الحرص والوقاية

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

يُسجل للإمارات وبشهادة عالمية حسن تعاملها مع جائحة «كورونا»، وهو ما يضاف إلى سجلّها المكتنز بالنجاحات والتميّز،  ففضلاً عن الإجراءات الوقائية المهمّة من تأجيل بعض الفعاليات التي يمكن أن تكون فيها تجمّعات كبيرة، وتفعيل العمل في كثير من المؤسسات والتعليم «عن بُعد» في المدارس، حرصاً على سلامة أبنائنا، وحملة التطعيم المستمرّة التي قاربت على نحو 23 مليون جرعة، أعطت نتائج إيجابية جداً، بالالتزام بتلك الإجراءات .
وهذا أدّى بلا شك إلى الانفتاح على الفعاليات، وإقامة كثير من النشاطات الجماعية، مع الامتثال لتعليمات الجهات الحكومية المعنية، باشتراطات الوقاية والحماية.. ومنها مهرجانات التسوّق والمعارض المتنوّعة، وعلى رأسها «إكسبو 2020 دبي» الذي بلغ عدد زوّاره حتى يوم أمس الأربعاء، منذ انطلاقه قبل ثلاثة أشهر، نحو تسعة ملايين، 30 في المئة منهم من خارج الدولة، وهذه الأرقام  تدلّ على رغبة لدى الناس بممارسة حياتهم الطبيعية..
لكن مع كل هذه الإيجابيات.. ومع تحوّر الفيروس، بدأت الارتفاعات تتزايد في أعداد الإصابات التي كانت قبل نحو شهر لا تتجاوز المئة، لتصل يوم أمس إلى أكثر من 2700 حالة.. وهي بسبب أن المتحور الجديد أسرع انتشاراً، لكنه بحسب العلماء أقل خطورة، إلا أنه ورغم ما قد يبثّه هذا الارتفاع من قلق وخوف وإرباك في نفوس الجميع.. فإن القيادة الرشيدة لا تنفكّ عن بثّ الطمأنينة في النفوس،  برسائل مبشّرة بأن الأمور تحت السيطرة، لكن مع ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، والحصول على الجرعات التي حصل الجميع (بنسبة 100%) على أولاها.. و92% على الثانية.
المطلوب الآن بحسب إرشادات الجهات المعنية أخذ الجرعات الداعمة ، لاسيما للمسنّين وأصحاب الأمراض المزمنة، لأن دورها فعَّال في مواجهة المتحورات ، وكذلك إجراء الفحوص الدورية الخاصة بالفيروس المعروفة ب (PCR)، لأنها وسيلة رئيسية من وسائل الكشف المبكر عن الإصابات، وتتبّع الحالات المخالطة ، وبخاصة إجراؤها، عند الزيارات الأسرية التي تضمّ عدداً قد يتجاوز العشرة، وكذلك مجالس المسنّين وأصحاب الأمراض المزمنة، وضرورة تجنّب المصافحة والعناق، وغسل الأيدي بعد ملامسة أي محيط خارجي.. وهذه أمور يجب أن نعتاد عليها حتى بعد انتهاء الوباء، فالتلامس والعناق ليسا ضروريين، لأن المحبة والمودّة هما ما يرسخ في الأنفس والقلوب. 
الإمارات قدمت نموذجاً فريداً في أسلوب التعامل المرن والمدروس لإدارة الأزمة الصحية العالمية.. فلنبقَ على هذا التميّز بالتزامنا وبُعد نظرنا.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"