عادي
الإعلان عن الفائزين بالجائزة 17 يناير في «إكسبو»

جائزة زايد للاستدامة تواصل جهود تعزيز الأمن الغذائي عالمياً

18:04 مساء
قراءة 7 دقائق
«صافي أورجانيكس» تنجح في إنتاج أسمدة مصممة لتحسين جودة التربة
جهاز التجفيف الشمسي تقنية منخفضة التكلفة وسهلة التركيب
أجريبست المكسيكية تعمل على نشر حلول التكنولوجيا الحيوية

أبوظبي: عدنان نجم

أسهمت جائزة زايد للاستدامة، العالمية الرائدة التي أطلقتها دولة الإمارات في مجال الاستدامة والعمل الإنساني على مدى السنوات الأربع الماضية، في إيجاد حلول لهذه التحديات من خلال توفير منصة حيوية للقضاء على الجوع وتحسين أنظمة الغذاء والزراعة.
ومنذ عام 2018 كرّمت الجائزة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمنظمات غير الربحية من أصحاب الحلول المبتكرة التي تمهد الطريق نحو تحقيق الهدف رقم 2 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة المتمثل في القضاء على الجوع، من خلال فئة الغذاء.
وتمكن الفائزون بالجائزة من توسيع نطاق إيصال الأطعمة المغذية لأكثر من 2.3 مليون شخص، فضلاً عن تطوير أساليب جديدة للزراعة تساعد في ضمان إنتاج غذائي مستدام، لا سيما في ظل ظاهرة الاحتباس الحراري التي يواجهها العالم.
وفيما يعتبر تطوير حلول زراعية صديقة للبيئة أمراً أساسياً لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الغذاء، فإن الجائزة تدعم أيضاً الحلول التي تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الحيوية الأخرى، والتي تشمل تحسين الرعاية الصحية وتوفير الطاقة النظيفة والمياه النظيفة والتعليم، ودعم نهج متكامل لتحقيق التنمية المستدامة.
المرشحون النهائيون
وتم الإعلان في 28 سبتمبر 2021 عن قائمة المرشحين النهائيين لجائزة زايد للاستدامة لعام 2022، والتي تضمنت فئة الغذاء، وذلك بعد اجتماع لجنة التحكيم لاختيار الفائزين للدورة الحالية لعام 2022، والذين سيتم الإعلان عنهم في حفل توزيع الجوائز الذي يقام خلال حفل افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة في 17 يناير 2022، ضمن فعاليات معرض إكسبو 2020 دبي.
وقد قدم المرشحون النهائيون الثلاثة للحصول على الجائزة عن فئة الغذاء، مجموعة من الحلول المبتكرة التي تتوافق مع معايير الجائزة الخاصة بالتأثير والابتكار والأفكار الملهمة، وتقوم هذه الحلول بتسخير التكنولوجيا الحديثة لتحقيق الأمن الغذائي للجميع، وتقليل التأثير البيئي للزراعة في مختلف أنحاء العالم.
أولويات
ونشطت الجائزة في زيادة فرص الحصول على أغذية صحية وبأسعار معقولة من خلال مبادرة «ما بعد 2020» الإنسانية التي تقودها دولة الإمارات، والتي أطلقتها الجائزة عام 2019 بالشراكة مع العديد من الجهات الرائدة محلياً ودولياً.
وتسهم المبادرة التي تأتي ترسيخاً لإرث الأب المؤسس لدولة الإمارات، الشيخ زايد طيب الله ثراه، في مجال الاستدامة والعمل الإنساني، في نشر حلول مستدامة ضمن مجتمعات محددة في أنحاء مختلفة من العالم، وتسخّر التكنولوجيا لخير الإنسانية، وتضع الأسس اللازمة من أجل بناء مستقبل مستدام يشمل الجميع.
وبهدف دعم الجهود الرامية إلى توفير غذاء آمن، نشرت مبادرة «ما بعد 2020» تكنولوجيا مبتكرة لتحسين جودة الدقيق في تنزانيا، تم تطويرها من قبل مؤسسة «سانكو»، ويشار إليها أيضاً بمشروع الأطفال الأصحاء، وهي منظمة رائدة غير ربحية فازت بجائزة زايد للاستدامة في عام 2019 ضمن فئة الغذاء.
وساعدت تقنية «سانكو» ضمن نشاطها الموسع في منطقة شرق إفريقيا في توفير الغذاء الغني بالعناصر المغذية لأكثر من 50 ألف شخص من البالغين والأطفال يومياً.
تعزيز الزراعة المستدامة
 
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 690 مليون شخص على مستوى العالم عانوا الجوع في عام 2019، بزيادة قدرها 10 ملايين على عام 2018. وبسبب ارتفاع تكاليف الزراعة وانخفاض القدرة على تحمل التكاليف، فإن مليارات الأشخاص لا يستطيعون تناول الطعام الصحي أو المغذي.
وتقع المجتمعات الأكثر تضرراً في قارة آسيا، لكنها تتوسع بشكل أسرع في إفريقيا.
ولسوء الحظ فقد تسببت جائحة «كوفيد ـ 19» بمزيد من التدهور في مجال الأمن الغذائي ضمن هذه المجتمعات، مما أدى إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يعانون حالياً الجوع المزمن إلى أكثر من 790 مليوناً.
وتتوقع الأمم المتحدة أنه في حالة استمرار الظروف الحالية، فإن تحقيق هدف القضاء على الجوع سيكون إلى حد كبير بعيد المنال بحلول عام 2030، مما يؤكد الحاجة المستمرة إلى مبادرات مثل جائزة زايد للاستدامة، والتي تدعم وتوفر الحلول التي تزيد بشكل كبير من الإنتاجية الزراعية وتسهم في تحسين دخل منتجي الأغذية على نطاق محدود، خاصة في المناطق الأكثر تضرراً من الجوع.
أجريبست ـ المكسيك:
 
وتعمل الشركة على نشر حلول التكنولوجيا الحيوية لتحسين غلة المحاصيل الزراعية وتقديم تسهيلات تسهم في خفض التكاليف، وتنتمي «أجريبست» إلى فئة الشركات الصغيرة والمتوسطة، وقد طورت نظاماً للتكنولوجيا الحيوية منخفض التكلفة، يعمل على تحسين كفاءة عملية التمثيل الغذائي لدى النباتات، ويوفر نسب تحكم أفضل في الآفات والأمراض، ويؤمن الأسمدة الحيوية، كما أن استبدال المزارعين للكيماويات الزراعية بهذه التكنولوجيا الحيوية يسهم في الحد من التلوث.
وقد استفاد من هذه التقنية التي تسمى نظام الحماية البيولوجية للمغذيات (BNPS)، 386,850 شخصاً حتى الآن، وهي تحل محل الأسمدة الكيماوية التقليدية التي يستخدمها المزارعون. وقد أثبتت هذه التقنية قدرتها على زيادة غلة المحاصيل الزراعية بنسبة تصل إلى ما بين 15% و50%، مع توفير ما يصل إلى 35% من تكاليف الإنتاج للمزارعين.
وتأسست الشركة في المكسيك عام 2013، ويقودها أوبيد مايورال فرنانديز الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك، الذي تم تصنيفه مؤخراً واحداً من أبرز 30 رجل أعمال في عام 2020 من قبل مجلة فوربس المكسيك.
أسس فرنانديز «أجريبست» من أجل إحداث تحول في قطاع الزراعة، حيث أراد أن يوفر للمزارعين بديلاً مستداماً بأسعار معقولة لزراعة المحاصيل التي من شأنها أيضاً أن تدرّ أرباحاً أعلى دون الإضرار بالبيئة.
وقد طورت الشركة من خلال أبحاثها 36 منتجاً مبتكراً، لكل منها وظيفة محددة، مثل تحسين ظروف التربة، وتحمل العوامل الحيوية أو اللاأحيائية، وتثبيت النيتروجين، وإزالة الفوسفور، ومكافحة الآفات والأمراض. وتحفز هذه المنتجات العملية البيولوجية للمحاصيل الأحادية، وينتج عن هذه العملية نباتات أكثر إنتاجية ومرونة.
صافي أورجانيكس ـ كينيا
وتنتمي شركة «صافي أورجانيكس» لفئة الشركات الصغيرة والمتوسطة، تأسست في عام 2015 ونجحت في تطوير تقنية مبتكرة تمكن المزارعين من إنتاج أسمدة مصممة لتحسين جودة التربة واستعادة درجة حموضتها باستخدام الموارد المتاحة محلياً والنفايات الزراعية، وحتى الآن، ساعدت هذه التقنية أكثر من 3500 مزارع على تحسين صافي دخلهم بنحو 50%، وتحسين مردود المحاصيل بنسبة تصل إلى 30%.
ونشأ صامويل ريغو، الرئيس التنفيذي لشركة «صافي أورجانيكس»، في ريف كينيا وشهد عن كثب مشكلات خصوبة التربة، وتوفر الأسمدة التي واجهها أصدقاؤه وعائلته، حيث يتم إنتاج معظم الأسمدة في منشآت مركزية ضخمة ذات رأس مال ضخم، ثم يتم شحنها إلى المناطق الريفية، وهو أمر مكلف للغاية. وتأتي هذه الأسمدة باهظة الثمن بحجم واحد، وقد لا تناسب تربة المزارع الفردية واحتياجات محاصيلها، كما يمكن أن تؤدي إلى زيادة حموضة التربة وتدني الإنتاجية.
وأسهمت «صافي أورجانيكس» في خفض التكلفة اللوجستية للأسمدة والحد من التأثير البيئي لإنتاجها بشكل كبير، من خلال التمكن من إنتاج الأسمدة ضمن القرى باستخدام الموارد والعمالة المتاحة محلياً، بدلاً من الاضطرار إلى استيراد الأسمدة من المصانع المركزية الكبيرة.

«أس فور أس» ـ الهند
«أس فور أس تكنولوجيز» هي شركة تنتمي لفئة الشركات الصغيرة والمتوسطة، قامت بتطوير تقنية التجفيف الشمسي لمساعدة النساء في الريف الهندي على الحد من هدر الطعام وزيادة الدخل. وتقوم هذه التقنية التي ليست بحاجة إلى كهرباء، بتحويل خسائر ما بعد الحصاد إلى منتجات ذات قيمة مضافة، مما يساعد المزارعين على زيادة أرباحهم بنسبة تراوح بين 50 و200%.
ويعتبر جهاز التجفيف الشمسي تقنية منخفضة التكلفة وسهلة التركيب، وتعتمد على الطاقة الشمسية لتجفيف المواد الغذائية وبالتالي توفير منتجات غنية بالعناصر المغذية وخالية من المواد الحافظة، كما تسهم في تقليل هدر 22500 طن من المنتجات سنوياً وتفادي انبعاث 300 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون.
وقام الدكتور فايبهاف تيدكي، الرئيس التنفيذي لشركة «أس فور أس تكنولوجيز» الحائز جائزة الأمم المتحدة للقيادة البيئية، باختراع جهاز التجفيف الشمسي الذي نال براءة اختراع عنه. فقد أدرك أنه في بلد مثل الهند، تقدر خسائر ما بعد الحصاد فيها بـ60 مليون طن، و14 مليار دولار سنوياً، ولديها أكثر من 126 مليون مزارع يكسبون أقل من 2.50 دولار في اليوم، فإن حلًا مثل المجفف الشمسي يمكن أن يسهم في تخليص الآلاف من الفقر وتعزيز الأمن الغذائي بشكل كبير في البلاد.
وقام تيدكي بتأسيس «أس فور أس تكنولوجيز» مع زملائه في عام 2008 لحل 3 مشكلات، هي سوء التغذية لدى النساء والأطفال، وهدر الطعام، وانخفاض دخل المزارعين، فضلاً عن المساهمة في الحد من عدم المساواة بين الجنسين، وتعزيز ريادة الأعمال لدى النساء.
إن جهاز التجفيف الشمسي الحاصل على براءة اختراع والحائز جائزة الأمم المتحدة هو جهاز قابل للتعديل ومنخفض التكلفة، ولا يتطلب دفعة مقدمة (يقدمون فترة استرداد مدتها 100 يوم)، وهو فعال للغاية في الحفاظ على العناصر الغذائية. إنه مجفف طعام لا يحتاج إلى طاقة كهربائية ويحد من مستوى الرطوبة في المنتجات الزراعية، بحيث يمكن للمزارعين والنساء الريفيات الحفاظ على منتجاتهم لمدة تصل إلى عام واحد دون استخدام أي مواد كيميائية. ويمكن للنساء اللواتي يستخدمن هذه التكنولوجيا، زيادة دخلهن بمقدار 1000 إلى 1500 دولار سنوياً.
ومن شأن الفوز بالجائزة مساعدة شركة «أس فور أس تكنولوجيز» على توسيع نطاق تأثيرها ليشمل 800 رائدة أعمال و12000 مزارع، كما سيساعد التكريم بهذه الجائزة العالمية على الاستفادة من السوق العالمية وتعزيز سلسلة التوريد الخاصة بها.
طلب عالمي متزايد على الغذاء
وفي ظل مواجهة العالم لمشكلة تغير المناخ، وتدهور الأراضي الزراعية، وتزايد عدد السكان، تعد الحاجة إلى نهج مستدام لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الغذاء أحد أهم تحديات القرن الواحد والعشرين.
ويتطلب تطبيق مثل هذا النهج مجموعة من الابتكارات التي ستمكن البشرية من تقديم حلول فعالة وعملية وقابلة للتطوير، من أجل توفير الغذاء للسكان بالتوازي مع صون الكوكب والمحافظة عليه.
ويسعى الهدف رقم 2 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة إلى القضاء على الجوع وتحسين أنظمة الأغذية والزراعة، وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحسنة، وتعزيز الزراعة المستدامة.
ووفقاً للأمم المتحدة، لا يزال أكثر من 790 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون الجوع ويفتقرون إلى الحصول على الغذاء الكافي.
وفي حين تم إحراز تقدم خلال 15 عاماً الماضية، فإن تحقيق الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بالكامل، يتطلب تمكين المزارعين في جميع أنحاء العالم من اعتماد ممارسات زراعية مستدامة وجعل الغذاء الذي يزرعونه في متناول الجميع.
ولتحقيق ذلك، دعت الأمم المتحدة إلى ضرورة تزويد المزارعين أصحاب الإمكانات المحدودة بفرص متساوية للحصول على الأراضي والتكنولوجيا، وتسهيل عملية إيصال منتجاتهم إلى الأسواق واعتماد أنظمة إنتاج غذاء مستدامة وممارسات زراعية مرنة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"