عادي

الحمل المنتبذ..انغراس مهاجر خارج التجويف الرحمي

20:10 مساء
قراءة 5 دقائق

تحقيق: راندا جرجس
تدخل البويضة المخصبة وتستقر داخل الغشاء المبطن للرحم في حالة الحمل الطبيعي؛ حيث تتوفر لها مساحة واسعة للانقسام والنمو، لكن في بعض الحالات يحدث انغراس البويضة في مواضع أخرى خارج الرحم، وينمو الجنين في مكان آخر غير الجدار الداخلي للرحم، وتصيب هذه الحالة حوالي %1 من السيدات حول العالم، ويحدث الحمل المنتبذ في قناة فالوب بنسبة %98 من الحالات، وفي السطور القادمة يسلط الخبراء والاختصاصيون في طب النساء والتوليد الضوء على هذا الموضوع تفصيلاً.

تقول الدكتورة زرقا شاه أخصائية أمراض النساء والتوليد: إن الحمل الطبيعي يحدث عندما تنغرس البويضة المُلقحة في بطانة الرحم، لكن ربما تتعرض بعض الحالات للنمو في خارج هذه المنطقة، وتستقر على الأغلب في قناة فالوب، وتنتقل البويضات من المبيض إلى الرحم، ويطلق على هذه الحالة «الحمل البوقي»، وربما تنغرس البويضة المخصبة في أماكن أخرى في الجهاز التناسلي مثل المبيض أو تجويف البطن أو الجزء السفلي من الرحم، وتعتبر هذه المشكلة من الحالات الطارئة التي تهدد الحياة، وتحتاج للتدخل الطبي العاجل، وتجدر الإشارة إلى أن أعراض الحمل خارج الرحم لا تظهر خلال الأيام الأولى، لكن في فترة تتراوح من أربعة أسابيع إلى أثني عشر أسبوعاً من الحمل.

أعراض وعلامات

توضح د.زرقا، أن علامات الحمل خارج الرحم تشمل ألماً في الجزء السفلي من البطن، حنان الثدي، الغثيان، ومع تقدم الحمل يعاني العديد من النساء آلاماً أسفل الظهر وتقلصات في جانب واحد من منطقة الحوض، ونزيف مهبلي خفيف، وفي حال تمزق النسيج المحيط بالبويضة المزروعة بشكل غير طبيعي، يمكن أن يصبح النزيف الداخلي شديداً، ما يؤدي إلى الكثير من المضاعفات، مثل: تجمع الدم في البطن والضغط على أعصاب معينة في الجسم، وتسبب آلاماً في الكتف، وربما يصاحب النزيف خفة في الرأس وإغماء أو تعقبه صدمة.

مشكلات مرضية

تذكر د.زرقا أن هناك العديد من المشكلات المرضية التي يمكن أن تزيد من فرصة حدوث الحمل خارج الرحم، والتي تتداخل مع دفع البويضة الملقحة من قناة فالوب إلى الرحم وهي: عيوب النمو، تاريخ الانتباذ البطاني الرحمي، مرض التهاب الحوض بمساعدة تقنيات الإنجاب كاللولب الذي يتم تركيبة داخل الرحم، التهاب قناة فالوب، والالتصاقات الناجمة عن الجراحات السابقة، ويتم تشخيص الحمل خارج الرحم عن طريق تصوير الموجات فوق الصوتية عبر المهبل، حتى يتمكن الطبيب من تحديد مكان الحمل بشكل دقيق، وتقييم النزيف الداخلي.

فئة مستهدفة

تبين الدكتورة أمينة محمد سعدي أخصائية أمراض النساء، أن الحمل خارج الرحم يستهدف 1% من النساء الحوامل، ويحدث عندما تزيغ البويضة الملقحة عن مكانها، ولا تصل إلى تجويف الرحم، لكنها تبقى في قناة فالوب، وكلما كبر حجم الجنين زادت نسبة الخطر على المرأة الحامل، فربما تتعرض لنزيف داخلي نتيجة تمزق قناة فالوب، وتعد هذه المشكلة من الحالات الطارئة التي تهدد الوفاة، ولدى بعض السيدات يمكن أن يكون الحمل خارج الرحم موجوداً فوق المبيض أو في عنق الرحم أو في صفاق البطن، لكنها غير شائعة ويتم اكتشافها أثناء الفحص بالتصوير التلفزيوني.

أسباب وعوامل

تقول الدكتورة أمينة محمد سعدي، أخصائية أمراض النساء: إن الحمل خارج الرحم يحدث نتيجة لأسباب متعددة، منها:

•وجود عيوب خلقية في قناة فالوب أو أضرار مكتسبة لدى المرأة، بسبب التعرض لأمراض الاتصال الجنسي، وفي هذه الحالة يحدث الحمل خارج الرحم ومن الممكن أن تتكرر في محاولات الإنجاب الأخرى، وخاصة عند الإهمال في العلاج.

•وجود خلل طارئ في عملية التبويض أو عدم حدوث تناغم هرموني كالذي يحدث عقب عمليات استحداث التبويض التي يقوم بها الطبيب.

•الالتهابات المتكررة التي تعانيها بعض السيدات، وتستهدف الجهاز التناسلي، وتؤدي إلى تلف إحدى قنوات فالوب مسبباً ضيقها أو انغلاقها، ما يمنع البويضة الملقحة من المرور للثلث الخارجي لقنوات فالوب، ومنه إلى التجويف الرحمي.

•وجود التهابات الحوض أو الزائدة الدودية أو نتيجة الخضوع لعمليات جراحية أدت إلى حدوث بعض الالتهابات الداخلية.

•تتسبب بعض أنواع حبوب منع الحمل أو استخدام اللولب كوسيلة لمنع الإنجاب، في رفع نسبة حدوث الحمل خارج الرحم نتيجة التعرض للالتهابات الداخلية، التي تؤدي إلى أضرار في الجهاز التناسلي، إضافة إلى علاجات العقم، وتقنيات الإنجاب والأدوية المستحدثة للتبويض، والتدخين.

عوامل الخطر

تشير الدكتورة مرجان موفساجي، أخصائية أمراض النساء والتوليد، إلى أن حالات الحمل خارج الرحم يمكن أن تكون ناجمة عن بعض العوامل، مثل: تلف أو تشوه قناتي فالوب، أو تكون غير طبيعية نتيجة لعدوى سابقة أو عملية جراحية لإعادة بناءها أو استئصال أورام، كما تزيد فرصة الإصابة لدى النساء اللواتي تعرضن للحمل المنتبذ في السابق، أو المصابات بالتهابات في الأعضاء التناسلية، كما تعد عدوى الحوض بمرض السيلان أو الكلاميديا سبباً رئيسياً لمشاكل البوق وتزيد من خطر الحمل خارج الرحم، وتنتشر هذه المشكلة على الأكثر بين السيدات اللواتي يعانين العقم، أو من خضعن لعمليات أطفال الأنابيب، ربط الأنابيب، أو من يستخدمن أجهزة منع الحمل داخل الرحم.

خيارات علاجية

تلفت د.مرجان إلى أن علاج الحمل خارج الرحم يعتمد في الأساس على تشخيص الحالة وتحديد المكان الذي استقرت فيه البويضة، وتتضمن استخدام الأدوية أو العمليات الجراحية، وتوصي المنظمات الطبية باستخدام الحقن التي تسهم في وقف نمو الجنين حتى لا تتعرض الأم للخطر، أما الحالات التي لا تستجيب لهذا النوع من العلاجات، فيجب أن تخضع للمراقبة الدقيقة حتى تستطيع تخطي المضاعفات التي تهدد حياة المرأة الحامل، بالتدخل الجراحي، وخاصة عند تمزق الحمل خارج الرحم إجراء الجراحة على الفور، وخاصة إذا انخفض ضغط دم المرأة وكانت غير مستقرة.

قناة فالوب

تتمثل وظيفة أنبوب قناة فالوب أو البوق الرحمي في نقل البويضات من المبيض إلى الرحم، وتتم أيضاً عملية الإخصاب في داخلها، وهي توجد على الجانبين في الجهاز التناسلي عند المرأة ويبلغ طوله حوالي 12سم؛ حيث إنه يربط بين طرف المبيض ويحتوي على أهداب تساعد على حركة البويضات داخل القناة، ويصل للرحم على الطرف الآخر من الناحية العليا، وتعتبر قناة فالوب من أكثر المناطق التي تستقر فيها البويضة في حالات الحمل خارج الرحم، وتتعرض للعديد من المضاعفات كالتمزق الذي يعد من الحالات الحرجة نتيجة النزيف الداخلي الشديد، كما تستهدف البوق الرحمي بعض المشكلات الأخرى، مثل:

-التمدد الحويصلي في الجزء الضيق من الأنبوب والناجم عن التهابات الحوض وتسبب انسداد القناة ترتبط هذه الحالة بالعقم عند النساء، وتحتاج هذه الحالة للتدخل الجراحي العاجل.

-الأورام الخبيثة التي تنشأ عادة من البطانة الظهارية لأنبوب فالوب، وتتشابه هذه الحالة بشكل كبير مع سرطان المبيض.

-تتسبب التندبات والالتصاقات الناجمة عن العمليات الجراحية إلى تعطل عمل قنوات فالوب، وتزيد من فرصة حدوث الحمل خارج الرحم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"