مؤكد أن الانتقال من سنة إلى أخرى سيكون لدى كثُر، مجرد لحظة عابرة يقفون فيها عند الساعة 12 ليلة 31 ديسمبر، ليراقبوا الألعاب النارية في هذه اللحظة المؤقتة، وقد تكون هذه المراقبة عبر التلفاز أصلاً، دون التوجه إلى أي مكان فيه بوادر احتفالية، ليعودوا بعد ذلك إلى شقاء الحياة ومعاناتها.
كثُر لديهم لحظات بعضها حلو وبعضها مرّ، قد تكون قد استمرت معه لعامين، فقد يكون أحدنا قد ختم اليوم الأخير من عام 2021، بفرح أو فعل شيء يحبه، واستمر معه هذا الأمر حتى العام الجديد، فدخل بهما إلى سنة جديدة.. وفي المقابل قد يكون شخص آخر دخل في شجار مع زوجته، واستمر معه حتى خلال لحظات الانتقال إلى العام الآخر.
المقارنة بين ما أنجز، وما يتطلع أحدنا إلى إنجازه، من سمات النجاح المبني على تخطيط وبعد نظر ودراسة، بيد أن ما يتوجّب أن يكون كذلك، فهو واجب على المسؤولين الذين يحملون على عواتقهم مسؤوليات ضخمة كلفتهم بها الحكومة، أو أسندت إليهم مهام لتطوير عمل أو إنجاح مشروع.
هنا الفارق كبير جداً بين الشخص العادي الواجب عليه التخطيط لحياته الأسرية السهلة، والمسؤول مسؤولية عامة، وما عليه أن يفعله ليكون أهلاً للموقع الذي يشغله، وليس عبئاً على موظفيه والجهات المستفيدة من خدمات دائرته.
كثير من المديرين حين يعيّنون في دوائر خدمية، وبسبب الخوف من المغامرة، أو المجازفة على أقل تقدير، يبقون الأمور في دوائرهم التي كلفوا بها على ما هي عليه، وتسييرها بالنمطية أو الاعتياد نفسهما، دون أن يتحمّلوا زمام أي محاولة للتطوير أو التغيير، وابتكار ما قد يخدم الجمهور ويريحه.
بعض المسؤولين في بعض الدوائر، تشبه حالهم بعض القضايا التي تكثر فيها أطراف النزاع، وتحتاج إلى لجان وخبراء للبت فيها، فيكون حكم القاضي المؤقت تعيين حارس قضائي، وإبقاء الأمور على ما هي عليه، لحين البت في التقارير ومن ثم الدعوى، وهنا فإن بعض المسؤولين تكون مدة عملهم على رأس هرم بعض الدوائر، وكأنهم حارس قضائي لا يقدم ولا يؤخر، وكأن هذه المدة مرهونة براتبه وما سيحققه من منافع لشخصه، لا بما قد يقدمه للجمهور ويحققه لهم من خدمات.
بعض هؤلاء المسؤولين يتناسون أن ذكراهم ستكون عند موظفيهم عند مغادرة الموقع سلبية أو كأنه لم يكن؛ ولكن ما أجمل أن يمكث شخص في مكان فيترك فيه أثراً كبيراً، يبقى حاضراً حتى بعد مماته أحياناً.
فنّ الإدارة والقيادة، يحتاج قبل كل شيء إلى الفكر الاستشرافي الخلّاق، والنظر البعيد لإنجاز الإبداع.. ولنا في قيادة هذا الوطن خير مثال.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
