عادي
أكد في رائعة شعرية أن 2022 عام التميز والصدارة

محمد بن راشد: الإمارات تسير على نهج المؤسسين بعزم وإبداع

00:18 صباحا
قراءة 5 دقائق
محمد بن راشد

دبي:«الخليج»
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن 2022 سيكون عام التميز والصدارة، مشدداً سموه على أن الإمارات تسير على نهج الآباء المؤسسين، بعزم وإبداع وشطارة.
وقال سموه في رائعة شعرية بمناسبة العام الجديد حملت عنوان «عام جديد.. عام سعيد» إن الإمارات تبدأ مسيرتها نحو الخمسين عاماً المقبلة، بدءاً من اليوم، من دون خوف، أو لين، أو القلق من الخسارة.
وأضاف سموه أن هَمّ الإمارات الأوحد صنع الحضارة، حيث لا تلتفت إلى كيد الأعداء، وكلّها ثقة بجيشها الجسور القادر على حماية، والذود عن تراب الوطن.
وشدّد سموه على أن تاريخ الإمارات حافل بالإنجازات، كما أن حاضرها مشرّف، بعد أن اكتسبت مكانة عالمية بالأفعال لا بالأقوال.
استبشار
 يأخذنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في قصيدته نحو عوالم شعرية عامرة بالألق والجمال، ولعل أكثر ما يلفت الانتباه في هذا النص البديع، فصاحة اللغة والشعرية العالية التي تُظهر مقدرة سموه على انتقاء المفردات والألفاظ، بحيث تقع كل كلمة في موقعها داخل المعمار الشعري الشاهق. 
وإلى جانب ذلك فإن القصيدة تحمل البشرى بأن يأتي العام الجديد وهو يحمل السعادة للناس، وذلك أمر له أهميته خاصة بعد سنوات مضت عانى فيها العالم كله، ويلات جائحة كورونا، فما أحوجهم إلى الكلمات التي تستبشر بالخير والأمل والسعادة، كما أن القصيدة تحمل رسالة الوعد بالسير بالبلاد نحو المزيد من التقدم والرخاء والرفعة، وهذا يليق بالإمارات وقادتها وأبناء وبنات شعبها، كما تزخر القصيدة بمعاني الوحدة والترابط والتعاون والتعاضد شعباً وقيادة، حتى تظل الراية التي رفعها المؤسسون عالية خفاقة على مر العصور، فالقصيدة في مجملها تعكس القيم النبيلة التي تسير الدولة على نهجها.. وتقول القصيدة في مطلعها:
الفينْ وإثنينٍ وعشرينْ
عامْ التِّمَيِّزْ والصِّدارَهْ
بهْ نبتدي نسعىَ لخمسينْ
ونكَمِّلْ السِّيرْ بجدارَهْ
ولعل جماليات الاستهلال تكمن في تلك الأمنيات العظيمة التي أرسلها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي تبشر بخمسين جديدة، برافعة العزم والعمل لتستمر الدولة في مسيرة التنمية التي ظل الإنسان هو أساسها ومحورها، ولئن مرت خمسون تماسك خلالها عود الوطن وارتفع ليعانق سماء المجد في ركاب الدول المتقدمة والسعيدة، فإن القصيدة تبشر كذلك، بخمسين أخرى لدولة جعلت من الرخاء هدفاً، حتى صار الشعب الإماراتي من أكثر شعوب العالم سعادة، وما كان ذلك ليصبح ممكناً لولا جهود بذلت من قيادتها الرشيدة التي تستند إلى موروث عظيم ضارب في عمق التاريخ، عامر بالقيم النبيلة والأخلاق الرفيعة، وبذات الهمة العالية تقبل البلاد على حقبة جديدة بعزم لا يلين، وهمة عالية لا تفتر، بسواعد بنيها وبروح لا تعرف التطير والتشاؤم. ولقد عبرت تلك المقدمة الشعرية عن معانٍ كثيرة في نظم بلاغي فريد. 
يقول سموه:
مانختلِفْ مانخافْ مانلينْ
ولانْحَسبْ للعليا خسارَهْ
علىَ نَهَجْ لآباءْ ماضينْ
بعزومْ وإبداعْ وشطارَهْ
إنساهِمْ بكلِّ الميادينْ
علمْ و صناعهْ أوْ تجارَهْ
لي همِّهم جَمعْ الملايينْ
ايهمِّنا صِنعْ الحَضارَهْ
ولا يهزِّنا كيدْ المعادينْ
جيشٍ لنا يحمي ديارَهْ
في الأبيات السابقة، ينتقل سموه نحو ترسيخ معانٍ وقيم عظيمة، هي التي ستسهم في أن تحقق الإمارات ما تصبو إليه، ومن أهمها ضرورة الوحدة وعدم الاختلاف أو التراخي، فتلك أسس ينهض عليها البناء من أجل أن تمضي مسيرة الدولة نحو العلا والمجد مهما كلف الأمر. ويوضح سموه أن المعين والمرتكز في ذلك الأمر هو ذلك النهج القوي الذي وضعه الآباء والأجداد، الذين وضعوا خارطة الطريق التي تسير عليها البلاد، والمبادئ التي تقوم على الأخلاق والقيم الفاضلة والإنسانية، حتى أصبح للدولة شأن عظيم بين بلدان العالم في جميع المجالات، فالأمة التي تريد أن تتقدم وتنهض وتزدهر لا شك في أنها ستستعين بماضيها وتاريخها وموروثها باعتباره مستودع الأخلاق والحكمة. ويلفت سموه إلى أن العزم وروح الإبداع والابتكار والذكاء والتفوق كلها عوامل تساعد في أن تكون للإمارات يد طولى ونصيب عظيم في كافة المجالات من علوم ومعارف وصناعة وتجارة، وغير ذلك من مجالات تستوجب العمل الجاد؛ لأن ما يهم هو التطور والارتقاء وصناعة الحضارة، وفي سبيل تلك المهمة الجليلة والمقصد السامي، فإن الوطن وقادته وشعبه لا يهمهم كيد الأعداء مهما بلغ أمره، فللدولة درعها المتينة التي تذود عن حماها، وتتمثل في جيشها الذي يكفيها شر أعدائها وكل من تسول نفسه أن يمسها بسوء، فتلك هي الروح التي جعلت الإمارات لا تقبل إلا بالرقم «1» في كل المجالات، فالصدارة دائماً هي هدف قادتها.
يقول محمد بن راشد آل مكتوم: 
تاريخنا حافِلْ بماضينْ
عطاهُمْ التَّاريخ شارَهْ
والحاضِرْ وورودْ ورياحينْ
وقلوبِنا فيها جسارَهْ
بأفعالنا نعطي براهينْ
مَبْ بالكلامْ وبالفِشارَهْ
مانسمَعْ أقوالْ المواشينْ
أهلِ الفشيلِهْ والعثارَهْ.
وفي الأبيات السابقة، يلفت سموه إلى أن الدولة تستند إلى تاريخ عظيم يحمل القيم والمضامين السامية، فلا حاضر أو مستقبل واعد وزاهر دون ماضٍ هو بمثابة البذرة التي أنتجت ذلك الزرع الذي يعجب الأصدقاء ويغيظ الأعداء. وتشير القصيدة إلى معاني القوة والجسارة التي في القلوب، وإلى المنجزات العظيمة التي هي بمثابة براهين على قدرة الإمارات وشعبها على تحقيق الإنجازات والمعجزات بالأفعال الحقيقية وليس بالحديث المرسل الذي لا هدف منه ولا طائل من ورائه، وفي سبيل تحقيق الأهداف فمن المهم التغاضي عن أقوال الذين يسعون بين الناس بالتفرقة من الوشاة وغيرهم من الفاشلين الذين لا يريدون للوطن أن يتقدم ويرتقي، فهؤلاء يكيدون لكن كيدهم في نحورهم، فهم لن يستطيعوا أن يقفوا أمام مسيرة شعب وأمة. ولعل سموه في تلك الأبيات يؤكد العلاقة القوية والتلاحم الكبير بين الشعب والقيادة. 
ثم ينتقل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى مرافئ ختام القصيدة العامرة بالجمال والمعاني النبيلة، ويقول:
متماسكينْ إشمالْ وإيمينْ
بالإتِّحادْ وبإقتدارَهْ
نهجِهْ يوَحدِّنا بتَمكينْ
متأكدِّينْ إمْنِ إنتصارَهْ.
ولئن كان المستهل بديعاً، فقد جاء الختام رائعاً، وهو يحدد الأسس التي يجب توفرها لأجل استمرار مسيرة الوطن في الانتقال من نجاح إلى آخر، ومن أهمها التمسك بالوحدة فهي الضمان وصمام الأمان. وتحمل الأبيات رسائل عظيمة تحض على ضرورة التعاون والمحبة في سبيل تحقيق الغايات. ولئن كانت الإمارات تفخر بنموذج فريد وعظيم من قوة التلاحم بين القيادة والشعب، وروح المحبة بين قادة الدولة، فإن ذلك الأمر يستند إلى نهج قويم وتاريخ عظيم، لذلك فإن الصدارة ظلت هي العنوان العريض لسعي الدولة في كافة الصعد والمجالات.
تلاحم وإخاء
ولئن كان النص الشعري قد رسم لنا لوحة بألوان السعادة والأمل والخير والجمال، فإن الصورة التي نشرت كخلفية للقصيدة في حساب سموه في موقع «إنستجرام» تعطي دلالات الإخاء وروح المحبة، تلك الصورة التي يظهر فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، إلى جانب رفيق دربه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهما يمسكان بيدي بعضهما بعضاً، في مشهد تتجسد فيه معاني الوحدة والتعاضد بين قائدين عظيمين يعملان من أجل بلدهما وشعبهما في بذل وتضحية، فالصورة تحمل رسالة قوية المعاني واضحة الدلالات.

 

قصيدة جديدة لمحمد بن راشد

الـفـيـنْ وإثـنـينٍ وعـشـرينْ
عـــامْ الـتِّـمَيِّزْ والـصِّـدارَهْ

بهْ نبتدي نسعىَ لخمسينْ                       

ونـكَـمِّـلْ الـسِّـيـرْ بـجـدارَهْ

مـانختلِفْ مانخافْ مانلينْ
ولانْـحَـسبْ لـلعليا خـسارَهْ

عـلـىَ نَـهَـجْ لآبـاءْ مـاضينْ
بـعـزومْ وإبــداعْ وشـطارَهْ

إنـسـاهِـمْ بــكـلِّ الـمـيادينْ
عـلـمْ و صـناعهْ أوْ تـجارَهْ

لــي هـمِّهم جَـمعْ الـملايينْ
ايـهـمِّنا صِـنـعْ الـحَضارَهْ

ولا يـهـزِّنا كـيـدْ الـمـعادينْ
جـيـشٍ لـنا يـحمي ديـارَهْ

تـاريـخنا حـافِلْ بـماضينْ
عـطـاهُـمْ الـتَّـاريخ شــارَهْ

والحاضِرْ وورودْ ورياحينْ
وقـلـوبِـنا فـيـهـا جــسـارَهْ

بـأفـعالنا نـعـطي بـراهـينْ
مَــبْ بـالـكلامْ وبـالـفِشارَهْ

مـانسمَعْ أقـوالْ الـمواشينْ
أهـــلِ الـفـشيلِهْ والـعـثارَهْ

متماسكينْ إشمالْ وإيمينْ
بــالإتِّــحــادْ وبــإقــتــدارَهْ

نـهـجِـهْ يـوَحـدِّنـا بـتَـمكينْ
مـتـأكدِّينْ إمْــنِ إنـتصارَهْ

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"