نحن نصنع الأعوام

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

في نهاية كل عام يفكر الجميع كيف سيحتفلون بقدوم العام الذي يليه، آملين أن يكون أفضل من سابقه في كل الأحوال حتى وأن تمتع ذلك العام السابق بالخير والرفاه والسعادة، وبالطبع لكل إنسان منطقه وتفكيره تجاه ذلك العام الذي مضى، وله مقاييسه الخاصة به التي يقيس بها ما مر به في ذلك العام المنصرم، فيضفي عليه السوء أو البركة حسب وضعه الشخصي، على الرغم من أن كل الأعوام بشكل عام سواء، ونحن كبشر نحدد مسارنا فيها، ونحدد خياراتنا وأهدافنا، وما نصبو إليه وكلٌ له أسلوبه، أما من يترك الأمور على عواهنها لتحدد له مصيره، وما يمكن أن يصل إليه، فهو الاتكالي الذي لا يرى أبعد من أنفه، ولا يعيش إلا بالأمنيات التي يرجوها من دون أي مجهود للحصول عليها.
بالطبع توجد معطيات عامة تتخلل كل عام، هناك من يستسلم لها، ومن يوظفها لمصلحته بامتياز، سواءً كانت تلك الأمور سيئة أو إيجابية، فهناك من استفاد من الجائحة وما خلّفته من ظروف، وهناك من استسلم لتلك الظروف، فخسر من كل جانب، وهناك من استطاع أن يغيّر حتى في أسلوبه وطريقة حياته وتفكيره، وتعامل بإيجابية لا تعرف اليأس، فتجاوز كل المحن، وصنع ما لم يستطع صناعته المستسلمون المنتظرون للفرج أن يدق أبوابهم وهم نيام.
مضى عام 2021 وجاء عام 2022، وهي أعوام تمر وتتلوها أعوام، وهي مجرد أعوام نحن نستطيع أن نجعلها أعواماً مختلفة مميزة، تحمل الكثير من الإنجازات والتحديات والأهداف المحققة، وتحمل الإخفاق الذي يتحول إلى نجاح بالصبر والإرادة، وتحمل الحزن الذي يتحول إلى فرح بالجلد والعزيمة، نحن نصنع أيامنا وأعوامنا، ولا تصنعنا، خلقنا الله لنعمر هذه الأرض، نصنع الحضارة، كلٌ منا في داخله طاقة مبدعة إن وظفها بشكل صحيح وسليم، فلا بد أن ينجح مهما كانت المنغصات والتحديات والعراقيل، تلك الطاقة هي التي أوصلت البشر إلى القمر، وارتياد الفضاء، تلك الطاقة هي التي أوجدت الكهرباء والهاتف والطائرة.
وكما المعتاد نحن نتفاءل كل عام، داعين آملين أن يكون العام القادم أفضل من العام الذي سبقه، لكن يجب وفي كل حين أن يكون أملنا وإيماننا ويقيننا بالله، وليس في العام ذاته؛ بل على مدار الأعوام والأعمار كلها، حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
 مرحباً بعام 2022، مرحباً بكل تفاؤل وأمل وإرادة وقوة وطاقة تصنع الجمال وتنشر السلام والتطور والخير لكل البشر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"