عادي

«صحراء المماليك».. شاهد على تطور فنون العمارة المصرية

23:18 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة: «الخليج»

تعد منطقة «صحراء المماليك» من أغنى المناطق المصرية بالآثار الإسلامية، نظراً لوجود عدد كبير من المساجد و«الخانقاوات» والأسبلة بها، والتي يرجع تاريخ إنشائها إلى العصر المملوكي، والذي اشتهر بجماليات معمارية خاصة، من خلال مجموعة من الملوك والسلاطين البناءين أمثال محمد بن قلاوون وقايتباي وقنصوة الغوري والأشرف برسباي وغيرهم.

ومن أشهر المجموعات الأثرية الموجودة بالمنطقة «مجموعة السلطان فرج بن برقوق» وهي من أكبر المجموعات المعمارية؛ حيث تجمع ما بين مسجد لإقامة الشعائر الدينية وخانقاه لإقامة الصوفية، ومدرسة لتلقي علوم الدين وحفظ القرآن ومدافن للسلطان الظاهر برقوق وأفراد أسرته، إضافة إلى سبيلين لشرب الماء.

وتشتهر المجموعة بمآذنها المملوكية؛ حيث دقة الصنع وجمال النسب المعمارية، وكثرة الزخارف الهندسية، وتخطيط المدرسة والمسجد. والخانقاه يتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة الذي يتكون من ثلاثة أروقة، وتغطي الإيوانات قبة محمولة على مثلثات كروية، والقبة مزخرفة من الداخل بزخارف هندسية ونباتية.

كما توجد بالمنطقة «قبة قرقماس» والتي أنشأها الأمير قرقماس أحد أمراء المماليك الذين كانوا يعملون لدى الأشرف قايتباي، والقبة عبارة عن مبنى مربع مبنية من الحجر المنحوت تعلوها قبة مرتفعة خالية من الزخارف، وفي الأركان توجد المقرنصات.

أما خانقاه الأشرف برسباي فقد بنيت عام 1432ميلادية، وتضم مجموعة أثرية عبارة عن خانقاه للصوفية وفناء كبير وقبة كاملة لأخيه الأمير يشبك ومصلى لإقامة الشعائر، في الجهة الشمالية، وقبة المصلى ذات قاعدة مربعة تعلوها صفوف المقرنصات ثم القبة وهي مزخرفة من الخارج بنقوش هندسية دقيقة، وواجهة المجموعة بها ألواح رخامية دُون عليها بيان بالأعيان الموقوفة على التربة التي أنشأها لأخيه في فناء المسجد.

ويوجد المصلى في الجهة الشمالية ويتكون من إيوانين أو سقف المصلى المحمول على صفين من العقود يشمل كل صف ثلاثة عقود محمولة على عمودين من الرخام الدقيق، وبها ترابيع محاطة بوزارات ملونة وبالمصلى محراب حجري ليست فيه زخارف.

وتضم المنطقة كذلك «ربع قايتباي» والذي أسسه السلطان قايتباي عام 877 هجرية - 1472 م وكان مخصصاً للصرف على المنشآت الدينية، ويتبقى من هذا الربع – حالياً - واجهة منحوتة من الحجر وبها مجموعة من النوافذ، أما مدرسة قايتباي فهي من أجمل المجموعات المعمارية الإسلامية على الإطلاق.

وتتكون من مدرسة ومسجد وسبيل وكتّاب وضريح ومئذنة، وتخطيط المدرسة عبارة عن صحن مربع يعلوه «شخشيخة» تحيط به أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة الذي يطل على الصحن بواسطة عقد مدبب على هيئة «حدوة الفرس» وعلى جانبي الصحن إيوانان صغيران، والمدخل الرئيسي للمدرسة يقع بالجانب الشمالي الشرقي وعلى يمينه تقع المئذنة، وعلى يساره يقع السبيل والكتاب، وقد ألحق السلطان قايتباي قبة في الجهة الجنوبية لتعلو مدفنه.

وتتميز المجموعة بزخارفها الرائعة، وأسقفها الخشبية المحلاة بزخارف مذهبة، كما أن نوافذها محشوة بالجص والزجاج الملون، أما الأرضيات فمطلية بالرخام الملون، إضافة إلى النقوش التي تملأ الجدران، وهي عبارة عن آيات قرآنية.

وتوجد بالمنطقة «تكية أحمد أبو يوسف» والتي بنيت في القرن التاسع الهجري، في عصر المماليك الجراكسة، ويوجد بالتكية في الركن الشمالي السبيل الخاص بها، ويُصعد إلى بابه عن طريق سلم يوجد في مدخل التكية.

أما قبة جاني بك الأشرفي، والتي أنشأها الأمير جاني الأشرفي أحد مماليك السلطان الأشرف برسباي، فتتميز بزخارفها الهندسية على هيئة أطباق نجمية، والقبة من الداخل بها محراب حجري، ويقع باب القبة في الجهة الشمالية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"