عادي

اعتزال داوود عبدالسيد يثير غضب محبي السينما الجادة

19:22 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة: محمد حمدي شاكر

أثار إعلان المخرج المصري القدير داوود عبدالسيد اعتزال الإخراج نهائياً ردود فعل قوية داخل الوسط الفني في مصر.

وعلل عبدالسيد قراراه بأن أعماله لا تناسب الجمهور الحالي، وقال في تصريحات تلفزيونية: «لا أستطيع التعامل مع الجمهور الموجود حالياً، ونوعية الأفلام التي يفضلها بغرض التسلية».

وأضاف: «التمويل يذهب لأفلام التسلية، والجمهور أصبح يبحث عن التسلية لا مناقشة القضايا الهامة، ولا البحث عن شيء حقيقي في النفس البشرية»، وانتقد الكثير من المشاهد التي تقدمها بعض الأعمال والخاصة ب«الأكشن»، وتحطيم السيارات، وما شابه ذلك، ووصفها بأنها لا تتعدى المنقولة بالحرف من السينما الأمريكية، ولكنها تقدم في النسخ المصرية بشكل أقل احترافية وتفتقد للقيمة.

وتابع عبدالسيد في تصريحاته أن «الجمهور قديماً كان له هموم واهتمامات، وكانت السينما تخاطب فئة كبيرة منه وهي الطبقة المتوسطة، والأكثر ثقافة»، خاصة في أعمالها التي قدمها طوال مشواره الفني. وأوضح أنه يمتلك العديد من السيناريوهات الهادفة لكنه «ومع كل أسف لا يجد جهة إنتاجية متحمسة لتقديم تلك السيناريوهات في أعمال سينمائية، بعكس الماضي، والتحمس الشديد لدى المنتجين الكبار لتقديم أعمال ترتقي بذوق المشاهد».

وبمجرد انتشار خبر اعتزال داوود عبدالسيد ظهرت ردود فعل من بعض السينمائيين والنقاد مؤيدة لقراره، فقال الكاتب والمنتج محمد العدل عبر «فيسبوك»: «أستاذ داوود عبدالسيد، افخر بأني عاشرتك وصادقتك واستمتعت بأفكارك، رغم حزني الشديد على قرارك لكن لك كل الحق، قرارك قرار سليم جداً، ويتفق مع المعطيات الموجودة، خالص تحياتي وحبي وامتناني لشخصك الكريم».

أما المخرجة المصرية هالة خليل، وكواحدة من محبي سينما عبدالسيد، فعبرت عن غضبها الشديد من خبر الاعتزال وكتبت عبر «فيسبوك»: «خبر حزين، انقذوا السينما النظيفة».

وكتب الفنان الشاب محمود عزازي عبر «فيسبوك»: «صناعة السينما المصرية تمر بأزمة كبيرة جداً على كل الصعد، وهذا وقت التكاتف وإيجاد حلول لتصحيح المسار، اعتزال الأستاذ الكبير داوود عبدالسيد، خبر صادم وحزين جداً ويزداد الحزن أكثر بتوقيته».

على جانب آخر، تفاعل الآلاف من محبي السينما المصرية مع وسم حمل اسم «داوود عبدالسيد» على «فيسبوك»، وأكدوا أن السينما بشكل عام، حول الوطن العربي، وليس مصر فقط، تمر بأزمة كبيرة، وأن الأذواق اختلفت فأصبحت الأعمال التجارية هي الأساس، ولم يعد هناك أعمال تناقش القضايا الاجتماعية التي تعودوا عليها في أعمال عبدالسيد الذي قدم مجموعة أفلام حققت نجاحاً كبيراً مثل «الكيت كات»، و«البحث عن سيد مرزوق»، و«سارق الفرح»، و«الصعاليك»، و«أرض الخوف».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"