عادي
أغاني الشعوب ورقصاتها تخبر عن البيئة

«بورتريه» مزركش بحضارات العالم في جنبات «إكسبو2020»

16:25 مساء
قراءة دقيقتين

دبي: زكية كردي
الوجه الثقافي الحقيقي لأي حضارة هو تلك الصورة الحية التي يجسدها الإنسان، تلك التضاريس التي يحملها في ملامحه ولغته والأزياء التي يرتديها، الأغاني التي ينقلها عن شعبه والرقصات التي تخبر عن البيئة التي جاء منها، وربما عن حكاياتهم مع الفرح والأمنيات عبر التاريخ، تفاصيل كثيرة تشكل كل وجه على حدة، زركشات منوعة وألوان تتجانس بطرق مختلفة لتحمل رموز ودلالات أصحابها، فنرى هذه التفاصيل تخط الفروقات التي تميز شعباً عن آخر في مكان، وتعود لتجمع فيما بينهم عند ملتقى الخطوط العريضة في مكان آخر، كما جمعهم «إكسبو2020 دبي» في توليفة تنبض بالحياة محتضناً كل هذه التفاصيل على هذه الأرض النابضة بالحب، وكأنه يمنحنا فرصة لنرى وجه العالم من قرب، ونعايش تراكم هذه الحضارات.
حزام جلدي يحيط بالرأس مزروع بالكثير من الريش المصفوف على الحواف، ومزين بتلك القطع الصدفية التي اشتهرت بها الأكسسوارات الإفريقية، وحول الرقبة مجموعة كبيرة من الأطواق الخرزية المعروفة بألوانها الحارة؛ إنها إفريقيا بكل حرارة حضورها، بملامح منفتحة وعيون كبيرة تحدق في وجه الحياة لتبتكر أغنية اللون. وفي بورتريه آخر تنحسر سلطة اللون في الأزياء الإفريقية، فيطغى الأبيض ليتحول إلى غطاء للرأس ولثام للوجه في دلالة على الجو العاصف في تلك المنطقة، بينما تطغى النقشات الهندسية التي تشتهر بها الأقمشة الإفريقية بألوانها المعروفة في أزياء أخرى.
وفي الشرق تجتمع أزياء الشعوب عند خطوط عريضة تتمثل في الألوان الزاهية والزركشات الكثيرة، والتفاصيل الكثيرة في الأزياء ذاتها الرجالية منها والنسائية، وهذا ما يمكننا تمييزه في أزياء شعوب الشرق الأوسط امتداداً إلى الهند وباكستان والصين رغم بروز الاختلاف هنا في الشكل العام للأزياء والعادات.
ولا تخلو أزياء أوربا الشرقية من لمسات تدل على المكان الذي تنتمي إليه، معززة اللمسة الدرامية للمشهد، فتحمل دلالة تستحضر الحكايات والأساطير التي ارتبطت بذاكرتنا حول تلك البلدان وحضارتها، والبصمة الفنية الخاصة لكل منها.

الصورة

الوجه الثقافي
في بلد يجمع أكثر من 200 جنسية على أرضه، قد لا يكون مستغرباً التعرف بكل تلك الوجوه والحضارات إلى أرض واحدة، إلا أن الجديد هناك هو الوجه الثقافي لذي يحرص كل بلد أن يقدم نفسه عبره بكل عنفوانه وجماليته وطبيعته الفطرية، بعيداً عن تأثيرات التطور الحضاري العالمي الذي أثر إلى حد كبير في صهر الفروق التي تميز هوية كل شعب وبصمته الخاصة، هذه الهوية التي نتعرف إليها كما هي في بيئتها الأم على أرض إكسبو2020، سواء بزيارة الأجنحة واستكشاف تفاصيل هذه الحضارات باختلافاتها المغرية، أو بحضور العروض الفنية النابضة في جنبات المكان، التي تغني هذا الحدث العالمي بأصالتها، فتستقطب عدسات المصورين في كل زاوية، بحثاً عن صور أصلية تحكي جمال تنوع الجنس البشري وألوان الحضارات والشعوب حول العالم.

الصورة
الصورة
الصورة
الصورة
الصورة
الصورة
الصورة
الصورة
الصورة

 

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"