عادي
اختلاف الثقافات لا يمنع تشارك النكهات

«موفيتي» يجمع أنغولا والإمارات على مائدة واحدة

23:31 مساء
قراءة 4 دقائق
Video Url
جناح انغولا في اكسبو دبي تصوير صلاح عمر
جناح انغولا في اكسبو دبي تصوير صلاح عمر
جناح انغولا في اكسبو دبي تصوير صلاح عمر
جناح انغولا في اكسبو دبي تصوير صلاح عمر
جناح انغولا في اكسبو دبي تصوير صلاح عمر

إكسبو 2020 دبي: يمامة بدوان
بالرغم من اختلاف الثقافات وبُعد المسافات، فإن نكهات الطعام والأذواق، تمكنت من جمع بلدين على مائدة واحدة، حيث استطاع طبق «موفيتي» اختصار 6 آلاف كلم، بين أنغولا والإمارات في «إكسبو 2020 دبي».

«الخليج» تجولت في جناح أنغولا، ورصدت حضارة تعود إلى 500 عام، تسردها لغة «السونا» عبر قصص ثقافية كُتبت على الرمال ومن دون حروف، التي على وشك إدراجها ضمن قائمة «يونيسكو» للتراث العالمي، إلى جانب تخصيص فعاليات لمصمّمي الأزياء الأنغوليين، الذين حازوا جوائز عالمية، واستعراض الموارد الطبيعية الثمينة لأنغولا، مثل الألماس وغيره، ما يسهم في استقطاب المستثمرين، من أجل ازدهار البلاد وتطورها.

قال كاهينا فيريرا، مدير جناح أنغولا، «فوجئنا بعدد الزوار الذين عبروا عن اهتمامهم بتجربة الطعام الأنغولي، واتضح لنا أن هناك الكثير من الثقافات والبلدان التي تشاركنا الأذواق في ما يتعلق بفن الطهي، حيث سُعدنا باكتشاف ذلك، فعلى سبيل المثال، لدينا طبق تقليدي يُسمى «موفيتي»، وهو سمكة كبيرة مع بطاطا حلوة ومكونات أخرى، وقد فوجئنا بأن أحد زوار جناحنا من الإمارات، أخبرنا أنهم يطهون الطبق نفسه كل يوم جمعة في بلادهم، وكان من المذهل معرفة أن أنغولا تبعد نحو 6 آلاف كلم عن الإمارات، ومع ذلك يمكنك إيجاد أشخاص لديهم الأذواق نفسها بالطعام الأنغولي.

موارد طبيعية

وأضاف: صمم الجناح الأنغولي بطريقة يمكننا عبرها الإضاءة على الموارد الطبيعية والثروات المعدنية التي تمتلكها أنغولا بما في ذلك الألماس، ففي داخل الجناح، خصصنا منطقة نستعرض فيها الموارد والألماس والمجوهرات الخاصة جداً التي استلهمناها من أسلافنا، وهي تعود للمصممة «ياتا» باستخدام المعادن الثمينة، وهو ما يمكنا من استقطاب المستثمرين، ما يسهم في أن تصبح أنغولا أكبر ازدهاراً وتطوراً، عبر استغلال مواردها من المعادن والقطع الثمينة.

موسيقى وأزياء

وعن نمو قطاع تصميم الأزياء في أنغولا، أوضح فيريرا أنه تنظم يومياً عروض رقص وموسيقى على مسرح الجناح، يتم خلالها استضافة موسيقيين بارزين لدينا، ما يعكس الإبداعات الفنية الكلاسيكية والمعاصرة، كذلك إقامة عروض أزياء، ممن حازوا جوائز عالمية تثميناً لتصاميمهم اللافتة، حيث إن قطاع تصميم الأزياء في أنغولا جديد نسبياً، على الرغم من وجود المسنين الذين اعتادوا تصميم أزيائهم الخاصة، لكن أصبح لدينا الآن مصممون عصريون جدد، يستمدون الإلهام من التصاميم التقليدية لابتكار أزياء عصرية؛ فعلى سبيل المثال، لدينا تصميم أزياء خاص بنا يُدعى «ساماكاكا» وهو فستان راق جداً من الجزء الشمالي من أنغولا، وهو ما دفعنا إلى نقل الأزياء التقليدية الأنيقة إلى العالمية، بالاستفادة من منصة «إكسبو» لترويجها في العالم كله، لنُظهر للعالم ما تفعله أنغولا على هذا الصعيد، فضلاً عن معارض مجموعة من الفنانين المعاصرين.

التقاليد والابتكار

وأكد أن الجناح يجسد ارتباط أنغولا بالتقاليد والابتكار في آن، عبر لغة «السونا» التي تعود إلى أكثر من 500 عام، وهي على وشك أن تدرج ضمن قائمة «يونيسكو» للتراث العالمي، حيث تمثل سرداً قصصياً على الرمال، ومن دون استخدام الحروف، إذ نأمل بأن تعمل الأجيال المقبلة على التركيز على ماضي الأسلاف.

وتابع أن الأسلاف لم يكن لديهم حروف أبجدية، ومع ذلك كانوا يستخدمون لغة «السونا» للتواصل، وهو ما يتجلى في الحكمة من لوحة الغابة التي يعرضها الجناح، المتمثلة في «أي وقت تذهب فيه إلى غابة، فكن حذراً ومتنبّهاً لمحيطك كي لا تضيع طريقك أو تفقد طريق العودة»، وهذا يعني أنه يمكنك أن تكون مشهوراً في العالم، ولكن يجب أن لا تتناسى جذورك أو هويتك.

شراكات وتسهيلات

وعن التعاون بين أنغولا والإمارات، قال فيريرا إنه عقدت أخيراً جلسة بين شركات البلدين، شهدت حضور ممثلين عن غرف التجارة فيهما، ما يؤكد مدى انفتاح بلادنا على المستثمرين من الإمارات، حيث استعرضنا التسهيلات التي تقدمها أنغولا، لتحسين تجربة المستثمرين الإماراتيين فيها، بدءاً بإجراءات استصدار الوثائق والتراخيص والخدمات المالية.

وفي ما يتعلق بحجم التبادل التجاري والاستثماري، أوضح أنه في عام 2019، بلغت قيمة صادرات الإمارات إلى أنغولا 300 مليون دولار، تشمل المنتجات الرئيسية منها السيارات والبترول المكرر. فيما بلغت صادرات أنغولا إلى الإمارات 1.29 مليار دولار، وتضمنت المنتجات الرئيسية، منها الألماس والذهب والألمنيوم الخام، في حين نعتزم مضاعفة حجم التجارة الثنائية بين البلدين بمعدل 3 أضعاف.

وعن عدد الزوار المتوقع للجناح، قال فيريرا إنه بالاستناد إلى مشاركاتنا السابقة في معارض «إكسبو» في 7 دورات في بلدان مختلفة، فإن الجناح استقبل حتى الآن ما يزيد على 300 ألف زائر، ومن المتوقع أن يصل إلى مليون مع نهاية المعرض.

أجندة وطنية

وذكر فيريرا أن أنغولا تسعى ضمن خطتها المستقبلية عام 2030، إلى تحقيق 10 من أصل الأهداف ال 17 للاستدامة، وفقاً للأمم المتحدة، ونأمل بأن يكون لدينا قمرنا الصناعي الخاص والأول من نوعه، وزيادة حجم الإيرادات بنسبة 10%، وتشجيع رواد الأعمال على الاستثمار في أنغولا.

وأضاف: هناك معايير عالية جداً نطمح لتحقيقها، في ظل الأجندة الوطنية لعام 2030، نسعى إلى تحسين المنظومة التعليمية وجعلها ذات معايير عالمية، كذلك نظام الرعاية الصحية، حيث واجهنا خلال المرحلة الماضية تحديات كبيرة في قطاع الصحة نتيجة لتفشي وباء «كورونا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"