عادي
تسهم في تعزيز مسيرة الدولة في مجال الطاقة النظيفة

«مصدر» تعمل في 40 دولة باستثمارات تفوق 70 مليار درهم

21:17 مساء
قراءة 5 دقائق
1
1
أبوظبي: «الخليج»

تعتبر دولة الإمارات واحدة من الدول الأكثر تطوراً في العديد من المجالات، والسباقة إلى تبني مشاريع ومبادرات مهمة تعود بالنفع على الجيل الحالي وأجيال المستقبل. ويعد موضوع حماية البيئة والحد من تداعيات التغير المناخي أحد أهم أولويات اهتمامات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، التي بدأت منذ التأسيس، جهودها المكثفة لإيجاد حلول تحافظ على الموارد الطبيعية وتقلل من الانبعاثات الكربونية، وأثمرت هذه الجهود تأسيس شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) عام 2006، لتكون داعماً أساسياً لمساعي الدولة في نشر حلول الطاقة النظيفة وتعزيز التنمية المستدامة والمساهمة في العمل المناخي العالمي.

تعتبر «مصدر» مطوّراً ومستثمراً في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة والتطوير العمراني المستدام، حيث تنشط في قرابة 40 دولة، ومن خلال تحفيز الابتكار في التقنيات النظيفة ونشر هذه التقنيات على نطاق واسع، تسهم «مصدر» في التخلص من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن قطاع الطاقة، وترسخ ريادة أبوظبي والإمارات في هذا المجال على المدى الطويل. 

وباتت «مصدر» تمثل نموذجاً حياً ومسهماً أساسياً في الحد من آثار التغير المناخي وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ومنذ عام 2006، استثمرت في مشاريع للطاقة المتجددة بقيمة إجمالية تفوق 20 مليار دولار (73 مليار درهم)، حيث تبلغ حصتها في هذه الاستثمارات 8.7 مليار دولار، وتنتشر مشاريع «مصدر» في قرابة 40 دولة حول العالم، وتصل القدرة الإنتاجية لمشاريعها إلى قرابة 14 جيجاوات، لتسهم في تفادي إطلاق نحو 19.5 مليون طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

مسيرة حافلة

وتحفل مسيرة «مصدر» في قطاع الطاقة النظيفة والتطوير العمراني المستدام بالعديد من الإنجازات والمشاريع المهمة على مستوى الإمارات والعالم، حيث أنجزت «مصدر» في عام 2013 محطة شمس التي كانت تعد عند تدشينها أحد أكبر مشاريع الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط. وتعاونت «مصدر» في إنشاء هذه المحطة الحرارية الشمسية البالغة استطاعتها 100 ميجاوات، مع شركات عالمية في هذا المجال واستغرق إنشاؤها ثلاث سنوات.

كما نجحت «مصدر» في إنجاز المرحلة الثالثة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بقدرة 800 ميجاوات في دبي التي جرى تطويرها من خلال ائتلاف تقوده «مصدر»، بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي، وشركة «أي دي أف رينوبلز». 

وطورت «مصدر» محطة الطفيلة لطاقة الرياح في المملكة الأردنية الهاشمية، وهي أول مشروع تجاري لطاقة الرياح في منطقة الشرق الأوسط. وتسهم محطة الرياح البرية في زيادة القدرة الإجمالية لإنتاج الكهرباء في المملكة بنسبة 3%، وتوفر إمدادات تكفي لتلبية احتياجات 83 ألف منزل.

وفي سلطنة عُمان نفذت «مصدر» محطة «ظفار لطاقة الرياح»، وهي أول مشروع واسع النطاق لطاقة الرياح في منطقة الخليج العربي. وتوفر المحطة البالغة قدرتها الإنتاجية 50 ميجاوات، الكهرباء النظيفة لقرابة 16 ألف منزل، وتسهم في الحد من انبعاثات ما مقداره 110 آلاف طن سنوياً من غاز ثاني أكسيد الكربون. كما تعمل مصدر على تطوير محطة دومة الجندل لطاقة الرياح، الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط والأولى من نوعها في المملكة العربية السعودية باستطاعة 400 ميجاوات.

مشاريع عالمية

وعلى الصعيد العالمي تم في عام 2011 تدشين محطة خيماسولار للطاقة الشمسية المركزة في إسبانيا، وهي أول مشروع للطاقة الشمسية على مستوى المرافق الخدمية في العالم يتم فيه الجمع بين نظام استقبال الطاقة الشمسية في البرج المركزي، وتقنية تخزين الحرارة باستخدام الملح المصهور والتي تمكن المحطة من توليد الكهرباء على مدار 24 ساعة.

وأطلقت الشركة ثلاثة مشاريع في المملكة المتحدة تشمل مصفوفة لندن، التي تعد إحدى أكبر محطات طاقة الرياح البحرية في العالم قيد التشغيل، وتقوم بتلبية احتياجات الكهرباء لأكثر من نصف مليون منزل، وتسهم في منع انبعاث 925 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً. ومحطة «هايويند سكوتلاند»، أول محطة طاقة رياح بحرية عائمة على مستوى تجاري في العالم، فضلاً عن محطة «دادجون» لطاقة الرياح البحرية الواقعة على مسافة 32 كيلومتراً من ساحل مقاطعة نورث نورفوك الإنجليزية في منطقة إيست أنجليا، والتي تتألف من 67 توربيناً وتبلغ قدرتها الإنتاجية 402 ميغاوات.

وتتولى الشركة تطوير وتشغيل محطة طاقة شمسية كهروضوئية باستطاعة 200 ميجاوات في أذربيجان، كما أنها فازت بمناقصة تطوير أول مشروع مشترك بين القطاعين الحكومي والخاص للطاقة الشمسية في جمهورية أوزبكستان بقدرة 100 ميجاوات، إضافة إلى تطوير أول محطة طاقة شمسية عائمة في إندونيسيا، تبلغ قدرتها الإنتاجية 145 ميجاوات، وتمتد على مساحة 225 هكتاراً على سطح مياه سد «شيراتا».

 ووقعت الشركة أيضاً العديد من الاتفاقيات خلال العام الحالي، شملت تطوير مشاريع في العراق وكازاخستان وتركمانستان واليونان وأرمينيا وبولندا وأثيوبيا، وأوكرانيا وأذربيجان وغيرها.

الهيدروجين الأخضر

وتقود «مصدر» مبادرات استكشاف سبل تطوير الهيدروجين الأخضر والوقود المستدام لاستخدامات النقل والشحن والطيران، حيث أطلقت مبادرات نوعية لدعم تطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر في أبوظبي، ومن ضمنها تأسيس مشروع محطة تجريبية في مدينة مصدر؛ المدينة المستدامة الرائدة في أبوظبي، لاستكشاف فرص تطوير الهيدروجين الأخضر والوقود المستدام وإنتاج الكيروسين من الكهرباء لأغراض النقل والطيران، بالتعاون مع شركاء محليين وعالميين. وتندرج هذه المبادرة في إطار تحالف أبوظبي للهيدروجين الذي تم تشكيله بموجب مذكرة تفاهم بين «مبادلة»، وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، والشركة القابضة (ADQ)، ويهدف إلى تطوير اقتصاد الهيدروجين في دولة الإمارات. 

أسبوع أبوظبي للاستدامة

وبهدف نشر التوعية وتثقيف الجمهور وتبادل المعارف حول أبرز التحديات المتعلقة بقطاع الاستدامة والطاقة النظيفة، واظبت «مصدر» منذ تأسيسها على عقد المنصات المعرفية وإقامة الفعاليات والمبادرات الاستراتيجية لتعزيز الوعي بقضايا الاستدامة، ولعل من أبرزها أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تستضيفه «مصدر» سنوياً كإحدى المنصات العالمية المهمة التي تسهم في رسم ملامح مستقبل الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة محلياً وإقليمياً وعالمياً. 

ويشارك في هذا الأسبوع الذي يتضمن عدداً من القمم والمؤتمرات والفعاليات، نخبة من أبرز صناع السياسة والأعمال والخبراء والأكاديميين، كما يسهم في تشجيع علاقات الشراكة بين القطاعات ذات الصلة للمساعدة في تحديد الفرص التي من شأنها أن تُترجم إلى ابتكارات واستثمارات ناجحة في قطاع الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة. 

وسيقام حفل افتتاح دورة العام المقبل من الأسبوع ضمن فعاليات معرض «إكسبو 2020 دبي»، في 17 يناير 2022. وتعكس هذه الخطوة الجهود المشتركة لأسبوع أبوظبي للاستدامة، ومعرض «إكسبو 2020 دبي»، لتعزيز أجندة الاستدامة العالمية، مما يسهم في تعزيز سمعة دولة الإمارات الرائدة في مجال العمل المناخي.

وإلى جانب أسبوع أبوظبي للاستدامة، تدير «مصدر» جائزة زايد للاستدامة التي انطلقت في عام 2008، بهدف تكريم المبدعين والرواد في مجالات الطاقة والتنمية المستدامة ضمن خمس فئات، هي الطاقة والغذاء والمياه والصحة والمدارس الثانوية العالمية. وقد كرمت الجائزة منذ انطلاقتها 86 فائزاً، أسهمت مشاريعهم وحلوهم المستدامة، بشكل مباشر أو غير مباشر، في إحداث تأثير إيجابي في حياة أكثر من 370 مليون شخص حول العالم.

مشاريع استثمارية ضخمة

لدى «مصدر» العديد من الاستثمارات العالمية المهمة، كاستثمارها في شركة «فيوتشر هيرو انرجيز»، الشركة الرائدة في مجال التكنولوجيا النظيفة وأكبر الشركات المطورة لمشاريع الطاقة النظيفة في شبه القارة الهندية، والمساهمة في صندوق للاستثمار في تطوير البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية الذي أطلقته وزارة الخزانة البريطانية، واستثمار الشركة في مجموعة من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الولايات المتحدة الأمريكية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"