عادي
أكثر من 1400 شجرة تنتج 300 نوع من التمور

«حديقة النخيل» واحة ساحرة تروي تطور دبي

23:04 مساء
قراءة 3 دقائق
العوير حديقة النخيل دبي
(تصوير يوسف الامير)
العوير حديقة النخيل دبي
(تصوير يوسف الامير)
العوير حديقة النخيل دبي
(تصوير يوسف الامير)
العوير حديقة النخيل دبي
(تصوير يوسف الامير)

دبي: سومية سعد

دبي، واحدة من أفضل المدن العربية السياحية؛ فلا يرغب الداخل إليها في أي شيء، إلا ووجده.. ففيها أعلى برج في العالم، وأكبر برواز، وأفخم الفنادق، وأجمل الحدائق، والشوارع والطرق الأكثر تطوراً وتنظيماً.. مع المعالم التراثية الساحرة التي تثبت عراقة الماضي وأصالته.. بانتشار مزارع النخيل على مساحات كبيرة، وكانت من الأشجار التي اعتمد عليها أبناء الإمارات عموماً، ثم عملوا على تطويرها، لتنتج أجود أنواع التمور في العالم، وكان ذلك بتشجيع من القادة ومعونتهم.
وهذا دفع إلى افتتاح حديقة للنخيل، وصممت على شكل نخلة، رمزاً للبيئة المحلية، وانعكاساً لطبيعة الإمارات؛ بحيث يشعر جميع مرتاديها بأنهم في واحة جميلة مملوءة بمختلف أنواع النخيل؛ إذ تضم نحو 1400 نخلة، تنتج 300 نوع مختلف من التمور. كما تستخدم مخلفات النخيل في الصناعات اليدوية المحلية المرتبطة بالتراث المحلي.

وصممت الحديقة الواقعة في منطقة العوير بتشكيلات بديعة بكلفة 24.3 مليون درهم، ضمن مبادرة «وجهات دبي» التي أعلن إطلاقها «مجلس دبي للإعلام»، أخيراً، بالتعاون مع مجموعة كبيرة من الدوائر والهيئات والمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والقطاع الخاص في دبي، وبمشاركة المجتمع الإبداعي في الإمارة، عملاً برؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتعزيز مكانة دولة الإمارات، وتوجيهاته بجعل دبي المدينة الأفضل للحياة والعمل والزيارة في العالم.

صممت بلدية دبي حديقة النخلة التي تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 7.5 هكتار الحديقة على شكل هندسي ليكون توزيع الأشجار فيها مشابهاً لشكل شجرة النخيل، فضلاً عن أنها تأتي ضمن مبادراتها في نشر الرقعة الخضراء، وضمن استراتيجيتها للمحافظة على البيئة وتقليل حدة التلوث من غاز ثاني أكسيد الكربون والغبار؛ إذ إن بيئة الإمارات صحراوية وتحتاج إلى تشجير لمنع انتشار الرمال.

والنخيل في حياة الإمارات ليس رمزاً للحياة الصحراوية فقط، وإنما له دور اقتصادي مهم في المناطق الصحراوية؛ حيث تستخدم في كثير من الصناعات الصغيرة التي تقدم سلعاً من المصنوعات اليدوية، ومواد البناء والتغليف، ولها كثير من الاستخدامات الأخرى (مثل حطب الحريق، ومواد لعمل الأسوار، والسقوف، ومصدات الرياح، والصناديق والسّلال، والأعمدة لتشييد المنازل)، وهكذا فإن شجرة النخيل والمنتجات المشتقة منها تقدم دخلاً إضافياً. فضلاً عن أن النخيل يتحمل العطش.

ومن عادات أهل الإمارات المستمرة حتى الآن، إكرام الضيف بتقديم الأنواع الجيدة من تمرها مع القهوة. ويأتي عدد كبير من الزوار لزيارتها، والتعريف بما تملكه من مقومات تميزها عن الحدائق الأخرى بتخصصها في زراعة نوع واحد فقط وهو النخيل.

وتقدم الحديقة الترفية والتعليم للأطفال؛ إذ إنهم يستطيعون التعرف إلى أسماء النخيل وأصنافها المختلفة، وأنواع الرطب والتمور.

39 صنفاً

وتحتوي حديقة «واحة النخيل» على 39 صنفاً من أصناف النخيل، منها الحمري، الزبد، الخلاص، أم الرمول، أم رحيم، بقله دحالة، جبري، حاتمي، وغيرها من الأصناف ما يجعلها «بنكاً لأصناف أشجار النخيل»، والحديقة مصممة لاستقبال زراعة أصناف جديدة خلال المرحلة المقبلة بما يتوافق مع التصميم العام للحديقة، كما زرع الكثير من أشجار الزينة والنباتات الموسمية.

أهم الأصناف

وتتعدد أصناف التمور منها الخرايف والبقية أصناف يطلق عليها الساير وغالباً ما يسمى الصنف تبعاً للون الثمرة كما في حالة أصناف الأشهل، ودقلة بيض، والحمري، والخضري، وخضراوي، إلا أن هناك عوامل أخرى تدخل في تسمية الصنف، منها لون الثمرة والشكل الخارجي وموعد النضج أو أماكن وجودها أو قد يكون الشخص الذي يكتشف الصنف، ولكل صنف طعم ومذاق، وقد تسمى التمور على طعمها.

أنواع الرطب

إن رطب الإمارات يتسم بأنواع وأصناف كثيرة منها المبكرة بالنضج مثل النغال والغر وتعرف بالمتقدمة، ويتبعها الخشكار، ثم اليردي، وهناك أصناف تنضج في منتصف الموسم وتحتوي على أجود الأصناف، ومنها الخنيزي وبومعان والخلاص والشيشي والسكري والصقعي والزاملي وأم الدهن. وهناك أنواع أخرى تسمى بالمتأخرة، أي التي تنضج في نهاية فصل الصيف ومن أهمها الفرض والبرحي والشهل والهلالي وتنتشر زراعتها في كل إمارات الدولة.

معارض وأسواق بيع الخضراوات والفاكهة

حديقة النخيل باتت مقراً لإقامة معارض وأسواق بيع الخضراوات والفاكهة والمنتجات الزراعية والحيوانية، ونظراً لقربها من مزارع المواطنين في منطقة العوير، فإن الحديقة توفر الكثير من الخدمات الحيوية.

ومن أهم الفعاليات الموجودة سوق المزارعين الذي يقام كل جمعة بالحديقة ويشهد أعداداً كبيرة من الزوار ويعد منصة زراعية اجتماعية استثمارية مجانية يهدف من خلاله إلى جمع المزارعين المواطنين في مكان واحد لبيع المنتجات الزراعية والعضوية والمحلية مباشرة والمنتجات التي يمكن عرضها كفواكه وخضراوات ومنتجات الألبان والمنتجات العضوية والعسل، والتمور، ومنتجات الأعشاب، ويهدف هذا السوق إلى دعم المشاريع المحلية وتقديم كافة التسهيلات اللازمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"