عادي

حسين غباش.. سيرة إنسانية لا تغيب

22:52 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة: «الخليج»

ترصد د. رفيعة غباش الطبيبة والباحثة والكاتبة في كتاب «حضر بعد رحيله... المفكر الدكتور حسين غباش»، تلك المشاعر العفوية التي خرجت عن الكثير من الأدباء والمؤلفين والصحفيين والسياسيين والدبلوماسيين الذين تدافعوا للكتابة عن حسين غباش الذي رحل عام 2020، وترك إرثاً إبداعياً وفي كافة المجالات التي تركها، باعتباره أحد أبرز المثقفين في الإمارات.

وتشير رفيعة في مقدمة الكتاب بكلمات عامرة بمشاعر المحبة الأخوية إلى أن الكتاب ليس سيرة عن حياة حسين غباش، فتلك مهمة أخرى قد تحتاج إلى سنوات من التقصي والسفر في دول شتى في رحلة بحث واعية، بدأت منذ مغادرة غباش في الستينات من القرن الماضي إلى عمان واليمن وظفار وسوريا والعراق، وهي الحقبة التي تميزت بصحوة عربية، عمل فيها الشباب العربي بكل جهودهم، ليبثوا الوعي المناهض لوجود المستعمر، إضافة إلى رحلاته الأخرى والأخيرة إلى دول إسلامية أقام بها مشروعات خيرية لم يخبر بها حتى أسرته، لكن وصلت أخبارها إليهم عن طريق رسائل العزاء.

يتضمن الكتاب الذي يقع في 176 من القطع المتوسط كلمات وفاء في حق الراحل، ومقالات نشرت في الصحف المختلفة، وكتابات ترصد صدى الرحيل المر من قبل معارفه وأصدقائه والمقربين منه، ورسائل محتشدة بالمشاعر النبيلة تجاه شخصية عرفت بمواقفها الإنسانية، وأشعار تتحدث عن طيب سيرته وسريرته، كما يرصد الكتاب بعضاً من تفاصيل الأيام الأخيرة لغباش. تقول رفيعة غباش: «الكتاب هو محاولة لاحتواء مشاعر حب وصلتنا وواستنا، وهو كذلك محاولة لتوثيق تفاعل الناس مع غياب صديقهم الدكتور حسين غباش؛ نتركها لجيل قادم قد يحتاج إلى معرفة سيرة مواطن عربي اختار طريقه في سن مبكرة، وقد أرشده الحب إلى أنوار الله ورسوله»، وتشير الكاتبة إلى إسهامات الراحل في مجالات المعرفة المختلفة في عوالم الأدب والفكر، إلى جانب مؤلفاته في الدين.

الكتابات والمقالات التي تضمنها الكتاب تمتلئ بالذكريات والمواقف التي تحكي عن الراحل حسين غباش، وحرصت المؤلفة على أن يأتي الكتاب في ثوب قشيب حافل بالألوان وصور الراحل في مواقف متعددة تعكس جوانب من حياته وسيرته، كما تضمن الكتاب أغلفة مؤلفات الراحل والأماكن التي كان يوجد فيها، ولعل أكثر ما يلفت في الكتاب تلك الأشعار التي تتدفق رقة وعذوبة تنعى الفقيد وتعدد مآثره وتتناول مواقفه في الحياة وتشهد له بعظيم الأخلاق وكريم القيم والفضائل، وهي نصوص كتبها شعراء وعلماء من أماكن مختلفة في العالم، وجاء في إحدى القصائد عن الراحل الحاضر في الغياب، لمحمد بن عبد الله الخليلي يقول فيها:

لله بأسك قد بذرت محاسنا

فجنيت إكبار القلوب الصافية

ما مات من شهدت محاسنه له

طيب الفعال وإن روحك باقية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"