تنقية الأجواء العربية

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

رحل عام 2021 بكل ما فيه من إنجازات وإخفاقات، ليحل مكانه عام 2022، الذي يبدو أنه سيكون عاماً صعباً ومعقداً ومثقلاً بالتحديات والأزمات العالمية، بالنظر إلى حجم وطبيعة الملفات التي تم ترحيلها من العام الماضي، وسط تطلعات عربية مفعمة بالآمال بأن يكون العام الجديد عام تنقية الأجواء والتئام الشمل العربي وترسيخ دعائم السلام والاستقرار والنمو والازدهار الاقتصادي لصالح المنطقة والشعوب العربية.

في العالم، ثمة الكثير من المخاوف إزاء التحديات الناجمة عن انهيار قواعد النظام الدولي والسباق بين القوى العظمى لبلورة نظام دولي جديد، فضلاً عن الصراعات القائمة والنقاط الساخنة ومخاطر نشوب صراعات جديدة، وانتشار الأسلحة الفتاكة، إلى جانب جائحة كورونا ومتحوراتها، وظاهرة التغير المناخي، والإرهاب العابر للحدود، والهجرة الجماعية والأزمات الإنسانية التي تتفاقم يوماً بعد يوم.. وغيرها، والتي يؤمل أن يتم التغلب عليها وإيجاد الحلول والتسويات الملائمة لها.

 لكن في العالم العربي، وعلى الرغم من كونه جزءاً من المنظومة الدولية، ويؤثر ويتأثر بالمتغيرات المتبادلة، فإن هناك الكثير من الخطوات الإيجابية التي تحققت في عام 2021، والتي تأمل الشعوب العربية أن يتم البناء عليها واستكمالها لتعزيز جهود السلام وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة. وفي مقدمة هذه الخطوات المصالحات والتقارب بين الكثير من الدول العربية بدل الخلافات والتباعد، والتي كانت تحول دون تحقيق التعاون الاقتصادي والسياسي وتوحيد المواقف إزاء الكثير من الملفات المشتركة. 

ومن المهم الإشارة إلى الدور الريادي الذي لعبته وتلعبه دولة الإمارات في تقريب وجهات النظر بين الدول العربية، والإسهام الأساسي في تحقيق المصالحة الخليجية، وإعادة العلاقات كاملة وعلى كل المستويات مع سوريا، بما يمهد لإعادة سوريا إلى الحضن العربي، فضلاً عن مساهمتها الفعالة في إطفاء الكثير من الحرائق التي هبت على المنطقة والمساعدات الإنسانية التي نشرت أيادي الإمارات البيضاء في مختلف أرجاء الوطن العربي والعالم.

 تأمل الشعوب العربية، بالتأكيد، أن يتم استكمال هذه الخطوات التي بدأت إرهاصاتها في المقاربات البينية العربية العربية، بتنقية الأجواء من المحيط إلى الخليج على نحو يفضي إلى مصالحة عربية كاملة، خصوصاً مع انعقاد القمة العربية في مارس/آذار المقبل، لأن وحدة الموقف العربي ستؤدي إلى تقوية العرب في المحافل الدولية وتمدهم بالقدرة على مواجهة التحديات والمخاطر التي تتهدد الجميع، ومن دون شك فإنها ستكون خير مساعد لهم على إيجاد الحلول والتسويات المناسبة للأزمات القائمة في اليمن وسوريا وليبيا وغيرها من الأزمات الخلافية الناشبة في العالم العربي.

أحلام كثيرة باتت معلقة على حجم الآمال الكبيرة التي يحتاج إليها العرب وتتمناها شعوبهم، لتحقيق سعادة ورفاهية هذه الشعوب، واستعادة مجد وعز هذه الأمة، ودورها التاريخي في إثراء الحضارة العالمية، وهي ليست كثيرة بالنسبة لأمة ضاربة جذورها عميقاً في رحم الأرض، ويمكن ترجمة أحلامها إلى أفعال، إذا ما خلصت النوايا وتحلّى قادتها بالحكمة والشجاعة، حيث يمكن إزالة كل الشوائب وتنقية الأجواء العربية، لما فيه خير ومصلحة الشعوب العربية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"