عادي
أكدوا أنه سجّل أفضل أداء منذ 12 عاماً

عقاريون: شحّ معروض الوحدات الفاخرة في دبي

22:04 مساء
قراءة 5 دقائق

دبي: ملحم الزبيدي
أكد عاملون في السوق العقاري المحلي في دبي، أن القطاع سجل مستويات نمو قوية خلال 2021 تفوقت على مثيلاتها خلال 12 عاماً ماضية، حيث حققت المنتجات الفاخرة ارتفاعاً واضحاً على صعيد مؤشر الطلب، الأمر الذي خلق شحاً في المعروض منها ولم تعد تلبي احتياجات وطلبات المستهلكين النهائيين من الأثرياء. وأفادوا بأن ارتفاع شهية المشترين النهائيين ساهمت في ارتفاع أسعار العقار الفاخر بنسب لامست 40% خلال 12 شهراً، الأمر الذي يعود بنا إلى نقطة رسم رؤية دبي كمركز استراتيجي للحياة والعمل والسكن الفاخر، لافتين إلى جهود وقرارات الحكومة الرشيدة في التعامل مع الأزمات السابقة والراهنة مثل جائحة «كورونا» والتي عملت ضمن خطة متوازنة جمعت بين إعادة دعم وتنشيط المنظومة الاقتصادية والحرص على الصحة العامة ومكافحة انتشار الفيروس.

أوضح مهدي أمجد، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «أمنيات العقارية»، أن سوق العقارات في إمارة دبي يتضمن مختلف أنواع المنتجات العقارية التي تتباين بين بعضها بعضاً من حيث الموقع والسعر والتحسن حسب منحنى الأسعار، لذلك لا نستطيع أن نحكم على أدائها جميعاً بالطريقة نفسها.

وأشار أمجد إلى أن سوق العقارات الفاخر في دبي، والذي تجد «أمنيات» نفسها متخصصة في هذا المجال منذ بداية تأسيسها في الإمارة عام 2005، له تقييم خاص به، حيث يشهد هذا السوق شحّاً واضحّاً من حيث معروض الوحدات مقابل الطلب الذي حقق نمواً كبيراً وبنسب عالية خلال 2021، على الرغم من تداعيات الجائحة التي يمر بها العالم أجمع.

وأضاف أن سمعة دبي والثقة التي تحتلها في منظومة الاستثمار العالمي والتي أثبتتها وجسدتها بقوة من خلال حكمة وذكاء القيادة الرشيدة بالتعامل مع الأزمة الصحية الراهنة مع الحفاظ على منحنى نمو اقتصادي ثابت مدعوماّ بسلة من المحفزات المتنوعة من دون تجاهل التدابير والإجراءات الاحترازية لمكافحة انتشار الجائحة، كل هذه العوامل ساهمت في استقطاب شريحة المستهلك العقاري، خاصة الأثرياء الذي يبحثون عن مركز وملاذ آمن للسكن والعمل والقدرة على التواصل مع العالم بكل سهولة ومرونة.

ومن هنا، أفاد أمجد بأن سوق العقارات الفاخر سجّل أعلى وأكبر الصفقات خلال 2021 حتى أصبح هذا المنتج نادراً ومن الصعب الحصول عليه في الإمارة، فالشحّ بالمعروض الذي يعيشه السوق العقاري المحلي في دبي يتركز بالتحديد في هذا المجال، بعكس مثيلاته من المنتجات في قطاعات أخرى التي تستهدف شريحة ذوي الدخل المتوسط، ومع الطلب المستمر سجلت أسعار العقار الفاخر نمواً بنسبة لامست نسبة 40% خلال العام الجاري.

وتوقع الرئيس والمدير التنفيذي ل «أمنيات العقارية» أن يتواصل منحنى النمو والطلب على العقارات الفاخرة في دبي خلال السنوات المقبلة، ونحن في الشركة سنمضي بعملنا لتوفير هذا المنتج بمواصفات جديدة ومنافسة ترضي وتواكب رغبات أصحاب رؤوس الأموال والأثرياء منهم.

العرض مقابل الطلب

قال فرهاد عزيزي، الرئيس التنفيذي لشركة «عزيزي للتطوير العقاري»: «لا يزال السوق العقاري المحلي جذاباً للمشترين، فالوقت الراهن يعدّ الأفضل للشراء بلا شك خاصة أن الأسعار بدأت بالارتفاع التدريجي بنسب متفاوتة حسب نوع المنتج والموقع».

وأضاف عزيزي قائلاً: «مع زيادة عدد الزوار الجدد للإمارة في معرض «إكسبو 2020 دبي»، من المتوقع تسجيل زيادة كبيرة في عدد المستثمرين المحتملين في دبي، بعد أن ازدادت جاذبية الاستثمار فيها بسبب العديد من الحوافز الحكومية، مثل تقديم التأشيرات للمستثمرين والمتقاعدين، والتأشيرات الذهبية طويلة الأجل، وستوفر هذه المبادرات مجتمعة دفعة كبيرة للقطاع وللاقتصاد عموماً».

وأوضح عزيزي أن السوق العقاري المحلي قد يواجه زيادة العرض، لكن يتوجه المطورون نحو توفير عقارات بخصائص متباينة تضفي المزيد من القيمة، وتثري أنماط الحياة، من خلال المواقع المثالية والربط السلس مع محيطها والجودة والمرافق، وما إلى ذلك.

وقال: «لا نشعر بالقلق حيال فائض العرض، بل سنحقق إيرادات كبيرة، وسنزيد أرباحنا، ويوجد لدينا 100 مشروع قيد التنفيذ تم بيع نحو 80% منها بالفعل. وأصبح التسليم الآن محور تركيزنا الرئيسي، أكثر من عمليات الإطلاق والمبيعات. وحتى عام 2023، سنطلق مشاريع أقل، وسنركز على الوفاء بوعودنا. لكن المشاريع القليلة جداً التي سنطلقها ستكون فريدة من حيث القيمة المضافة».

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة «عزيزي للتطوير العقاري» ثقته التامة بالسوق العقاري المحلي وقدرته على استيعاب الوحدات المتبقية غير المباعة، وإذا واجهنا في المستقبل مشكلة في المبيعات، فقد نلجأ إلى تحويل بعض عقاراتنا إلى وحدات فندقية، حيث نرى طلباً مرتفعاً عليها بعد انتشار الوباء. ودخلنا في مفاوضات مع مزودي خدمات الضيافة لاستكشاف مثل هذه الخيارات، كما نقيّم خيار التأجير لتعزيز نمونا وربحيتنا.

وأضاف عزيزي قائلاً: «تختلف مشاريعنا عما يطرحه منافسونا من حيث المواقع والتسعير والأحجام، والمرافق والعروض، ما يمنحنا ميزة تنافسية. ونحرص على تقديم الأفضل عبر القطاعات التي نعمل فيها في جميع الأوقات. لذا.. تمكنّا من زيادة حصتنا في السوق، حتى في الأوقات التي واجه فيها القطاع العام تقلبات في العرض والطلب».

ويمكن التغلب على تقلبات القطاع في ظل التحديات والأزمات من خلال تكييف المنتجات مع احتياجات السوق المتطورة. وتعد المواقع الاستراتيجية المتصلة جيداً مع محيطها جانباً أساسياً في المعادلة، مثل «مدينة محمد بن راشد» التي تستضيف المجتمعات الناشئة والمتميزة.

الصورة
1

المشاريع المتوسطة

أيد زياد الشعار، نائب رئيس مجلس إدارة «دار الأركان»، ما تطرق إليه مهدي أمجد من حيث أن شحّ المعروض في سوق عقارات دبي يتركز في المنتجات الفاخرة بالدرجة الأولى، ما يضع على عاتق الشركات المتخصصة في هذا المجال العمل بجد لإطلاق مشاريع أيقونية تلبي وتغطي هذا الشح وتجسد رؤية دبي كوجهة عالمية ومركز استراتيجي للسكن الفاخر.

وبيّن الشعار أن الفائض من معروض الوحدات السكنية يتركز في سوق ذوي الدخل المتوسط والمحدود، ما يتطلب من الشركات تقنين إطلاقها لمثل هذه المشاريع والتحول إلى توفير منتجات ذات مستويات أعلى من حيث الجودة والمساحة ترضي طلبات المشترين في منتجاتها لتحقق الأهداف المرجوة والنتائج الطيبة على صعيد المبيعات والإيرادات والأرباح.

قطاع عقاري مستدام

ذكر إسماعيل الحمادي، رئيس ومؤسس شركة «الرواد للعقارات»، أن دولة الإمارات العربية المتحدة حققت تفوقاً واضحاً في شتى مؤشرات التنافسية العالمية لتأسيس قطاع عقاري مستدام استطاع تجاوز شتى أنواع التحديات السابقة والراهنة كجائحة «كورونا»، وقال: «كان 2021 عاماً مميزاً من حيث الصفقات والإنجازات على صعيد سوق العقارات المحلي».

وأضاف الحمادي أن كل دراسات السوق العقاري المحلي، خاصة في دبي، تشير إلى أن القطاع يترقب نمواً قوياً من حيث الطلب على المنتجات المختلفة في عام 2022 خاصة الفاخرة منها التي تستهدف الأثرياء، حيث تشير أحدث الدراسات إلى أن عدد العقارات الفاخرة لم يعد كافياً، ولا يلبي حجم الطلب الموجود في السوق في الوقت الراهن. وقال: «سيعود سوق عقارات دبي إلى نقطة انطلاقه من حيث التركيز على العقارات الفاخرة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"