إعداد: هشام مدخنة
حصلت شركة مبادلة للاستثمار، «مبادلة»، على جائزة «صندوق العام 2021» بين صناديق الثروة السيادية العالمية في ما يخص الشراكات الدولية والنشاط الاستثماري، والمقدمة من مؤسسة «Global SWF» التي تتبع صناديق الثروة السيادية وصناديق التقاعد العامة.
وبحسب دييجو لوبيز، العضو المنتدب ل «SWF»، «استحقت شركة مبادلة للاستثمار جائزة «صندوق العام 2021» بجدارة، لمساهمتها الكبيرة في تطوير أبوظبي ودولة الإمارات، ولريادتها في متابعة الشراكات العالمية، ونشاطها الاستثماري الكبير الذي لا مثيل له على مدار العام». مؤكداً مساهمة «مبادلة» الفاعلة في النهوض بصناعة صناديق الثروة السيادية في العالم.
فرص للأجيال
وفي مقابلة مع «Global SWF» تحدث أحمد سعيد الكليلي، الرئيس التنفيذي لقطاع الاستراتيجية وإدارة والمخاطر، عن أداء الصندوق وطموحاته، حيث قال: «لطالما كان الاستثمار بمسؤولية أمراً محورياً في نهج «مبادلة» التي تطمح إلى مضاعفة الأحجام خلال العقد المقبل. ويهدف هيكلنا التنظيمي واستراتيجيتنا وشراكاتنا العالمية إلى الاستفادة من مجموعة من الاستثمارات، لا سيما في القطاعات الداعمة الحيوية، بما في ذلك التكنولوجيا، وعلوم الحياة، والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا المالية. كما نتطلع إلى إمكانات المستقبل وكيفية الاستفادة من نقاط القوة اليوم لخلق فرص للأجيال المقبلة».
ولدى سؤاله عن تغير المشهد الاستثماري في أبوظبي بشكل كبير في السنوات الخمس الماضية، خصوصاً مع اندماج بعض الصناديق وظهور البعض الآخر، وكيف يتماشى ذلك مع الرؤية الاقتصادية 2030، أجاب الكليلي: «يمثل تأسيس شركة مبادلة للاستثمار في عام 2017، ومن ثم انضمام «مجلس أبوظبي للاستثمار» إلى المجموعة في 2018 انعكاساً لإيمان قيادتنا الرشيدة بالقوة التي تأتي من التعاون ومن دمج وجهات النظر والخلفيات المتنوعة. ومع ازدياد الأنشطة وتعاظم الطموحات، ستواصل «مبادلة» مواءمتها مع الرؤية الاقتصادية 2030 بما في ذلك دعم قطاع خاص كبير متمكن، والحفاظ على علاقات دولية متينة، وتحسين موارد دولة الإمارات».
وعن تمويل «مبادلة» لخطط النمو المستقبلية لديها، أضاف الكليلي أن الصندوق الاستثماري قد حدد هدفاً طموحاً يتمثل في مضاعفة محفظته الاستثمارية مع الحفاظ على عائدات مالية مستدامة، ودعم تنويع الأعمال في أبوظبي والتأثير بشكل إيجابي على المجتمعات التي يستثمر فيها. مشيراً إلى أن الوصول إلى هذا الهدف يتطلب نهجاً ديناميكياً وإدارة حكيمة ونشطة للاستثمارات، وتنمية شراكات «مبادلة» مع العالم، إضافة إلى الاستخدام المناسب للرافعة المالية. وسيتم دعم ذلك من خلال التسييل العملي للاستثمارات الحالية وإعادة تدوير رأس المال في استثمارات جديدة.
شراكات عالمية
وأكد الرئيس التنفيذي لقطاع الاستراتيجية وإدارة والمخاطر في «مبادلة» أن عام 2020 كان أحد أكثر الأعوام نجاحاً، حققت فيه الشركة استثمارات وأرباحاً ونمواً قياسياً، واستثمرت 29.4 مليار دولار، و28.3 مليار دولار من عمليات التسييل والتوزيع للاستثمارات الحالية. في المقابل كان عام 2021 أحد أكثر سنوات «مبادلة» نشاطاً، تضمنت استثماراتها خلاله شراكات عالمية ومذكرات تفاهم مع «بلاك روك»، و«سيلفر لايك»، و«سوفت بنك»، والبنك الاستثماري الوطني الفرنسي «بي بي آي فرانس»، والحكومة البريطانية، وغيرها. كما تضمنت الأنشطة بيع حصة في شركة الدار العقارية، وإدراج شركة «ياه سات» في سوق أبوظبي للأوراق المالية، إضافة إلى إدراج «جلوبال فاوندريز» في بورصة ناسداك، والذي عُد أحد أضخم الاكتتابات العامة الأولية لعام 2021.
وبخصوص نشاطها في مجال الطاقة المجددة، أشار الكليلي إلى أن «مبادلة» تعمل على خفض حجم محفظتها الاستثمارية في الصناعات الهيدروكربونية بمرور الوقت، ودعم الانتقال إلى بدائل الطاقة الأنظف، والدخول بشراكات تركز على تطوير وتسويق سوق الهيدروجين الأخضر.
وعن استراتيجية «مبادلة» العالمية وتطلعاتها، تحدث الكليلي عن امتلاك المجموعة الآن شبكة مكاتب عالمية تشمل لندن ونيويورك وموسكو وبكين، إضافة إلى المقر الرئيسي في أبوظبي، والسوق المحلي. ومع استمرار النمو، تُقيّم «مبادلة» فوائد اعتماد مكاتب جديدة في أسواق إضافية للبقاء قريبة أكثر من الجغرافية التي تستثمر فيها، ما يساهم في عقد مزيد من الصفقات، وتعزيز الشراكات العالمية التي هي محور تركيز «مبادلة» الرئيسي. وختم بالقول: «نؤمن بأن توسّع بصمتنا يوفر فرصة لا تقدر بثمن لتحديد المواهب وتنميتها وتطويرها بطرق تساعد موظفينا على إبراز إمكاناتهم، والمساهمة الإيجابية في قصة نجاح مبادلة داخل المجتمعات التي تستثمر فيها».
