عادي
الفصل الثاني ينطلق اليوم بإجراءات حماية جديدة

«التربية» تؤمّن صحة الطلبة بـ «التعليم عن بعد»

23:53 مساء
قراءة 7 دقائق
إحدى الطالبات تدرس عن بعد

تحقيق: محمد إبراهيم
يعكف الميدان التربوي على حشد الهمم والطاقات، استعداداً لانطلاق الفصل الثاني للعام الأكاديمي الجاري 2021-2022، والمقرر أن ينطلق اليوم الاثنين 3 يناير، عقب انتهاء إجازتي رأس السنة الميلادية والشتاء، ليواصل الطلبة في مختلف مراحل التعليم جولة جديدة في مسيرة العلم والمعرفة في الإمارات.

وعلى الرغم من استمرار الجائحة وتداعياتها، فإن الجاهزية تسود الميدان التربوي، لتطبيق أي نمط تعليمي من دون أية إشكالية، إذ تخيم على المدارس حالة من الاستنفار، ويتمتع الطلبة في مختلف المراحل بدافعية لاستئناف الدراسة «حضورياً أو عن بُعد».

وزارة التربية والتعليم اختارت التعلم عن بُعد لمدارسها، لتأمين الصحة في أول أسبوعين وقياس الوضع الصحي لجائحة «كورونا» التي تبدأ طفرة جديدة في العالم، فيما أبدت مدارس دبي والشارقة الخاصة، جاهزية لاستقبال الطلبة «حضورياً»، مع إلغاء جميع الأنشطة والتجمعات وإغلاق المقاصف.

ويرى خبراء وتربويون ومعلمون، أن الالتزام من فئات الميدان كافة، يُعدّ الرهان الرابح لانطلاقة «آمنة» للفصل الدراسي الثاني «حضورياً وعن بُعد»، مؤكدين أن ما أفرزته الجائحة من آثار سلبية، زاد الكوادر وعناصر المجتمع التعليمي إصراراً ومثابرة لمواصلة المسيرة والتصدي لأي تداعيات أو تحديات.

تباينت آراء أولياء الأمور عن نوعية التعليم في الفصل الثاني، إذ جاءت بعضها يؤيد تفعيل نمط التعلم عن بُعد حفاظاً على صحة الطلبة وتقليص الإصابات بالفيروس التاجي في ظل الطفرة الجديدة، فيما فضلت شريحة أخرى التعليم الحضوري، لاسيما أن فئات المجتمع التعليمي، مؤهلة بدرجة كافية لتطبيق الإجراءات ومستجداتها، وما يرافقها من بروتوكولات صحية.

1

«الخليج» تقف على تفاصيل مستجدات عودة الدراسة في الفصل الثاني للعام الدراسي الجاري، وترصد جاهزية الميدان التربوي، وجهود وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية الأخرى، لضمان العودة الآمنة للطلبة، فضلاً عن تحديثات الإجراءات والبروتوكولات الصحية، لتأمين سلامة مجتمع التعليم كافة.

المشهد التعليمي

البداية كانت مع قراءة ل«الخليج» للمشهد التعليمي، مع انطلاقة الفصل الثاني للعام الدراسي الجاري 2021-2022، إذ إن المدارس الحكومية والخاصة ورياض الأطفال في الدولة، تستأنف الدراسة في هذا الفصل، بتطبيق التعلم عن بُعد، ولمدة 14 يوماً ابتداءً من يوم 3 يناير، على أن يكون الدوام حضورياً للكادر التعليمي والفني والإداري، لتقيّم عبرها وزارة التربية والتعليم والجهات المختصة وضع الجائحة، مع تأكيد قابلية الإجراءات للتعديل والتحديث، وفقاً للوضع الصحي خلال الأيام المقبلة.

دائرة أبوظبي للتعليم والمعرفة، اختارت لمدارسها التعلّم عن بُعد في أول أسبوعين للفصل الثاني، تماشياً مع توجيهات الوزارة لمدارسها، لضمان العودة الآمنة للطلبة إلى المدارس، وتعزيزاً للإجراءات الاحترازية.

في المقابل، أكدت هيئة «المعرفة والتنمية البشرية بدبي»، جاهزية المدارس لاستقبال الطلبة وتطبيق التعليم «حضورياً»، كما منحت هيئة الشارقة للتعليم الخاص، المدارس الخاصة في الإمارة صلاحية باتخاذ القرار المناسب للتحول إلى نظام التعليم عن بعد (الافتراضي)، بشكل مؤقت لمدة 48 ساعة (يومين دراسيين) في إطار إجراءات التعامل مع حالات «كوفيد 19» في المدرسة.وتواكب حزمة الإجراءات والإرشادات المعتمدة في الإمارتين، أعلى درجات الجاهزية للمدارس الخاصة في دبي لاستقبال الطلبة، في إطار التعاون الإيجابي بين مختلف عناصر المجتمع التعليمي، مع تأكيد ضرورة التشاور المسبق بين المدارس الخاصة، وكوادرها وأولياء الأمور، لتحديد الشكل الأنسب لعودة الطلبة مجدداً إلى المبنى المدرسي.

ضوابط جديدة

الوزارة أقرت ضوابط جديدة لتسيير العملية التعليمية في المرحلة القادمة، حيث يتطلب من جميع الطلاب في مختلف المراحل الحصول على نتيجة فحص سلبية (PCR) لا تزيد مدتها على 96 ساعة، عند مباشرتهم الدراسة في المنشآت التعليمية، ويطبّق نظام المرور الأخضر لأولياء الأمور، عبر تطبيق الحصن لدخول المنشآت التعليمية.

وأفادت بأن المعايير قابلة للتحديث والتغيير بناءً على أحدث متطلبات الجهات الصحية، وبالتنسيق مع اللجان وفرق الطوارئ والأزمات والكوارث المحلية بكل إمارة. وأسندت لإدارات المدارس مهمة التواصل مباشرة مع أولياء الأمور، وتوفير المستجدات عن نظام الدراسة والوضع الصحي.

إجراءات وتدابير

مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، شددت على ضرورة اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لضمان سلامة الطلبة والكوادر التعليمية ولرفع مستويات العمل ببروتوكول العودة الآمنة للمدارس، بالتعاون مع الجهات المختصة، مؤكدة ضرورة التزام الكوادر التعليمية والفنية بالدوام حضورياً في المدارس أول أسبوعين من الفصل الدراسي الثاني.وأكدت ضرورة تلقي أولياء أمور الطلبة، والكوادر التدريسية والطواقم الإدارية، جرعة التطعيم الداعمة، والحرص على الالتزام بالإجراءات الاحترازية المتّبعة.

التعاطي مع المستجدات

في وقفة مع الخبيرة نور أبو سنينة، أكدت أن منظومة التعليم في الإمارات تتمتع بجاهزية لتطبيق أي نمط تعليمي «حضوري أو عن بُعد أو هجين»، فضلاً عن قدرتها على مواجهة أي وضع طارئ لمواصلة العملية التعليمية على الوجه الأكمل.

وفي ردها على سؤال عن المستجدات والتحول إلى التعلم عن بُعد، أفادت بأنه إجراء احترازي تضمن عبره الوزارة والجهات المختصة، عودة آمنة للطلبة إلى مقاعد الدراسة، لاسيما مع وجود طفرة جديدة للفيروس، والمهم أن منابر العلم تضيء بنور المعرفة، ويتمكن أبناؤنا الطلبة من الحصول على علومهم ومعارفهم من دون توقف كما هي الحال في كثير من الدول.

وأكدت أن المجتمع التعليمي بفئاته كافة، أصبح لديه خبرات وممارسات في كيفية التعاطي مع مستجدات الوضع والإجراءات الاحترازية، ولا ننسى أن أي قرار يحدد نوعية التعليم، يأتي بعد دراسة مستوفاة وقراءة دقيقة لمعطيات ومستجدات الأزمة، ويركز دائماً في عملية العودة الآمنة وضمان الصحة العامة وصحة وسلامة الطلبة والمعلمين والموظفين الإداريين بالمنشآت التعليمية.

وسائل ومقومات

أكد مديرو مدارس تطبق نظام التعلم عن بُعد (هبة عبد الوهاب، وميسرة حامد، ومدحت علي)، جاهزية هيئاتهم التدريسية ووسائل ومقومات التعليم الافتراضي، فضلاً عن المنصات اللازمة لعملية التعليم والتعلم، موضحين أنه تم التواصل مع أولياء الأمور وتبليغهم بتفاصيل العودة ونظام الدراسة في ال14 يوماً الأولى من الفصل الدراسي الثاني، فضلاً عن مستجدات الإجراءات الخاص بتعليم أبنائهم.

وأفادوا بأن خطط استئناف الدراسة في مختلف مؤسسات التعليم في الدولة، جاءت مدروسة وممنهجة وهادفة، سواء حضورياً أو عن بُعد، وتؤكد جاهزية المدارس وقدرتها على الاستمرار ومواصلة المسيرة، مع الوضع في الحسبان المحافظة على أمن جميع الفئات وسلامتهم في الميدان التربوي، بدءاً من الطالب، مروراً بالمعلمين، وصولاً إلى جميع الكوادر والهيئات بأنواعها.

تعقيم المباني

في المقابل أفاد مديرو مدارس يطبقون التعليم المباشر (وليد فؤاد لافي، واعتدال يوسف، وخلود فهمي، ورانيا علي)، بأن إدارتهم ركزت منذ الأسبوع الماضي على الانتهاء من كل الاستعدادات لاستقبال الطلبة في الفصل الدراسي الثاني (حضورياً)، مؤكدين التواصل مع الطلبة وأولياء الأمور قبل أيام، لتعريفهم بالإجراءات الاحترازية والبروتوكولات المتبعة مع استئناف الدراسة.

وأكدوا تعقيم المباني الدراسية وقاعات الدروس والمختبرات والمكتبات، وتجديد اللافتات الإرشادية، والتواصل مع الهيئات التدريسية والفنية والإدارية، والتنبيه عليهم بالمستجدات، وإرشادات والتوجيهات التي جاءت من الجهات المعنية بالإشراف على التعليم، وضرورة إجراءات الفحوص اللازمة، وتلقي اللقاحات للذين لم يتطعموا أو تبقّى لهم جرعات إضافية.

وقالوا إن بروتوكولات التعليم تتضمن المحافظة على استمرارية الدراسة، وتحقيق الاستقرار بين صفوف المجتمع التعليمي، موضحين أن الالتزام ضرورة ملحّة، تحت مظلة الجائحة، وأن المسؤولية تقع على عاتق الجميع، مهما كان نوع التعليم.

تصورات متنوعة

في وقفة مع عدد من المعلمين (الدكتور عمرو منجد، وريهام عبد الرحمن وإبراهيم القباني وريبال غسان العطا وعبد المنعم محمود)، أكدوا أهمية المرحلة المقبلة والتزام الجميع بالإجراءات والمستجدات، موضحين أن تركيزهم خلال المرحلة السابقة على إعداد تصورات متنوعة للتعاطي مع المنهاج المقرر خلال الفصل الثاني، بما يتوافق مع نوعية التعليم، ويمكن جموع الطلبة من الحصول على حقهم في التعليم والتعلم.

وأفادوا بأن نمط التعليم يحدد في نوعية أساليب التدريس التي ستتبع خلال هذا الفصل، موضحين أنه بعد عامين من أزمة «كورونا» أصبح لدى الميدان التربوي بمختلف فئاته، خبرات يستطيع بها تجاوز الطفرة الجديدة من الفيروس، من دون القصور في التدريس أو الانتهاء من المنهاج الدراسي، مؤكدين أن لديهم طرائق متقدمة تخدم جودة نواتج التعلم وتقلص في الفاقد التعليمي لدى المتعلمين.

قرار الاستمرارية

فيما أكد عدد من أولياء الأمور (عزة علي، ومنى علي ومحسن عبد ربه وسعيد حسين، وشادي داود)، دعمهم لأي قرار يعني باستمرارية التعليم، سواء كان عن بُعد أو مباشراً، لاسيما في ظل وجود جائحة «كورونا». موضحين أن التعليم الحضوري يتصدر رغبات معظم أولياء الأمور في الميدان، ولكن لا مانع من التعلم عن بُعد في حال تعثر تطبيق التعليم وجهاً لوجه.

وأكدوا أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية في ظل الطفرة الجديدة للفيروس، لاسيما أن إدارات مدارس أبنائهم منحتهم فرصة الاطلاع على المستجدات، موضحين أن الجائحة أفرزت أدواراً جديدة لأولياء الأمور، إذ باتت أكثر عمقاً وتأثيراً في عملية تعليم الأبناء. مبيّنين حرصهم على تثقيف أبنائهم على كيفية التعامل مع تطبيق الإجراءات والالتزام بالعملية التعليمي والحصص والواجبات، ويكفي الجهود التي يقدمها القائمين على التعليم والجهات المختصة بإدارة الأزمة للمحافظة على استمرارية التعليم من دون انقطاع أو توقف.

وأشاروا إلى أهمية دور المعلمين والإدارات المدرسية في تذليل المعوقات كافة أمام الطلبة في عملية التعليم والتعلم وتأهيلهم للاختبارات سواء الفصلية أو النهائية، مؤكدين أنه على الرغم من بعض السلبيات التي يعاني منهم التعلم عن بعد، إلا أنه يعد العلاج الأمثل في زمن الجائحة.

الجامعات ومراكز التدريب

يشمل قرار تحويل الدراسة إلى نظام التعليم عن بُعد خلال أول أسبوعين من الفصل الدراسي الثاني المدارس والجامعات، ومراكز التدريب في الدولة، فيما تقرر تطبيق التعليم الهجين في التخصصات التي تعتمد على التطبيق العملي والمختبرات والتدريب السريري في الجامعات ومراكز التدريب.

تكثيف الفحوص

وجهت «الأزمات والطوارئ ودائرة التعليم والمعرفة» بأبوظبي، بأهمية تكثيف الفحوص على المنتمين إلى قطاع التعليم، ومراجعة الوضع الوبائي وتحديث بروتوكولات العودة إلى المنشآت التعليمية بعد تلك المرحلة. مشددتين على أهمية التزام المدارس الحكومية والخاصة في الإمارة، ومراكز التدريب والكليات والجامعات، حرصاً على صحة وسلامة المجتمع المدرسي.

دوام جديد

من المقرر أن تبدأ المدارس الحكومية والخاصة التي تطبق المنهاج الوزاري، تطبيق الدوام وفقاً للتعديلات التي اعتمدتها حكومة الإمارات مؤخراً، حيث أبقت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، عدد ساعات الدراسة الأسبوعية، من دون تعديل، لتكون 26 ساعة لرياض الأطفال، و35 ساعة لطلبة الحلقة الأولى و40 ساعة للحلقتين الثانية والثالثة، مع تنوع برامج الدوام في يوم الجمعة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"