عادي
9 الجاري يوم الانتصار على سطوة «فيفا» وتسلط أندية أوروبا(2-4)

كأس إفريقيا في موعدها رغم أنف المعترضين

23:38 مساء
قراءة 4 دقائق
صراع على الكرة في مباراة الجزائر والسنغال بنهائي نسخة 2019
صراع على الكرة في مباراة الجزائر والسنغال بنهائي نسخة 2019
رئيسا «فيفا» و«كاف».. تحالف مصالح
رئيسا «فيفا» و«كاف».. تحالف مصالح
3
2

إعداد: أحمد عزت

لا شك في أن بطولة كأس الأمم الإفريقية 2022 التي ستنطلق 9 يناير الحالي، استثنائية للغاية ولأسباب عدة، فقد واجهت «الكان» العديد من المشاكل، بداية من تفشي فيروس كورونا، الذي أجّل انطلاق البطولة في يونيو الماضي، كما واجهت مخاطر التأجيل مجدداً، بسبب رفض الأندية الأوروبية التخلي عن لاعبيها في منتصف الموسم، وهي المسألة التي شهدت تضامن جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي مع أوروبا، فلم يتركوا طريقاً إلا وسلكوه لإلغاء البطولة، وكان من بين هذه الطرق استخدام الآلة الإعلامية بضراوة والضغط بكل قوة لاتخاذ قرار الإلغاء، فتم إطلاق سيل هائل من الإشاعات لجعل خبر الإلغاء أو التأجيل عادياً، فقبل شهرين من انطلاق البطولة، أكدت العديد من التقارير، عدم قدرة الكاميرون على استضافة «الكان»، وأشارت تلك التقارير إلى وجود مشاكل في البنية التحتية بالكاميرون ستحول دون إقامة البطولة في موعدها، وبالتالي لن يكون هناك حل إلا بتأجيلها.

من أبرز الإشاعات أيضاً التي تم تناقلها في الآونة التي سبقت اتخاذ قرار إقامة البطولة، وجود مشكلة تتعلق بتسويق البطولة، إلا أن الشركة المسؤولة عن تسويق «الكان»، لم تشر إلى ذلك في أي وقت من الأساس.

الحرب الإعلامية لم تتوقف عند هذا الحد، بل تواصلت بقوة، وتحدثت عن مشاكل أخرى، ولفتت النظر حول النزاعات المسلحة شمالي البلاد، وأشارت إلى أن نزاعات مسلحة تصاعدت في عدة بقاع داخل الكاميرون، لتشكل تهديداً جديداً على إمكانية إقامة البطولة، إلا أن هوجو زوف الصحفي المختص بكرة القدم الإفريقية وأحد خبراء الإعلام في كاف، رد على ذلك بقوله: «الحرب دائرة بالفعل في الكاميرون حالياً، لكنها متمركزة في مكانين فقط، الحكومة الكاميرونية تضمن عدم اتساع رقعة إطلاق النار خارجهما، عموماً ليس من بين خطط متمردي أمبازونيا مهاجمة العاصمة ياوندي أو المدن الفرانكفونية».

حالة الغموض حول مصير بطولة أمم إفريقيا تزايدت، مع قرب موعد الحدث، وانتقلت من مجرد أخبار تطلقها ترسانة إعلامية مناوئة لتنظيم البطولة، إلى مرحلة أخرى أكثر خطورة، حيث انتقل الحديث عن مصير البطولة، من مجرد معلومات وأخبار، إلى مخاطبات رسمية زادت من حدة الجدل والتكهنات عن مصير «الكان».

وربطت التقارير بين شبح الغموض الذي يحيط بأمم إفريقيا، وبين إنفانتينو رئيس «فيفا»، ومدى تحكمه المباشر في دائرة اتخاذ القرار داخل «كاف»، بل يمكن القول إن «فيفا» مدفوعاً من أندية أوروبا، بدأ العمل على أرض الواقع لإلغاء البطولة، ففي يوم 24 نوفمبر 2021 أرسل الاتحاد الإفريقي، خطاباً رسمياً إلى الكاميرون، ينتقد فيه عدم تجهيز الملعب الأولمبي، والذي سيشهد افتتاح «الكان».

وحدد «كاف»، يوم 30 نوفمبر، موعداً للرد على خطابه من جانب الكاميرون، ويوم 10 ديسمبر، موعداً لانتهاء تجهيز الملعب الأولمبي، وإلا سيتم نقل مباراة الافتتاح إلى ملعب آخر، كما تضمن الخطاب، عدة أمور متعلقة بالإجراءات الاحترازية وكيفية التعامل مع كورونا، في ظل توجهات بإقامة البطولة بحضور جماهيري.

خطابات للتعجيز

كما ألقى «كاف» بالكرة في ملعب اللجنة المنظمة بالكاميرون، لإنهاء كل الأمور الخاصة بالتسويق والبث الفضائي والتجهيزات وتوفير الكاميرات، بجانب تحضير الملاعب.

مجموعة خطابات ومطالبات بدا منها، كما لو أن «الكاف» نفسه يضغط ويصعّب من مهمة الكاميرون لتنظيم البطولة، ليدفع نحو تأجيلها، وأكدت العديد من المصادر آنذاك أن إنفانتينو لعب الدور الخفي في هذه الأزمة، حيث تحكم بشكل كامل في دائرة اتخاذ القرار داخل «كاف»، لتضطر الكاميرون في النهاية إلى الاعتذار عن استضافة البطولة، وتأجيلها للصيف المقبل، وفق ما تتمنى الأندية الأوروبية.

وبالطبع فإن رغبة إنفانتينو وسعيه لتحقيق ذلك، يعود لخوفه من الصدام مع الاتحادات الأوروبية خاصة في الدوريات التي تملك محترفين أفارقة، وعلى رأسها الدوري الإنجليزي.

وتواصل ضغط الاتحاد الدولي، ففي 29 نوفمبر 2021، أعلن «فيفا» مواعيد بطولة كأس العالم للأندية، لتقام في الفترة بين 3 إلى 12 فبراير المقبل في الإمارات، وجاء قرار «فيفا» صدمة للكرة الإفريقية، في ظل التضارب الواضح مع كأس الأمم الإفريقية التي تستضيفها الكاميرون في الفترة بين 9 يناير إلى 6 فبراير.

هكذا وببساطة أعلن «فيفا» مواعيد مونديال الأندية، دون أن يحترم روزنامة الكرة الإفريقية، ووضع العربة أمام الحصان، في ظل مشاركة الأهلي المصري بطل إفريقيا في المونديال، ما يعني حرمانه من كل نجومه الدوليين بسبب قرار الاتحاد الدولي، سواء لاعبوه الذين يلعبون لمنتخب مصر أو محترفوه الذين يلعبون لمنتخبات تونس والمغرب ومالي، ليضطر خوض البطولة بنصف فريق تقريباً.

قرار موعد المونديال أكد أن الكرة الإفريقية بالكامل ليس لها أي وزن لدى «فيفا»، واعتبره الكثيرون محاولة مبكرة للضغط على صناع القرار في إفريقيا من أجل تأجيل كأس الأمم أو إلغائها.

غضب في الأهلي

أثار موقف الاتحاد الإفريقي استغراب الكثير من المتابعين، بعدما قرر «فيفا» إقامة كأس العالم للأندية، في توقيت متضارب مع كأس الأمم الإفريقية.

وأبدى سيد عبد الحفيظ، مدير الكرة بالنادي الأهلي، استياءه الشديد من موقف الاتحادين المصري والإفريقي، وعدم خروج أي بيان منهما حول قرار «فيفا».

وفي السياق ذاته، قال المدير التنفيذي للأهلي، سعد شلبي: «أخذنا الإجراءات ووجهنا خطاباً للاتحاد المصري والإفريقي والدولي بأن يراعي الحقوق المشروعة للأهلي، وأن يخوض البطولة بكامل نجومه، وانتظرنا رداً رسمياً من الجهات الثلاث، لكن ماذا عسانا أن نفعل؟ لم نتلق رداً، فالكل يغني على ليلاه، حيث أكد القائمون على تنظيم مونديال الأندية وكأس إفريقيا تثبيت المواعيد التي أعلنوا عنها، ليجبر الأهلي على خوض المونديال في غياب 10 لاعبين أساسيين».

ورغم غضب الأهلي، لم يحرك الاتحاد الإفريقي ورئيسه باتريك موتسيبي ساكناً، حيث تبدو علاقته مع السويسري جياني إنفانتينو، رئيس «فيفا»، أحد الأسباب التي دفعته إلى ذلك.

وأوضح هوجو زوف الخبير الإعلامي بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أن الاتحاد الدولي لا يرغب في صدام مع نظيره الإنجليزي أو رابطة البريميرليج، لأن تشيلسي مرتبط بمباريات هناك ولا يمكن تأجيل مبارياته، بسبب تأجيل مباريات الأهلي وتأخير انطلاق البطولة وبالتالي مواجهتي نصف النهائي والنهائي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"