عادي
الإنجازات تُولد من رحم الأزمات

«كورونا».. من وباء عالمي إلى قصة نجاح إماراتية

00:09 صباحا
قراءة 9 دقائق

إعداد: إيمان عبدالله آل علي

رحلة الانتصار التي حققتها دولة الإمارات في حربها على الوباء العالمي فيروس كورونا، قصة تُحكى وتُسطّر بحروف من الذهب في حصادها السنوي لعام 2021، فقد بذلت الدولة بطواقمها المختلفة، في الجهات الصحية والأمنية والتطوعية والحكومية، جهوداً عظيمة من أجل تحقيق النجاح في تلك الأزمة الصحية.

وتمكنت الدولة عبر إجراءات صحية وعلمية من تحويل الوباء العالمي إلى قصة إنجاز زاد من تقدمها في التصنيفات العالمية، فكانت الأولى في عدد من المؤشرات، حتى نالت سمعة طيبة زادت من تقدمها عن العام السابق.

الإمارات لا تقف متفرجة على الجوائح، بل تعمل وتخطط، وتضع السيناريوهات الأسوأ من أجل الاستعداد واستشراف المستقبل، لتكون جاهزة بكوادرها ومبانيها ومواردها من أجل أي طارئ جديد، أو أزمة صحية أخرى أو متحور جديد.

نعم، هذا ما تعودت دولة الإمارات على فعله لتحصد النجاح وتنتصر على الوباء، فتضع الاستراتيجيات والخطط التي تنقلها خطوات متقدمة عاماً بعد عام، وتسخّر الموارد لكوادرها لاستكمال منظومة النجاح، حتى يتمكن صُناع القرار في القطاع الصحي من إدارة أزمة كوفيد بنجاح، فهذا الفيروس الخفي سريع الانتشار ما زال يكشف قدرة القطاعات الصحية في دول العالم على إدارة الأزمة بكفاءة وفعالية، فنجد حكومات تهاوت ولم تتمكن من السيطرة، ورأينا مرضى من دون أسِرَّة، وآخرين لم يحصلوا على اللقاح، والبعض لم يحصل على الرعاية الصحية في الوقت المناسب، ولكن في الإمارات كانت المنظومة الصحية بالكامل على أهبة الاستعداد لمواجهة التحدي، ووفرت الدولة كل سبل العناية والرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين والزوار.. كما وفّرت القدرة على مواجهة أي طوارئ متوقعة، أوغير متوقعة. الكل كان مستعداً وجاهزاً للتعامل مع الأزمة.. من مستشفيات حكومية وخاصة، وإدارة الأزمات وأجهزة الطوارئ.

الجهود الإنسانية

الإنسانية متواجدة أينما كانت الإمارات، ففي تلك الجائحة كانت جهود الدولة مستمرة، تمد يد العون للجميع من أجل الإنسانية، وخدمة البشرية، من أجل صحة الإنسان، فقد تكفلت دولة الإمارات بسداد تكاليف العلاج للحالات الحرجة المصابة بفيروس «كوفيد-19» عن طريق الخلايا الجذعية، كما تكفلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي برعاية كل أسر المتوفين بسبب «كوفيد - 19» من جميع الجنسيات في الدولة. وأُسّس «صندوق الإمارات - وطن الإنسانية» لتوحيد الجهود الوطنية للتصدي لوباء «كوفيد-19». كما وفّرت دولة الإمارات مساعدات إنسانية للدول الأخرى للتخفيف من معاناة شعوبها في مواجهة هذه الجائحة.

وكانت الإمارات من أولى الدول الداعمة للمبادرات الإنسانية خلال جائحة «كوفيد-19»، حيث شكلت المساعدات التي قدمتها الدولة 80% من حجم الاستجابة الدولية للدول المتضررة خلال الجائحة.

ومنذ بدء الجائحة في 2020 زاد إجمالي المساعدات الطبية، والأجهزة التنفسية، وأجهزة الفحص ومعدات الحماية الشخصية، والإمدادات التي قدمتها دولة الإمارات لدول العالم عن 2154 طناً، تم توجيهها إلى 135 دولة حول العالم.

كما بلغ إجمالي رحلات المساعدات الطبية المرسلة 196، وتم إنشاء 6 مستشفيات ميدانية في السودان، وغينيا، وكوناكري، وموريتانيا، وسيراليون، ولبنان، والأردن، وتجهيز عيادة متنقلة في تركمانستان.

وتم إرسال مساعدات إلى 117 دولة من مخازن المنظمات الدولية المتواجدة في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي.

وتم أيضا التبرع ب 10 ملايين دولار كمساعدات عينية من دولة الإمارات إلى منظمة الصحة العالمية.

وساهم صندوق أبوظبي للتنمية ضمن تعهد «مجموعة التنسيق العربية» بتخصيص 10 مليارات دولار أمريكي لمساعدة الدول النامية على التعافي من الركود الناجم عن تداعيات الجائحة وتأثيراتها السلبية في القطاعات الاقتصادية المتنوعة.

وهدفت حملة 100 مليون وجبة إلى تمكين أهل الخير من الأفراد والمؤسسات والشركات، داخل دولة الإمارات وخارجها، من التبرع لتوفير الدعم الغذائي للمحتاجين والفئات الأقل دخلاً في 30 دولة، في 4 قارات من بينها السودان، ولبنان، والأردن، وباكستان، وأنجولا، وأوغندا، ومصر.

مكانة متقدمة عالمياً

إدارة دولة الإمارات لجائحة «كوفيد - 19» اتسمت بالاحترافية، وتعد من أنجح النماذج العالمية في إدارة الأزمة إلى جانب مبادراتها الإنسانية على الصعيدين، الإقليمي والدولي، وتملك الدولة مرونة وجاهزية الدولة لمواجهة الظروف الاستثنائية كافة، بفضل النهج الاستباقي في مواجهة التحديات ودعم القرارات بناء على قراءة ودراسة الظروف ووضع الخطط والاستراتيجيات لاحتواء تداعيات الجائحة.

دولة الإمارات حققت المرتبة الثالثة عالمياً في عدد فحوص الكشف عن «كوفيد - 19» والتي تم إجراؤها لكل 1000 من السكان للبلدان التي يزيد عدد سكانها على مليون نسمة بحسب موقع Our World in Data وذلك منذ بداية الجائحة وحتى تاريخ 12 سبتمبر/ أيلول الماضي، كما جاءت في المرتبة الخامسة عالمياً، من حيث قلة عدد الوفيات من الإصابات المؤكدة بفيروس «كوفيد - 19» بحسب أرقام المنصة العالمية بتاريخ 12 سبتمبر أيضاً.

المناعة الجماعية

دولة الإمارات جاءت في صدارة الدول عالميا في نسبة الحاصلين على لقاح «كوفيد - 19» لكل 100 شخص، اذ بلغ عدد الجرعات التي قدمتها الدولة منذ بدء الجائحة حتى تاريخ أمس، (30 ديسمبر2021)، 22.6 مليون جرعة بمعدل 228 لكل مئة شخص.

كما حصلت الدولة على المرتبة الأولى عالمياً في قائمة الدول الأكثر تطعيماً لجرعة واحدة على الأقل للفترة نفسها. وهذا الإنجاز يبرز مدى توافق وتناغم القطاع الصحي مع القطاعات الحيوية في إدارة الجائحة واحتوائها إلى جانب المسؤولية المجتمعية التي أسهمت في خفض أرقام الإصابة.واللقاحات تسهم بشكل عام في الوقاية من الإصابة ومضاعفات المرض والدخول للمستشفيات وتقليل فترة المكوث في المستشفيات وعدم الحاجة إلى أجهزة التنفس الصناعي، مقارنة بالفئة غير المطعمة وساهمت الجرعات الداعمة في تعزيز المناعة بشكل كبير، وبالتالي خفض عدد الحالات.

مبان للعزل ومستشفيات ميدانية

لم تعتمد الدولة على المستشفيات الحكومية والخاصة فقط، لاستيعاب مرضى كورونا، فقد أدارت الأزمة بكفاءة عبر إنشاء مستشفيات ميدانية في مختلف إمارات الدولة لتقديم الرعاية للحالات البسيطة والمستقرة، وحرصت الدولة على تسخير مؤسساتها لمواجهة الإصابات المتزايدة من الفيروس، وحوّلت قاعات مؤتمرات ومراكز مهمة إلى مستشفيات طوارئ وتجهيزها بالمعدات والأسرّة لاستقبال المصابين بوباء كورونا.

وخصصت الدولة مباني لعزل المصابين من دون أعراض، أو من لديهم أعراض خفيفة، وكانت مباني العزل تحت إدارة الجهات الصحية، خاصة أن رجال الأعمال سخروا فنادقهم بتخصيصها للعزل كجزء من مسؤوليتهم المجتمعية، ولا ننسى دور القطاع الخاص الذي شارك بفعالية في دعم الجهات الصحية، بتسخير مرافقها لاستيعاب حالات «كورونا» في العناية المركّزة، فضلاً عن تقديم خدمات الفحص.

التطبيب عن بُعد

تقديم الخدمات الطبية لابد أن يستمر حتى في ذروة تفشي كورونا، فقد اعتمدت الدولة على التقنيات الذكية والذكاء الاصطناعي والتطبيب عن بعد، من أجل استكمال رحلة نجاحاتها، واستمرار حصول الجميع من مواطنين ومقيمين على حقهم الطبيعي في الرعاية الصحية الأولية، فقد أوقفت الدولة بعض العمليات غير طارئة، وتم وضع البدائل المبتكرة من أجل سلامة المجتمع، متمثلة في التطبيب عن بعد الذي حقق نجاحاً لافتاً في ظل بنية رقمية قوية، وأيضاً خدمة توصيل الأدوية لمنازل المرضى، والخدمات المنزلية الطبية، واستمرار الخدمات العاجلة، وأقسام الطوارئ والحالات المرضية التي تحتاج لزيارة المستشفيات بشكل مستمر بتخصيص قسم من المستشفيات للمرضى العاديين، وقسم آخر ل«كورونا».

التجارب السريرية

النجاحات تتولد من رحم الأزمات، هذا ما جسدته تجربة الدولة بدخولها لأول مرة في التجارب السريرية، والمشاركة الفعالة في صناعة الإنجازات الطبية، حيث نجحت الدولة في الدخول بقوة في تجربة التجارب السريرية التي كانت في السابق في مراحلها الأولى في الدولة، ولكن مع الجائحة برزت الإمارات في هذا الجانب، ووجدنا إقبالاً كبيراً للمشاركة في التجارب السريرية، فقد نجحت الإمارات في تعزيز مركزها الإقليمي كأحد أهم اللاعبين الدوليين في إطار تعزيز التضامن والتعاون الدولي في جهود التعامل مع الظروف الاستثنائية التي فرضها تفشي الفيروس. ودخلت الإمارات في شراكة مع أبرز مطوري اللقاحات في جمهوريتي الصين الشعبية وروسيا الاتحادية، حيث أجرت في أبوظبي التجارب السريرية في مراحلها النهائية على أبرز لقاحين أعلن عنهما، وهما لقاح شركة «سينوفارم سي إن بي جي» الصينية، و لقاح «سبوتنيك v» الروسي.

خطط استباقية

الإمارات وضعت خططاً استباقية للتعامل مع الجائحات، وتمتلك نظاماً متكاملاً للتعاطي مع الأوبئة، والقطاع الصحي سارع إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة، حيث تم توفير المستلزمات الطبية والوقائية بجانب الكوادر الطبية ذات الكفاءة العالية، وتوزيع الدليل الطبي على المنشآت الصحية، الحكومية والخاصة، والتحديث مستمر في القرارات والإجراءات.

وقوة الإمارات في التصدي لجائحة «كوفيد-19»، مستمدة من الرعاية الكريمة التي توليها قيادتنا الرشيدة للناس، وصحتهم وسلامتهم، حيث تمتلك بنية تحتية وتقنية قوية تعزز قطاعها الصحي الأكثر تطوراً في العالم والذي تديره مجموعة من السياسات والبروتوكولات عالية المستوى، وتقوم عليها كفاءات وخبرات طبية مميزة.

وهناك العديد من الدروس المستفادة من جائحة «كوفيد-19»، منها: أن تكون دائماً مستعداً، إلى جانب الانفتاح والتعاون العلمي والبحثي وتبادل الخبرات والتجارب، وأهمية إنشاء معاهد متخصصة للصحة العامة وطب الأسرة في الدول العربية، وتوفير شبكات رصد قوية للوبائيات والأمراض المعدية، وإدراج مواجهة الجوائح ضمن أجندة التنمية المستدامة للدول العربية. ودولة الإمارات تعمل من الآن على استشراف طبيعة الحياة في ما يخص القطاع الصحي ما بعد «كورونا»، حتى تصبح قادرة على صياغة الاستراتيجيات للتعامل مع المستقبل الذي لا نعرف كيف سيكون شكله.

الجيش الأبيض

جنود من نوع مختلف وقفوا في صف واحد لمواجهة عدو خفي، متسلحين بالرداء الأبيض، خاضوا حرباً شرسة مع عدو يجهلون عنه الكثير، ولكن بعزيمتهم وإصرارهم وعلمهم تصدوا له، ونجحوا في معركتهم، وفازوا.

الواقع أن العالم بأكمله عزل نفسه عن فيروس كورونا المستجد بعد انتشاره، باتباع الإجراءات الاحترازية والإغلاق التام والجزئي، وحظر التجوال، ليبقى بعيداً عن الفيروس، فكان العمل، والتعليم، وكل الخدمات عن بُعد، حتى لا يحتك الإنسان بمريض مصاب بالفيروس، ما عدا الجيش الأبيض الذي بقي ملازماً للمصابين بالفيروس كل دقيقة، وبقي أفراده المتصدي الشرس له في أروقة المستشفيات والمراكز الصحية ومباني العزل، يرصدون الحالات ويتابعون المرضى، ويلازمون الشاشات، ويعملون على مدار 24 ساعة، ويقدمون الأدوية للمصابين ليكونوا في قلب المعركة الشرسة، لا يعلم أحدهم هل أصيب بالفيروس أم مازال قوياً صامداً، ليكمل عمله متّبعاً كل يوم بروتوكولاً جديداً، بناء على تحديثات المنظمات الصحية العالمية والمحلية.

وخاض الجيش الأبيض (الأطباء والممرضون، وجميع العاملين في القطاعات الصحية) في الإمارات، حرباً بلا هوادة وانتصر على «كورونا»، وأدرك العالم أهمية دوره في حماية المجتمع، وأهمية معركته وأهمية الاهتمام بالكادر الطبي والتمريضي والفني، فالصحة أساس الحياة، ودوره كان رئيسياً في تلك المعركة، فهو خط الدفاع الأول والحلقة الأساسية في معركة الإنسان مع الأوبئة، فجميع الأطباء لم يعودوا جنوداً مجهولين يعملون بصمت، بل جنود أساسيون في المعركة، كلهم يستحقون وقفة شكر واحترام وامتنان.

شكراً خط الدفاع الأول

شكراً خط الدفاع الأول، أحد الشعارات الجديدة التي شهدناها منذ بداية أزمة كورونا، فالكل كانوا يشكرون جنود الجيش الأبيض، أبطال المعركة مع الوباء، وأطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عبر حساباته على مواقع التواصل حملة #شكراً_خط_دفاعنا_الأول، تثميناً لجهود الفرق والكوادر الطبية كافة، وكل العاملين في القطاع الصحي في الدولة، من أطباء وممرضين ومسعفين وإداريين وفنيين، الذين يعملون على مدار الساعة، في ظل الظروف والتحديات التي يعيشها العالم حالياً، جراء تفشي فيروس كورونا المستجد. وكان الاحتفاء بهم مختلفاً في عام كورونا، فقد خصص صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، العام الماضي، ضمن مبادرة أوائل الإمارات لتكريم التجارب الاستثنائية من شخصيات ومبادرات في خط الدفاع الأول، ومن مختلف الجهات الحكومية والخاصة.

وأصدر صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مرسوماً اتحادياً رقم 95 لسنة 2020 بإنشاء مكتب «فخر الوطن» ‏برئاسة ‏صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بهدف تقدير جهود المشاركين في الخطوط الأمامية في أوقات الطوارئ والأزمات.

مسؤولية مشتركة

أسست الإمارات مركزاً للصحة الوقائية ضمن «المدينة الإنسانية» في أبوظبي لتقديم الرعاية العلاجية وإجراء الفحوص الطبية اللازمة لرعايا الدول الشقيقة والصديقة الذين تم إجلاؤهم من مقاطعة هوباي الصينية، بؤرة تفشي وباء كورونا المستجد «كوفيد - 19»، للتأكد من سلامتهم، في إطار نهج الإمارات الإنساني في مساعدة الأشقاء ومد يد العون لهم في الظروف الطارئة.

وتم تجهيز مركز الصحة الوقائية الذي يقدم خدمات الطوارئ على مدار 24 ساعة بأحدث معدات الفحص الطبي وتزويده بالكمامات والمعقمات ووسائل الوقاية، إضافة إلى الطواقم الطبية المؤهلة والمدربة للتعامل مع الحالات الصحية، بينما يضم المركز غرف عزل مزودة بمستلزمات مكافحة العدوى.

ويجسد تأسيس مركز الصحة الوقائية الذي يراعي تطبيق أعلى معايير الصحة والسلامة العالمية جهود الإمارات الإنسانية وإعلاء قيم التضامن مع المجتمعات والشعوب في الأزمات والكوارث.

ولاقت مبادرة إجلاء رعايا الدول الصديقة والشقيقة من مقاطعة هوباي الصينية ترحيباً كبيراً، حيث إنها تؤكد وحدة المصير الإنساني، وتستند إلى عِظم المسؤولية النبيلة التي تقوم بها دولة الإمارات في ظل قيمها الأصيلة وثوابت مجتمعها الوطني، كما تؤكد كفاءة نظام الرعاية الصحية في دولة الإمارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"