إيجابية الإمارات تتجاوز الوباء

00:18 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

لن تكون مواجهة العالم للموجة الجديدة من فيروس كورونا هي الأصعب، بالنظر إلى ما كان طوال العامين الماضيين، فمتحور «أوميكرون» أسرع انتشاراً من سابقيه، وقد تتضاعف الإصابات العالمية تحت سطوته، ولكنه ليس أشد فتكاً أو خطراً، بحسب ما يقول العلماء وأهل الخبرة، وتدلّ على ذلك التقارير اليومية عن عدد الحالات التي تستوجب دخول المرضى إلى المستشفيات، وإقامة نسبة منهم في أقسام العناية المركزة.

 وبقدر ما تمنح هذه المعطيات من طمأنينة، تفرض الحذر بالقدر نفسه، ما يستدعي الوقاية من دون ذعر، طالما أن البشرية مستمرة في التسلح بالتطعيمات، وإجراءات التباعد، وارتداء الكمامات، فهذه التدابير مكّنت المجتمعات، على مدى أشهر كئيبة، من تجاوز ذروة الوباء، والحد من ارتفاع حصيلة الضحايا التي كانت ثقيلة ومؤلمة، في أغلب الأحيان. فقد فقدت البشرية نحو 5.5 مليون نفس على مدار حولين من هذا الوباء، وهذه الحصيلة ستزيد في الأشهر المقبلة، على الرغم من أن كل التوقعات لا تشير إلى خروج الأوضاع عن السيطرة، ولكن هناك حرص من الدول والمنظمات على توخّي الحذر، وتجنّب الاحتمالات السيئة، بالنظر إلى تجربة التعايش مع فيروس كورونا، ومتحوّراته، التي لا يزال أغلبها غير واضح بالنسبة إلى مختبرات الفيروسات وعلماء الأوبئة.

دولة الإمارات التي تتصدر دول العالم في نسبة تطعيم السكان بالجرعات المضادة، تظل سبّاقة أبداً في مثل هذه الظروف، بوضع أنجع الاستراتيجيات وأكثرها نجاحاً. ومع صعود موجة «أوميكرون» اتخذت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات ما تتطلبه هذه المرحلة من إجراءات من دون مبالغة، لأن الأجهزة القائمة على شؤون الصحة العامة لديها تجربة رائدة في التعامل مع الجائحة، وكسبت ثقة المواطنين والمقيمين في الدولة، ونوهت بإنجازاتها المنظمات الدولية، ومنها منظمة الصحة العالمية التي أثنت في مناسبات عدة على جهود الإمارات، ومقاربتها، وجهودها الداعمة لدول العالم كافة، سواء عبر تقديم المساعدات الطبية للدول المستحقة، كما تشهد على ذلك هِبات بملايين الجرعات لشعوب شقيقة وصديقة، أو من خلال الخدمات اللوجستية التي توفرها مرافقها المتطورة للمساهمة في الخطط الأممية لتوزيع اللقاحات.

 وأمام الموجة الجديدة، تقف الإمارات واثقة من تجاوز هذا الظرف الطارئ بنجاح تام، وهذه الثقة مستمدة من تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن «موجة كورونا الجديدة ستمضي، بإذن الله.. كما مضت السابقة»، وما قاله سموه يبث روحاً إيجابية، ويدفع إلى الطمأنينة، تماماً كقول سموه في بداية الجائحة «لا تشلّون هم»، وقد كانت رسالة مختصرة ومعبّرة، وفعلاً استطاعت الإمارات أن تتجاوز الجائحة بأخف الأضرار، بل وحوّلت ظروفها الطارئة إلى فرص للخلق والإبداع والاستثمار في الذكاء الاصطناعي، وطرح الأفكار المستجدة في مختلف القطاعات الحيوية. بهذه الروح الإيجابية ستتجاوز الإمارات، ومعها العالم أجمع، هذه المرحلة، فكل الدراسات الاستقصائية تؤكد أن العام الجديد 2022، سيشهد نهاية الوباء، وقد يكون متحور «أوميكرون» آخر سلالات «كورونا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"