إليزابيث هولمز والاحتيال

21:46 مساء
قراءة دقيقتين

كانت أصغر «مليارديرة عصامية» في العالم، حسبما أطلقت عليها مجلة «فوربس» الشهيرة للمال والأعمال، و«خليفة ستيف جوبز»، كما وصفتها مجلة أعمال أخرى وضعت صورتها على غلافها.

كانت إليزابيث هولمز تتربع على عرش المجد في عام 2014 وهي في الثلاثين من عمرها. لقد تركت جامعة ستانفورد، وأسست شركة تبلغ قيمتها 9 مليارات دولار لإحداث ثورة في تشخيص الأمراض.

ومن خلال بضع قطرات من الدم، وعدت شركة «ثيرانوس» بأن اختبارها المسمى «إيديسون» يمكنه أن يكتشف أمراضاً مثل السرطان والسكري بسرعة من دون المعاناة من وخزات الإبر الكثيرة، وقد استثمر في شركتها كبار الشخصيات مثل وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر، وقطب الإعلام الشهير روبرت مردوخ.

ولكن بحلول عام 2015، بدأت الأشياء تتداعى، وفي غضون عام، اتّهمت هولمز بالاحتيال؛ إذ لم تنجح التكنولوجيا التي روجت لها على الإطلاق، وبحلول عام 2018، انهارت الشركة التي أسستها.

والآن أُدينت هولمز بالاحتيال على المستثمرين بعد محاكمة تاريخية استمرت أشهراً في ولاية كاليفورنيا. وقال ممثلو الادعاء إن هولمز كذبت عمداً بشأن التكنولوجيا التي قالت إنها يمكن أن تكتشف الأمراض ببضع قطرات من الدم. وكان محامو هولمز قد كشفوا قبل فترة من بدء المحاكمة، أنهم سيتقدمون للمحكمة بمرافعة تفيد بأن عشيقها السابق وشريكها التجاري، راميش صني بالواني، أساء إليها تزامناً مع ارتكاب الجرائم المزعومة، مما أضر بحالتها العقلية وأثر فيها نفسياً.

ووجد المحلفون أن هولمز مذنبة في أربع تهم، بما في ذلك التآمر لارتكاب الاحتيال ضد المستثمرين، وثلاث تهم بالاحتيال الإلكتروني، وهو جريمة فيدرالية واسعة النطاق نسبياً في الولايات المتحدة، والتي تتضمن استخدام الاتصالات الإلكترونية، مثل رسائل البريد الإلكتروني، للإدلاء ببيانات كاذبة للحصول على شيء من شخص آخر، عادة ما يكون المال.

ونفت هولمز التهم الموجهة إليها والتي تصل العقوبة القصوى لكل واحدة منها إلى السجن 20 عاماً.

ولم يتم احتجاز هولمز ولم يتم تأكيد موعد النطق بالحكم، ومن المقرر عقد جلسة استماع أخرى الأسبوع المقبل. وواجهت شركة «ثيرانوس» 11 تهمة في المجموع، ووجدت المحكمة أنها غير مذنبة في أربع تهم منها تتعلق بالاحتيال أيضاً.

ومن خلال استدعاء نحو 30 شاهداً، سعى الادعاء إلى إثبات أن هولمز كانت تعلم أن المنتج الذي كانت تبيعه للمستثمرين كان خدعة، لكنها ظلت مصممة على نجاح الشركة.

وشهد خلال المحاكمة، العديد من مديري المختبرات الذين قالوا إنهم أخبروا هولمز بالعيوب في تقنية «ثيرانوس»، ولكن تم التقليل من شأن مخاوفهم ولم يؤخذ بها. وقالوا في الوقت نفسه، إن هولمز أخبرت المستثمرين بأن التكنولوجيا كانت تعمل كما هو مخطط له.

وعلى الرغم من تناول كتاب لقصة هولمز، وإنتاج شركة شبكة «أتش بي أو» الأمريكية برنامجاً وثائقياً عنها، فضلاً عن التحضير لمسلسل تلفزيوني وفيلم سينمائي، لا يزال سبب خوض هولمز مثل هذه المغامرة ورهانها على تكنولوجيا تعلم أنها غير مجدية، أمراً مبهماً.

وتراكمت الدعاوى القضائية، وقطع الشركاء العلاقات مع «ثيرانوس»، ومُنعت هولمز في عام 2016 من تشغيل خدمة فحص الدم لمدة عامين، وفي عام 2018 حُلت الشركة.

* سي إن بي سي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"