تعرّض رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة إلى انتقادات كبيرة في ليبيا، بسبب تصريحات تحدّث فيها عن العازبات في بلاده، اعتبرت إهانة للمرأة واعتداء على حقوقها، وسط مطالب بالاعتذار منها.
وقال الدبيبة، خلال حفل توزيع صكوك الدفعة الثانية لمنحة دعم الزواج للبلديات في العاصمة طرابلس، متوجهاً بكلامه إلى العازبات اللاتي تقدمت بهن السنّ، ما استفز الأوساط النسوية والقانونية في ليبيا، وأثارت موجة غضب واسعة.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي شنّت عدّة شخصيات نسائية هجوماً شرساً على رئيس الحكومة، حيث اعتبرت الناشطة جميلة فلاق أن «تسويق الدبيبة للمرأة كسلعة أمر مهين لا ترفضه النساء فحسب، بل يرفضه كل أب وأخ لا يقبل أن تكون ابنته أو أخته سلعة تتم المزايدة بها وعليها».
وبدورها، اعتبرت الناشطة سمية الغول أن تصريحات الدبيبة، التي وصفتها ب «الخطاب السخيف»، ترسخ أفكاراً في أذهان الأجيال القادمة لتضيف المزيد من الانحطاط على الموروث الاجتماعي الذي تعاني البلاد تبعاته.
واعتبر رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أحمد حمزة، أن ما جاء في تصريحات رئيس الحكومة،«يشكل إهانة واستفزازاً لهذه الشريحة من النساء»، مضيفا أن «المرأة ليست بضاعة تباع وتشترى».
وفي وقت لاحق، دان مجلس النواب الليبي،، تصريحات الدبيبة وطالبه بالاعتذار على إهانتها واعتبارها«سلعة». وأكد في بيان أن الشعب الليبي أعطى المرأة حقها في القيادة والريادة بعد أن فرضت نفسها وانتزعت مكانتها الرفيعة في الماضي والحاضر. وأضاف أن تطلعات المرأة الليبية تجاوز حد الزواج والمطبخ والبيت. وأشار إلى أنها حققت مكاسب كبيرة في العمل، لافتاً إلى ضرورة تشجيعها على المشاركة في الانتخابات والمؤسسات الوطنية.
