكون مرناً وأمنح نفسي شيئاً من التغيير لأنتظر أشياء مختلفة، فمرة أحتفل في المنزل، ومرة أخطط لحضور حفل كبير لفنان أحيه، ومرة أخطط للسفر، أو القيام بأي مفاجأة يمكنني تقديمها لنفسي في عيد ميلادي الذي يصادف بداية السنة.

الإجراءات الاحترازية

لا شك أن الالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا أثر كثيراً في مخططات الكثيرين بشأن الاحتفال بليلة رأس السنة، كما هو حال صالحة سعيد، ربة منزل، وتقول: قررت الاحتفال برفقة عائلتي في المنزل هذا العام، واعتذرت عن دعوات الأهل والأصدقاء لقضاء ليلة رأس السنة سوية، فأنا أعتقد بأن واجب كل منا أن يكون مسؤولاً عن نفسه، خاصة وأنني أعاني الحساسية وأعرف بأن مناعتي ليست كغيري، لهذا علي أن أعتني بنفسي وأحتفل بصحتي الجيدة وحفاظي عليها وعلى عائلتي وأبنائي.

وتعتبر الاحتفالات بشكل عام نوع من الممارسات التي تساعد على تحقيق الصحة النفسية من خلال السعادة التي تمنحها للصغار والكبار، حسب د. أحمد العموش، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة، ويذكر أن السعادة تعتبر جزءاً مهماً في مكونات ثقافة المجتمع الإماراتي، موضحاً أن الاحتفالات عبارة عن طقوس، ونشوء الإنسان عليها لم يكن مصادفة؛ بل هي نوع من الممارسات التي يقوم بها الناس ويتوارثونها عبر الأجيال، ويقول: يتفهم الناس الظروف الاحترازية التي فرضها انتشار «كورونا»، والتي حدت من قدرتهم على ممارسة طقوسهم المعتادة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"