رسم ملامح الخمسين المقبلة

01:54 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

كعادتها دائماً، وهي التي لم تخلف مع الفرح يوماً موعداً، ودّعت الإمارات عام 2021 باحتفالات باهرة، شخصت إليها عيون الملايين الذين تسمّروا أمام الشاشات لمشاهدة الألعاب النارية والعروض الضوئية التي أنارت سماءنا معلنة انقضاء عام لم يخلُ سجلّه من إنجازاتنا، ولنستقبل عاماً جديداً، يحدونا الأمل بأن يكون خيراً من سابقه، وأن يكون شاهد عيان وفألاً حسناً للخلاص من جائحة «كورونا» التي نغصت على الملايين احتفالاتهم، وفرضت عليهم البقاء في منازلهم.
الاحتفالات التي جمعت بين الإبهار والإثارة، تعكس في مضمونها إرادة بلادنا القوية التي ترفض الانكسار، أو التراجع أمام موجة الجائحة التي أثارت الرعب والهلع عالمياً، إلا أن حسن تعامل لجان الطوارئ والأزمات في الدولة معها، سمح بتنظيم احتفالات همّها الأول الحفاظ على سلامة وصحة المحتفلين، ومعهم المجتمع برمته، الذي يعي أفراده جميعاً حساسية المرحلة المقبلة التي تستوجب التقيّد أكثر من أي وقت مضى بالإجراءات الاحترازية التي وحدها تعتبر طوق نجاتنا خلال مقبل الأيام.
احتفالات الإمارات بعام مضى مستحقة، بالنظر إلى المكتسبات التي خرجنا بها من الجائحة، والإنجازات التي حققناها، والتي نبني عليها لإكمال مسيرة التنمية والإعمار نحو الخمسين عاماً المقبلة، التي لن تقبل قيادتنا الرشيدة أن تكون أقلّ من المنصرمة، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في رائعته الشعرية «عام جديد.. عام سعيد»، بإعلان سموه 2022 عام التميز والصدارة، والبدء بمسيرتنا المظفرة نحو الخمسين عاماً المقبلة من دون خوف، أو لين، أو القلق من الخسارة.
قد يقول البعض إن السنتين الماضيتين كانتا عجافاً عالمياً، إلا أن لكل قاعدة شواذّ، والفائدة التي اكتسبناها من «كورونا» كبيرة، حيث أصبح لدينا نظام دائم لإدارة الأزمات، نستطيع من خلاله العمل والدراسة والتسوق من منازلنا، فضلاً عن اكتساب خط دفاعنا الأول خبرات جديدة، وإثبات قدرة عالية على العمل تحت شتى أنواع الظروف، ما جعلنا نتطلع إلى عام 2022 بنظرة ملؤها الثقة والتفاؤل والإيجابية، مبنيّة على امتلاكنا أفضل الكفاءات والمقوّمات لصناعة مستقبل أكثر إشراقاً للإنسان والإنسانية.
لقد مضى من الجائحة الكثير، ولم يبق منها غير القليل، ونسأل الله في عامنا الجديد أن يكون فيه خلاص العالم منها، كما نسأل الله الصحة والعافية لقيادتنا الرشيدة، ودوام الأمن والأمان، ولنودّع بالآمال والطموحات عاماً استثنائياً في تاريخ دولتنا لرسم ملامح الخمسين المقبلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"