عادي
صُنّفت بأنها «أسعد مكان بالعالم»

باراغواي.. تاريخ يعكس تنوعها الثقافي والهيدروجرافي

23:28 مساء
قراءة 4 دقائق
خوسيه أغويرو أفيلا - جناح باراغواي في «إكسبو 2020 دبي»

إكسبو 2020 دبي: يمامة بدوان
«من باراغواي إلى العالم» شعار يتخذه جناح باراغواي في «إكسبو 2020 دبي»، ويقع في منطقة «التنقل»، ويعكس في تصميمه تنوعه الثقافي والطبيعي والجغرافي، ويدعو زائريه إلى اكتشاف كيف صُنفت على أنها «أسعد مكان في العالم»، كذلك إلى اكتشاف الفرص الاستثمارية والإمكانات الاستراتيجية للمياه في توليد الطاقة المتجددة. وبالرغم من أنها دولة محاطة ببلدان غير ساحلية، فإن اتصالها عبر الأنهار يتيح لها الوصول إلى المحيط الأطلسي، ومع ذلك تتمثل صادراتها الرئيسية في الغذاء والطاقة الكهرومائية.

«الخليج» تجولت داخل الجناح، ورصدت مجسّمات خشبية على هيئة أسماك، رسمت بالنار، ترمز إلى السكان الأصليين، ومجسماً يتكون من 8 وحدات معدنية قابلة للإزالة، يعود للفنان فيليكس تورانزوس عام 1962، ولوحات كبيرة، تعكس حضارة البلاد وتنوعها الهيدروجرافي، وبالرغم من أنها دولة حبيسة، فإنها الأغنى في المنطقة من حيث الموارد المائية.

وعند ولوج الزائر إلى الجناح، تشد انتباهه لوحة فسيفسائية، مرصّعة بالحبوب والبقوليات ورمال الصحراء، تحمل عنوان «تجميع الثمار من الأرض» تزيّن أحد جدران الجناح على مساحة 30 متراً مربعاً، تعكس الغنى الغذائي والجغرافي في البلاد، تعود لفنانها الشهير كوكي رويز، حيث أنجزها داخل الجناح خلال 3 أسابيع.

كذلك الحال لمجسم يعكس ميلاد المسيح والمراحل العمرية التي مر بها، في رمزية البلاد إلى البعثات اليسوعية التي تشتهر بها، ومنها بعثتا جواراني «جيزو دو تافارانج» وجواراني «ترينيدا دو بارانيا» اللتان أعلنتهما «يونيسكو» عام 1993موقعين تراثيين عالميين.

هدوء وسكينة

وقال خوسيه أجويرو أفيلا، المفوض العام لجناح باراغواي، إن لغة جواراني هي اللغة الرسمية في البلاد إلى جانب الإسبانية، بسبب عوامل عدة، منها أهمية الهوية الثقافية والتاريخية لسكان باراغواي، والفخر الذي يشعر به بلد بأكمله تجاه لغته العرقية الأصلية.

وأشار إلى أنه من المتوقع استقطاب 2% من إجمالي الزوار القادمين إلى «إكسبو 2020 دبي»، بمعدل 2000 زائر يومياً.

وأوضح أن باراغواي صنفت بأنها «أسعد مكان في العالم» لأننا نجد السعادة في الأشياء العادية، مثل الأسرة والأصدقاء والتجمعات الصغيرة، وقضاء الأوقات الممتعة مع الأقارب والأحباء، فالسعادة في نظرنا غير مرتبطة بالرفاهية والثراء أو الأمور المادية، حيث تتسم الحياة في باراغواي بالسهولة واللقاءات الأسرية المتكررة، والحياة الطبيعية في أغلبيتها تتصف بالهدوء والسكينة.

قيم عميقة

وأضاف أن ثقافة باراغواي تعكس القيم العميقة لدينا، كذلك الحال بالنسبة إلى الموسيقى والرقص، فضلاً عن حب الطبيعة، حيث إن ارتباطنا بالطبيعة ليس في الأرياف فقط، بل في المناطق الحضرية أيضاً، والموسيقى في البلاد تتحدث عن الحب والأصدقاء والأسرة والحنين إلى الماضي وحب الوطن والأرض والصلة بالطبيعة.

ولفت إلى أن مختلف الفنون في باراغواي، تعكس أثر الثقافة الهندية الجوارانية، فالموسيقى الشعبية على سبيل المثال ذات إيقاع بطيء، كما أن أشهر حرفة يدوية هي صناعة دانتيلا «نياندوتي»، التي تقوم بها النساء في بلدة إيتاوجوا، ومعناها في اللغة الجوارانية «بيت العنكبوت». كما أن الكثير من الأعمال الأدبية الباراغواوية التي دونت باللغة الإسبانية، تتناول أحداثاً تاريخية مرت بها البلاد.

طاقة متجددة

وذكر أفيلا أن المياه في باراغواي مرتبطة مباشرة بتوليد الطاقة المتجددة، لأن 100% منها تأتي من السدود، حيث تمتلك البلاد 3 سدود، واحد منها يولد طاقة تستهلك بالكامل في باراغواي، أما السد الثاني، وهو الأكثر عالمياً من حيث إنتاج الطاقة، فيتبع لباراغواي والبرازيل بنسبة 50% لكل منهما، بينما يتبع السد الثالث لباراغواي والأرجنتين بنسبة 50% لكل منهما.

وأكد أنه من دون المياه لا يمكن أن نحظى بالطاقة، ومن ثم فإن المياه لدينا تعني المستقبل، لكونها ترتبط مباشرة بتوليد الطاقة المتجددة التي تعود بالنفع علينا، وهو ما يترجم تطبيقنا للاستدامة حتى قبل ظهور مفهوم الاستدامة بشكله العصري الآن.

الذهب الأخضر

وعن مذاق الطعام الباراغواني، قال أفيلا إن مذاقه نابع من جذور البلاد، وتعود جذور المطبخ في باراغواي إلى شعب الجواراني فضلاً عن تأثره بالمطبخ الأوروبي، ما جعله فريداً، إلا أنه يختلف في مأكولاته عن دول أمريكا الأخرى.

وتابع، يعد مشروب «يربا متة» من تراث شعب الجواراني والمعروف باسم الذهب الأخضر، وهو مكون أساسي لمشروب ثقافي وتقليدي «التيريري»، وأدرجته ال«يونيسكو» على قائمة التراث الثقافي.

وأضاف أن باراغواي تعد من أكبر منتجي الحبوب أيضاً، وهي من بين أكبر 5 دول مصدرة لفول الصويا في العالم.

روح الغابات

وذكر أفيلا أن فهد باراغواي «هاجوراتيه» يمثل روح غابات البلاد، وهو يؤدي دور الشخصية الرئيسية في كثير من الأساطير الموروثة عن الأسلاف، أما مبروكويا «زهرة العاطفة» فهي تمثل الجمال الطبيعي للبلاد، وهي الزهرة الوطنية في باراغواي، ولها كثير من الخصائص المفيدة التي اكتشفها سكان جواراني الأصليون منذ زمن بعيد.

وأضاف أن محمية غابات مباراكايو الطبيعية، من أهم النظم البيئية في باراغواي، من حيث التنوع البيولوجي، فيما تشكل البحيرة المالحة، في منطقة تشاكو، نظاماً بيئياً في حالة التحول المستمر بسبب التغيرات في المناخ والرطوبة وملوحة التربة، ما جعلها موطنا لمجموعة كبيرة من الطيور والثدييات ذات الحجم المتوسط والكبير. كما أن باراغواي موطن لأكثر من 700 نوع من الطيور المختلفة وهي جنة لمحبي مراقبة الطيور.

سدود وشلالات

وأوضح أن باراغوي تتمتع بمواقع رائدة وطبيعية، مثل سد إيتايبوبيناسيونال، الذي يعد أحد المواقع الرائدة عالمياً في توليد الطاقة النظيفة والمتجددة، ورمزاً لقدرة الإنسان الكبيرة، بعد نجاحه في السيطرة على تاسع أكبر نهر في العالم، كذلك الحال بالنسبة لشلالات مونداي، التي تعد موقعاً طبيعياً ومن أهم المعالم السياحية في البلاد، وتعود تسمية هذه الشلالات إلى شعب الجواراني ويعني الاسم «سرقة المياه».

معالم سياحية

وأشار أفيلا إلى أن الجناح يستعرض عبر شاشات العرض الضخمة الموجودة فيه أهم المعالم السياحية التي تتمتع بها باراغواي، ومنها العاصمة والمدينة الرئيسية في البلاد «اسونسيون»، التي أسسها الإسبان في 15 أغسطس/ آب 1537، وسد «إيتايبو»على نهر بارانا، وهو ثاني أكبر منشأة لإنتاج الطاقة في العالم، بطول 7235 متراً، وعرض 400 متر، كذلك «بحيرة إيباكاراي»، الواقعة في الجزء الجنوبي الشرقي، حيث يبلغ أقصى عمق لها 3 أمتار، إلا أن مساحتها تصل إلى 60 كلم مربعاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"