إعداد: مصطفى الزعبي
أحرز العلم تقدماً مثيراً للإعجاب منذُ ستينات القرن الماضي، وواجه العديد من الأمراض والأوبئة الفتاكة، وما زال يبحث عن المواجهة الفعالة لبعض الأمراض وتطوراتها. وفي ما يلي نظرة على أهم التطورات في الطب حسب العقد الزمني.
الحصبة مرض فيروسي حاد ومعد يصيب الأطفال، ويسبب لهم بعض المضاعفات التي تكون خطيرة في بعض الأحيان، ويعتبر من أكثر الأمراض انتشاراً في سن الطفولة بصفه خاصة، ولكنه قد يصيب الكبار أيضاً. وقبل ترخيص لقاح الحصبة في عام 1963، كان يموت ما يقدر بنحو 400 إلى 500 شخص بسبب المرض كل عام، ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يُنظر إلى المرض على أنه قد تم القضاء عليه من العالم.
في 25 يوليو/تموز 1978 ولدت الطفلة لويس براون، وهي أول طفلة أنابيب في العالم. وقد أمكن بهذه الطريقة التغلب على بعض العوائق التي تمنع حدوث الحمل عند المرأة مثل انسداد قناة فالوب ويتم اللجوء إلى طفل أنبوب الاختبار في الحالات التي يتعذر فيها التلقيح الطبيعي للبويضة داخل الرحم بسبب ضعف النطاف أو مشاكل في الرحم.
وإن ما يجري في عملية طفل الأنبوب هو أن عملية الإخصاب تحدث خارج جسم المرأة، حيث يتم تنشيط أو تجهيز المبيضين للزوجة بأدوية مساعدة لإنتاج عدد أكبر من البويضات، ثم يتم سحب هذه البويضات جراحياً في وقت محدد تكون فيه كاملة النضج لتُخَصَّب في المختبر، وكرر باحثون أمريكيون هذا الإنجاز في عام 1981. وفي عام 2013، مركز التخصيب في مختبر (IVF) سجل أكثر من 1.5٪ من الأطفال الذين ولدوا في الولايات المتحدة وحدها، أو ما مجموعه 63286 حالة ولادة، وفقاً ل جمعية تكنولوجيا التناسل المساعدة.
الثمانينات.. أول قلب اصطناعي
تلقى بارني كلارك أول قلب اصطناعي في 2 ديسمبر/كانون الأول 1982 وعاش لمدة 112 يوماً بعد ذلك. وعلى مدى السنوات العشر التي تلت الاختراع، زُرع 236 قلباً صناعياً. واليوم، يتم استخدامها بشكل أساسي كوسيلة لكسب المزيد من الوقت أثناء انتظار المريض لزراعة قلب من متبرع.
وكان قد جرب الجهاز في أول الأمر على الحيوانات عام 1957، لتحديد المشكلات التي يمكن أن تنجم عنه. وقد جرب أول قلب صناعي على الإنسان عام 1969، حيث استخدم فريق من الجراحين برئاسة ونتون كولي الذي كان يعمل في معهد تكساس للقلب بالولايات المتحدة، الجهاز لتدعيم دوران الدم مؤقتاً لدى أحد المرضى حتى يتوافر قلب طبيعي لزراعته. واستطاع القلب الصناعي أن يبقي المريض حياً لأكثر من 60 ساعة وفي عام 1982، استطاع فريق جراحين بقيادة وليم ديفرايز من جامعة يوتا أن يزرع قلباً صناعياً، كأول قلب بديل دائم للقلب البشري. وكان الجهاز الذي استعمل، وهو جهاز جارفيك7، قد صممه الطبيب الأمريكي روبرت جارفيك، وكان يعمل بالقدرة الهوائية. ومنذ ذلك الحين تسلم عدد من المرضى جهاز جارفيك-7 بمثابة قلوب مؤقتة أو دائمة.
التسعينات.. الليزر الطبي
يستخدم الليزر اليوم في كل شيء، من استعمالاته القضاء على الأنسجة السرطانية المحتملة، وتتمثل إحدى فوائده العديدة في أنه يكوي الأنسجة على الفور بحيث يكون هناك قدر ضئيل من النزيف أو في بعض الأحيان، لا شيء، وهو نوع من الليزر ينتج أشعة فوق البنفسجية ويستخدم عادة في جراحة العيون. تمت الموافقة على أول ليزر إكسيمر من قبل إدارة الغذاء والدواء في عام 1995.
2000.. أول خرائط الجينوم
الجينوم البشري هو كامل المادة الوراثية المكونة من الحمض الريبي النووي منزوع الأكسجين والذي يعرف اختصاراً «DNA» ويحتوي الجينوم البشري على 20 إلى 25 ألف جين مرتبطة على هيئة ثلاثة وعشرين زوجاً من الكروموسومات (أو الصبغيات) في نواة الخلية واكتمل مشروع الجينوم البشري بنجاح في 14 إبريل/نيسان 2003 ووضعت جميع صفحات الدليل اللازمة لجسم الإنسان بينما لا يزال الباحثون يعملون على كيفية فهم كل شيء، وما زالت الأدوية والعلاجات الجديدة القائمة على المشروع على بعد بضع سنوات، فإن رسم خرائط الجينوم يحمل الكثير من الأمل لمستقبل الطب الوقائي الشخصي. وتوفر الخرائط الفرصة للباحثين للتنبؤ بأنماط الوراثة لصفات محددة، والتي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى فهم أفضل للصفات المرتبطة بالأمراض.
2009.. إنفلونزا الخنازير
ظهر فيروس إنفلونزا الخنازير في فبراير/شباط عام 1976، حين أصيب عدة جنود في قاعدة فورت ديكس العسكرية بالمرض، وفي هذا العام، أصدر الرئيس الأمريكي جيرالد فورد تعليمات ببدء حملة تطعيم جماعي لجميع سكان الولايات الأمريكية، ولقي اللقاح تشجيع الآخرين، بعد أن أصبح الوباء يمثل خطراً وشيكاً لكن اللقاح فشل في تحقيق إيقاف المرض، قبل أن يتوفر نوعان من اللقاحات بعد اجتياز جميع اختبارات الترخيص، عام 2009 وهما يستعملان اليوم في التطعيم ضد إنفلونزا الخنازير: «بانديمريكس» (Pandemrix) وفوستريا (Focetria). وهذان اللقاحان معترف بهما من قبل وكالة الأدوية الأوروبية.
2010: إعادة البصر للمكفوفين
أصبح تيري بايلاند في عام 2015، أول شخص في العالم يمتلك طرفين اصطناعيين للشبكية في كلا العينين، وتمكن من استعادة قدرته على البصر.
وكان الطرفان الاصطناعيان أول جهاز تمت الموافقة عليه من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لإعادة البصر للمكفوفين، وهو ما منح المكفوفين القدرة على إدراك الصور والحركة. حصل مارك همايون، بروفيسور في الطب ومخترع مشارك للجهاز، من كلية كيك للطب في جامعة جنوب كالفورنيا وكلية يو إس سي فيتربي للهندسة، على الميدالية الوطنية للتكنولوجيا والابتكار من الرئيس باراك أوباما لمساهماته الرائدة.
لقاح إيبولا 2019: لقاحات إيبولا هي لقاحات معتمدة ومنها قيد التطوير للوقاية من إيبولا، واعتُمد أول لقاح في الولايات المتحدة (هو rVSV-ZEBOV) في ديسمبر 2019. واستُخدم على نطاق واسع أثناء تفشي إيبولا، وأظهر العديد من اللقاحات التي تم تطويرها فعالية في وقاية الرئيسيات غير البشرية (قرود المكاك) من العدوى المميتة.
2021.. لقاح «كوفيد-19»
تمكن العلماء من تطوير لقاحات فعالة وآمنة لوباء «كوفيد-19» في فترة زمنية قصيرة بسبب مجموعة من العوامل التي سمحت لهم بتوسيع نطاق البحث والإنتاج دون المساس بالسلامة مثل (لقاحات mRNA) التي استغرق صنعها سنوات، والتكنولوجيا المتقدمة، حيث فتك وباء «كورونا» بأعداد كبيرة من سكان العالم.
