عادي

ابتكارات قياس المعطيات الصحية للجسم نجم معرض لاس فيجاس للإلكترونيات

22:45 مساء
قراءة 3 دقائق

يزخر معرض لاس فيجاس للإلكترونيات «كونسيومر إلكترونيك شو» بأجهزة متصلة بالإنترنت تقيس المعطيات الصحية للجسم وتوفر تحليلات بيومترية، لكنّ بعض الخبراء يبدون قلقهم من مساوئ تعميم مفهوم الصحة الشخصية، أبرزها التوتر أو الإدمان.

ويلمع خاتم «سيركولر رينغ» تحت القبة الزجاجية كالجوهرة الثمينة، لكنّ هذا المظهر البرّاق يخبئ في طياته مستشعرات دقيقة مخفية قادرة على قياس أكثر من 140 معياراً فيزيائياً في الجسم، بدءاً من معدلات التنفّس إلى درجة حرارة الجسم.

وخلال هذا الأسبوع، يقدّم عدد كبير من الشركات الناشئة المشارِكة في معرض لاس فيجاس تحليلات بيومترية دقيقة تُقاس بأجهزة سهلة الاستخدام.

ويقول مؤسس الشركة الناشئة الفرنسية «سيركولار» أموري كوسمان «نريد جعل مفهوم الصحة الشخصية متاحاً للجميع».

ويتقاسم هذا الهدف عدد كبير من المشاركين في المعرض، في وقت عزّزت جائحة كوفيد-19 فكرة التطبيب مِن بُعد وممارسة الرياضة في المنازل. لكنّ بعض الخبراء يعبّرون عن قلقهم في شأن الوجه الآخر لهذه الاتجاهات والمتمثّل بمخاطر التوتّر.

ويوضح كوسمان أنّ خاتم «سيركولر رينغ» «يتتبّع خلال النهار معدّل نشاط الفرد. ويظهر مجموع الطاقة المستهلكة بالاعتماد على معدل ضربات القلب، ونسبة الأوكسيجين في الدم، وتغيرات درجة حرارة الجسم وغيرها من المعطيات».

ويضيف «تستمر العملية هذه خلال الليل، إذ يقيس الخاتم مراحل النوم، والوقت الذي يستغرقه الشخص ليغفو، وما إذا كان وضعه يتطابق مع نظامه اليومي، إلى ما هنالك. وفي الصباح يحدث اهتزازات لإيقاظك في الوقت المناسب».

ويشرح كوسمان هذه المعلومات قبل شهرين من طرح الخاتم الذي سيباع بأقل من 340 دولاراً.

ويؤكّد أنّ الأمر لن يقتصر على تزويد المستخدم معطيات غير واضحة، بل سيتولى تطبيق هاتفي متّصل بالخاتم ترجمة هذه المعطيات إلى توصيات خاصة بكل شخص.

وداعاً للإبر

ولا شك في أن الطلب على أجهزة من هذا النوع مرتفع، إذ إن عشرات الملايين من الأشخاص يضعون أجسامهم حالياً تحت المراقبة الجزئية أو المستمرة.

ويتوقع أن تبلغ نفقات قطاع الأجهزة الصحية والرياضية القابلة للارتداء أكثر من 14 مليار دولار في العام 2022، بحسب الجهة المنظّمة لمعرض «كونسيومر إلكترونيك شو».

ويمثّل هذا الرقم أكثر من ضعف الإنفاق عام 2018. ويعود هذا النّمو إلى الساعات الذكية الرياضية مثل ساعات «أبل» و«سامسونغ» (مع مردود أكثر من 7 مليارات دولار متوقع لهذا العام)، وإلى المعدّات الرياضية المتصلة بالإنترنت التي ازدهرت أثناء الوباء، وكذلك أجهزة التتبع الشخصية.

وفي الجانب الصحي، ترغب الشركات في جعل الأدوات التي كانت طويلاً مخصصة للمؤسسات الطبّية في متناول أكبر عدد ممكن من الأشخاص، فضلاً عن رغبتها في تسهيل الاستشارات مِن بُعد.

وتستعين كل من الشركتين السويسرية «بيوسبيكتال» والفرنسية «كانتيك» على سبيل المثال، بكاميرا الهواتف الذكية، إذ تقترح «بيوسبيكتال» قياس ضغط الدم من طريق وضع إصبع الشخص على العدسة، وذلك بهدف محاربة ارتفاع ضغط الدم على نطاق واسع.

وتطوّر «كانتيك» من جهتها خوارزميات مهمّتها احتساب معدلات ضربات القلب ومعدل التنفس وضغط الدم من خلال صورة «سيلفي».

إلى ذلك، صمّمت شركة «كوانتوم أوبيريشن» اليابانية الناشئة نموذجاً أوّلياً لسوار يقيس باستمرار مستوى السكّر في الدم. ولن يحتاج مرضى السكري بالتالي إلى الإبر.

ويمكن للأجهزة هذه أن تقدّم حلولاً لمشاكل صحّية واقعية، لكن يخشى البعض من تخطّي هذه الأهداف إلى ممارسات تتعلّق ب«القياس الكمّي للذات» المتمثّل في قياس المؤشرات الصحية كلّها لأهداف صحّية أو للرفاهية فقط.

«تبعيات»

وعرضت شركة «أوليف هيلث كير» الكورية الجنوبية أحدث أجهزة مسح ضوئية محمولة تعمل بالأشعة تحت الحمراء. ويحلّل جهاز «بيلو» دهون البطن (ويقدّم نصائح للتخلّص منها)، بينما يقيس «فيتو» الكتلة العضلية في الجسم (وطرق زيادتها).

ويقول العالم الألماني المتخصص في «الذات الرقمية» نيلز إيك زيمرمان «علينا أن نسأل أنفسنا كمجتمع ما إذا كانت هذه الأدوات تحلّ المشاكل أم تؤدي إلى تبعيات جديدة».

ويضيف: «نبتكر شكلاً رقمياً لأنفسنا لا يتوافق بالضرورة مع الواقع».

ويمكن أن تكون هذه الصورة إيجابية أو سلبية أيضاً، وأحياناً مرهقة إذا سمع المستخدم باستمرار أنّه لا يتحرك بشكل كافٍ.

ويقول مدير مبيعات «ويثينغز» في الولايات المتحدة بول بوكلاي «لا أعتقد أنّ المعلومات التي توفّرها هذه الأجهزة كثيرة للغاية. نحن قادرون على التعامل معها».

ويشير إلى «بادي سكان»، وهو ميزان مقاييس تعرضه الشركة الفرنسية في لاس فيجاس، يحوّل الوزن الصباحي للشخص إلى روتين واقعي صحي استباقي، إذ يجري مقبضه القابل للسحب مع الأقطاب الكهربائية مخططاً كهربائياً للقلب ويحلّل المعطيات الصحيّة لكل جزء من أجزاء الجسم بالتفصيل.

ويشير بوكلاي إلى أنّ «الأطباء لا يخبرون بالضرورة مرضاهم كل شيء»، مضيفاً «ستستطيع حالياً إجراء تغييرات يومية لأنك ستكون على دراية أفضل بما يحدث في جسمك».

(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"