عادي

قلة النوم خطر على الصحة وإضعاف للمناعة

20:46 مساء
قراءة 5 دقائق

يقضي الشخص حوالي ثلث حياته نائماً، فالنوم بالنسبة له مهم تماماً كتناول الطعام والشراب والتنفس، ولم يتوصل العلم حتى الآن إلى السبب الرئيسي الذي يدفعنا إلى النوم.

تشير العديد من الدراسات إلى أن الدماغ مسؤول عن حاجة الشخص للنوم، إلا أن العلماء لم يتوصلوا إلى الحقيقة الكاملة وراء الحاجة للنوم، أو ما يحدث بالضبط في رأس الفرد خلال فترة النوم.

يبقى النوم مهماً للغاية، فهو ليس راحة سلبية، وإنما عملية تجديد وصيانة متواصلة لأجهزة الجسم المختلفة طوال ساعات الليل والدماغ أيضاً، إضافة إلى فوائد أخرى تجعله خير دواء، وبحسب المصطلح العلمي فهو شكل من أشكال توفير الطاقة البيولوجي، حيث يستهلك جسم الإنسان مقداراً أقل من طاقته بالمقارنة بحالة اليقظة.

ضمن المكونات الأساسية

يعد النوم أحد 3 مكونات أساسية بجانب النظام الغذائي الصحي والتمارين الرياضية، والتي ينبغي للفرد الحفاظ عليها للحصول على حياة صحية جيدة وعمر مديد.

تصيب ضغوطات الحياة والمشاكل الخارجة عن الإرادة الكثيرين بالتوتر، ما ينعكس بالتالي بشكل سلبي على جودة النوم لديهم والإصابة بالأرق.

يعمل الجسم أثناء النوم العميق كجهاز كمبيوتر، إذ يحسن استدعاء المعلومات من الذاكرة، كما ينتج الجسد هرمونات النمو لتجديد وتنشيط الجهاز المناعي، بحيث يمكن للخلايا الدفاعية محاربة الفيروسات والبكتيريا.

بحسب العمر

يطرح السؤال نفسه كم عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الشخص؟ وبحسب الخبراء والأطباء فإن الأمر يعتمد على العمر.

تتفق منظمة الصحة العالمية والمؤسسة الأمريكية الوطنية للنوم على أن الإنسان البالغ يجب أن ينام ما بين 7 إلى 8 ساعات في اليوم.

كما توصي المنظمتان بما يتراوح بين 14 إلى 17 ساعة نوم للأطفال حديثي الولادة، وذلك على الرغم من أنهم لا ينامون مدة 14 ساعة متواصلة.

أطفال الابتدائي

يجب أن ينام أطفال المدارس الابتدائية ما لا يقل عن 9 ساعات يومياً، في حين أن البالغين ينبغي أن يناموا من 7 إلى 9 ساعات في الليل، طبعاً هذه مجرد توصيات ينبغي السير عليها وفقاً لكل حالة.

يختلف عدد الساعات من شخص لآخر، إلا أنه يجب ألا يقل عدد ساعات النوم عند البالغين عن 6 ساعات في الليلة الواحدة.

نجد من ناحية أخرى أن هناك من لا يمكنه أن يستيقظ إلا بعد 10 ساعات من النوم، وهذا يعني أن هناك اضطراباً في نوم هذا الشخص.

كانت دراسة في جامعة كامبريدج حذرت من خطورة النوم لأكثر من 8 ساعات، لأنه يزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

للحفاظ على التوازن

يقوم النوم بدور أساسي في عمل الدماغ، فهو يضمن أن يعمل النظام الطبيعي بشكل أفضل، وأن المخ لا يخرج عن توازنه، وبدون نوم فإن العلاقة بين خلايا الأعصاب تصبح غير متوازنة، وكذلك مقدار الناقلات العصبية، وهي التي يتم إطلاقها لنقل الإشارات بين الخلايا العصبية.

يمتد عدم التوازن إلى مزاج الشخص، والذي يصاب باختلال التوازن عاطفياً، لأنه يفتقر إلى الضبط الدقيق الذي لا يتم إلا من خلال النوم، وتتضح أهمية العمليات التي تحدث أثناء النوم عندما لا تعمل بالشكل الصحيح.

يحتاج جسم الإنسان كذلك إلى النوم من أجل تجديد كل شيء فيه، وعلى سبيل المثال فإن إصلاح الخلايا ونموها يزداد خلال فترة الليل.

يحافظ النوم المريح أيضاً على توازن السكر في الدم، واستقلاب الدهون ويقيد الشهية، ولذلك فإن من يعملون بشكل منتظم في الورديات الليلية أكثر عرضة لخطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، وأيضاً السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية.

يقوي الجهاز المناعي

يؤثر كذلك في قوة الجهاز المناعي، فعندما ينام الشخص فإن الخلايا المناعية تستعد لليوم التالي، وتتبادل المعلومات عن الفيروسات الدخيلة، حتى تشكل عماد الذاكرة المناعية، وحين يصيب الجسم الفيروس الدخيل نفسه لمرتين، ففي المرة الثانية تكون استجابة الخلايا المناعية أسرع وأكثر كفاءة من الأولى.

يلعب النوم كذلك دوراً مهماً في إعادة توزيع ذاكرتنا وتثبيت المعلومات فيها، فالنوم يعيد تنظيم محتوى الذاكرة من معلومات، ويحولها إلى معرفة عالية الجودة.

يشرح العلماء ذلك بأنه يوجد تبادل نشط بين مناطق المخ المختلفة أثناء النوم، فالحُصين - وهو إلى حد ما المفكرة في الدماغ - يلاحظ أي التجارب مهمة ويعطي خلال هذه الفترة القشرة الدماغية نبضات لعرضها من جديد مراراً وتكراراً، وتثبيتها وربطها ببعضها.

مشاكل عديدة

يؤكد الأطباء أن قلة النوم لها تأثير سلبي وخطير في بعض الأحيان، وكلما طالت مدة البقاء بدون نوم عانى الفرد مشاكل صحية أكثر، تبدأ بالشعور بالإرهاق العام، ومن الممكن أن يصل في بعض الأحيان إلى الإصابة بالنوبات القلبية، ويعد الحرمان من النوم أحد أساليب التعذيب.

يمكن أن تتسبب قلة النوم في الإصابة ببعض المشاكل البسيطة، ومنها النعاس المفرط والتعب الشديد أثناء النهار.

يصاب كذلك بضعف الذاكرة، وعدم القدرة على معالجة المعلومات، ويعاني تقلبات مزاجية، ربما تتحول إلى صراعات مع الآخرين، كما أن التأثير السلبي يمتد لممارسة أنواع الرياضة.

تشمل المشاكل الصحية الأخطر الحرمان المزمن من النوم، وارتفاع ضغط الدم، والإصابة ببعض الأمراض المزمنة كالسكري، والسمنة وضعف المناعة والنوبات القلبية والاكتئاب، وفشل القلب والسكتة الدماغية.

يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم إلى مشاكل في المظهر مثل ظهور التجاعيد، والهالات السوداء تحت العينين وجفاف البشرة.

حسن نومك

تساعد بعض الطرق السهلة في الحصول على نوم جيد، ويعد أول هذه الطرق الحصول على بيئة نوم مريحة، من خلال فراش ومرتبة مريحين، والحرص على النوم في درجة حرارة تتراوح بين 15 إلى 20 مئوية.

ينصح كذلك بوضع روتين خاص بالنوم، ويشمل على سبيل المثال أخذ حمام دافئ، أو قراءة كتاب أو الاستماع إلى موسيقى هادئة.

يمكن أيضاً تجربة تدريبات التنفس العميق، أو اليوغا أو التأمل أو تمارين الإطالة الخفيفة، كما لابد من الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في الوقت نفسه كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع أو أيام الإجازة.

لا كافيين

يجب عدم شرب السوائل التي تحتوي على الكافيين قبل 6 ساعات على الأقل من موعد النوم المعتاد، والذي يوجد في القهوة وبعض أنواع الشاي والمشروبات الغازية، وكذلك الشوكولاتة. يمكن أن تسبب الأطعمة الدسمة والحارة حرقة في المعدة، أو مشكلات أخرى في الجهاز الهضمي، وبالتالي تؤثر في قدرة الإنسان على النوم واستمراره.

ينصح بتناول وجبة خفيفة قبل النوم كحفنة من المكسرات، وعدد قليل من الكرز، والذي يحتوي على نسبة عالية من الميلاتونين، أو ثمرة موز، والتي تحتوي على مرخيات العضلات، وأنواع الشاي منزوعة الكافيين، مثل البابونج والزنجبيل والنعناع.

وزن مثالي

أظهرت دراسة طبية أمريكية جديدة أن الانتظام في ساعات النوم والاستيقاظ على المدى الطويل يساعد على الحصول على وزن مثالي والمحافظة على الصحة.

خلصت الدراسة إلى هذه النتيجة بعد خضوع أكثر من 280 فتاة بين السابعة عشرة والسادسة والعشرين لبرنامج نوم محدد، بحيث يخلدن للنوم ويستيقظن منه في نفس الوقت يومياً وعلى مدى عدة أسابيع. بينت النتائج أن من التزمن بهذا البرنامج نجحن في الوصول والحفاظ على الوزن المثالي المطلوب والمناسب لهن، على الرغم من أن البرنامج لم يتضمن أي نشاطات أو تمارين رياضية روتينية، أو برامج الحمية الغذائية المحددة.

قال فريق عمل الدراسة إنهم اعتمدوا على الالتزام بنظام يحترم وقت النوم والاستيقاظ وعدد الساعات خلال ذلك، وبحسب ذلك فإن السبب الرئيسي لفائدة النوم المنتظم والمحدد الوقت والساعات هو انتظام الهرمونات عند النساء، خصوصاً المسؤولة عن تنظيم عمليتي الجوع والشهية للأكل، بحيث تكون مستوياتها في الجسم متعادلة مما يؤدي إلى التوازن بين احتياجات الجسم من الطعام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"