كتب: محمد ياسين
لم يتوقع شاب خليجي في العقد الثالث من العمر أن يفتضح أمره إثر تعرض مركبته لحادث صدم عمود إنارة في أحد شوارع دبي العامرة؛ فأثناء قيادة الشاب مركبته الرياضية بعد سهرة تعاطى خلالها مخدرات مع أصدقاء السوء لم يتمكن من السيطرة على مركبته، وانحرف عن الطريق، وصدمها على جانب الطريق.
اعتقد الشاب أن ينتهي الحادث بتقرير من الشرطة، وإصلاح المركبة عبر شركة التأمين إلا أن يقظة الشرطة قادت الشاب إلى المختبر الجنائي الذي أثبت وجود مخدر في دمه بنسبة كبيرة كانت السبب الرئيسي في الحادث الذي أدى إلى إتلاف عمود إنارة، فضلاً عن تحطم مركبته.
وقف الشاب يتلعثم خلال تحقيق الشرطة، وينكر ما وصلت إليه نتائج التحليل الخاص به، ويحاول أن يخفي ما فضحه التقرير وبعد استجوابه، أقر بتعاطيه لأنواع متنوعة من المخدرات في سهرة مع الأصدقاء، دأب أحدهم على تنظيمها في منزله الخاص.
فرق التحريات واصلت البحث عن جميع من وردت أسماؤهم في التحقيق حتى تمكنت من القبض على شاب آخر وفتاة، وثبت من تقرير المعمل الجنائي تعاطيهما للمخدرات في منزل المدان الثاني الذي أقر بأنه حصل على المخدرات من خلال مروج آسيوي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.a
أفاد شرطي في تحقيقات النيابة بأنه اشترك مع فريق من إدارة مكافحة المخدرات في تتبع أثر المروج حتى وصلت إلى المدان الأول رسالة عبر تطبيق الواتس أب تفيد بأن طلبهم متاح بإحداثيات مرسلة، وأنه ينتظر تحويل قيمة الطلبية.
تتبع الشرطي المحادثة، وتبين أن المروج في إحدى الدول الآسيوية، فقرر متابعة موقع الشحنة؛ حيث اكتشف وجود المواد المخدرة بموقع الإحداثيات، فتمت مصادرتها وتحويلها إلى المعمل الجنائي الذي أكد أنها مواد مخدرة ضمن جدول المخدرات المدرجة بالقانون الاتحادي.
حوَّلت الشرطة القضية إلى النيابة التي وجهت تهم تعاطي وحيازة مواد مخدرة للمتهمين، إضافة إلى تهمة القيادة تحت تأثير المخدر، والتسبب في إتلاف المال العام، وتعريض حياة أفراد المجتمع للخطر للمدان الأول في القضية.
ونظرت المحكمة القضية ووقف المدان الأول ينكر أمامها الاتهامات الموجهة له، وألقى باللوم على أصدقائه الذين أدينوا بتعاطي المخدرات، فأدانتهم المحكمة وقضت بسجنهم وتغريمهم جميعاً، وتمكنت الشرطة من تحديد هوية عدد آخر من المدمنين أصدقاء المُدان الأول.
وخلال محاكمة المتهمين من أصدقاء المدان الأول أقروا جميعاً بتعرفهم إلى تلك الطريقة في الحصول على المواد المخدرة عن طريق رسالة نصية وصلتهم على هواتفهم، وتمكنت عصابات الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي من الوصول إلى ضحاياهم من خلالها؛ حيث سهلت وصول المواد المخدرة إليهم عبر إحداثيات لموقع المخدرات وتحويل قيمتها بواسطة الصرافة لموطنهم.
