أمة الذكاء الاصطناعي

00:52 صباحا
قراءة دقيقتين

ستسهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي بحلول 2030 في الاقتصاد العالمي بما يصل إلى 15.7 تريليون دولار، أي بما يزيد على الناتج الحالي للصين والهند مجتمعتين، وذلك حسب دراسة عالمية أجرتها شركة بي دبليو سي، والتي توقعت نمو إجمالي الناتج المحلي لمختلف اقتصادات دول العالم بنسبة تصل إلى 26%، فما هي فرص الإمارات في هذا التحول الكبير، وكيف ستواجه تحديات المستقبل؟
لقد أدركت الإمارات العربية المتحدة قيمة التحول الرقمي في المؤسسات والمجتمع، وقد أطلقت استراتيجية وطنية، وعينت أول وزير للذكاء الاصطناعي، هادفة من خلال الكثير من المشاريع والممارسات المؤسسية، إلى تعزيز أداء الحكومة وكفاءتها باعتماد هذه التقنيات. كما أن فوائد الاستثمار في هذه المساحة عظيمة، تتمثل في خلق قدرة للتعامل مع كثير من التحديات الاقتصادية، والاجتماعية والبيئية والسياسية في الحاضر والمستقبل.
في كتاب «الأمة الرقمية» لمؤلفيه الدكتور سعيد الظاهري ورانجيت راجان، هناك تغطية شاملة لوجهات نظر متعددة وتحليل لرحلة دولة الإمارات العربية المتحدة في العالم الرقمي، والتي بدأت من مشاريع تطوير المدن الذكية، التحول الرقمي في القطاع العام، وإرساء أسس مبادرات الحكومة الرقمية في مطلع الألفية، وقد كشفت هذه الرحلة الستار عن أهم القدرات التي سيتعين علينا تطويرها مثل: انترنت الأشياء و تقنية البلوك تشين. وسلط الكتاب الضوء على تجارب طموحة لحكومة دبي الرقمية التي أطلقت سلسلة من المبادرات مثل استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية ومبادرة بيانات دبي.
تبرز هنا قضايا التشريعات والقوانين المنظمة للعملية، وقد عملت إمارة دبي على مشروع قانون دبي للبيانات الذي يتضمن مجموعة من القواعد والضوابط والنماذج والآليات المنظمة لعملية نشر وتبادل البيانات. كما أن البيئة التنظيمية للشركات العاملة في الدولة شهدت تحسناً كبيراً، وبحسب تقرير البنك الدولي لعام 2019، تأتي الإمارات في صدارة الدول في منطقة الشرق الأوسط ضمن مؤشر الحكومة الإلكترونية، هذا السباق الذي انطلقت فيه الإمارات منذ عشر سنوات لتتصدر قوائمه المختلفة إقليمياً وعالمياً شاهد على رسالة القيادة «نريد الأفضل في العالم لشعبنا وللمقيمين كافة على أرض دولة الإمارات»
بالنسبة لنا، المستقبل هو مساحة اللا مستحيل، وهو عالم تتسع فيه رقعة استخدام «إنترنت الأشياء» والروبوتات وتعلم الآلة، والبيانات الضخمة والسيارات ذاتية القيادة، وسيواجه فيه الإنسان تحديات كثيرة تتعلق بالتغير المناخي، ارتفاع البطالة وشيخوخة السكان، فكيف يمكن تحويل عوامل التكنولوجيا المزعزعة إلى ممكنة؟ الإجابة تكمن في الإعداد الجيد لأجيال المستقبل، والتصميم الطموح للاستراتيجيات الاستباقية الداعمة لوجودنا الإنساني «فنحن سنحتاج لممكنات وأسس وبيئة نمو لابد من التفكير فيها من هذه اللحظة»

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"