كلما سمعنا وقرأنا عن إنجازات أحد العباقرة العرب في أي بلد في العالم غير بلده وأمته، نشعر بحسرة وبغيرة وبأسف على خسارتنا لإنسان لم يجد لنفسه مكاناً يليق به في أرضه فاحتضنه الغرب واستفاد منه خير استفادة.
في الغرب متميزون تلمع أسماؤهم في مختلف المجالات العلمية والتخصصات، يبتكرون ويطورون ويبلغ صيتهم أبعد مدى، بينما نحن نتأملهم ولا نملك سوى الإحساس بالفخر لمجرد أن يتم ذكر نسبهم وأصولهم العائدة إلى أي بلد عربي؛ وفي المقابل نتأمل العقول التي تهاجر والشباب الذين يتجهون غرباً سعياً خلف فرص ذهبية لتحقيق أحلامهم وتلبية طموحاتهم.
الفرص الذهبية لا تأتي من الغرب فقط، فأرض الإمارات تزهر مبادرات تلو المبادرات، تبحث عن النوابغ والمبتكرين والمتميزين لتقدم لهم هذه الفرصة الذهبية، وتقدم لنا كعرب فرصة ذهبية باستعادة أبنائنا وفتح المجال لاستقطاب كل النوابغ العرب، وتأتي مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «نوابغ العرب» لتضيف إلى مبادرات الإمارات الكريمة التي تسعى من خلالها إلى دعم الشباب والمتميزين والمثقفين والعلماء، والتأكيد على أن الإنسان ما زال وسيبقى في صدارة اهتماماتها وأولوياتها.
هدف المبادرة هو الإشراف على النوابغ المتميزين من أصحاب المواهب «الاستثنائية» من العلماء والمفكرين والمخترعين والمبتكرين المتميزين والمبدعين العرب في مختلف المجالات. مبادرة تعنينا جميعاً كعرب وليست محصورة بهؤلاء النوابغ وذويهم، لأنها تعتبر خطوة إيجابية باتجاه استعادة العرب دورهم الريادي في العلوم والابتكارات، الذي تراجع كثيراً حتى كاد يختفي وقد سلبه منهم الغرب وحمل الراية وتقدم أشواطاً وصار قبلة نوابغنا وعلمائنا.
للمبادرة أثر إيجابي على المنطقة، فرعاية النوابغ وتطوير أفكارهم سيتمان بالتعاون مع أفضل الشركاء العالميين، ومن خلالها سيتم اختيار أهم ١٠٠٠ نابغة عربي، خلال ٥ سنوات، في مجالات رئيسية تشمل الفيزياء والرياضيات، والبرمجيات وعلوم البيانات، والاقتصاد، والجامعات والأبحاث العلمية وغيرها، ودعمهم علمياً وبحثياً، وتخصيص ١٠٠ مليون درهم وتشكيل لجنة من أربعة وزراء لوضع منظومة متكاملة للإشراف على «النوابغ العرب»، والتي سيكون مركزها متحف المستقبل.
منذ سنوات والإمارات تحقق إنجازات عظيمة وتبهر العالم مع كل إنجاز، حتى أصبحت الحلم بالنسبة للشباب العرب وترسم باستمرار صورة عن المستقبل المشرق لكل الأجيال القادمة.
النوابغ العرب مبادرة تزرع الأمل في كل بلد عربي بل في كل إنسان عربي، علنا نستعيد تاريخاً مجيداً سُرق منا أو ربما لم نعرف كيفية الحفاظ عليه وحمايته ورعايته كما يجب.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
