عادي

وسامة وإجرام

22:55 مساء
قراءة 3 دقائق
محكمة
محكمة

كتب: أمير السني

اعتاد «ص. م» استدراج ضحاياه من الفتيات، عبر مواقع التواصل والإيقاع بهنّ مستغلاً وسامته، للدخول معهن في صداقات تبدو بريئة في أول الأمر، وتستمر العلاقة إلى أن تستجيب الفتاة لطلباته، حتى وإن كانت منافية لأخلاقها التي تربت عليها. ثم يطالبها بمساعدته مادياً ويوهمها بأنه يواجه ضائقة مالية، وفي حال رفض الفتاة يخبرها بأنه سينشر الصور والمحادثات بينهما، فترضخ الأخيرة لمطالبه، خوفاً من انكشاف أمرها والفضيحة.

وأولى ضحاياه كانت فتاة عمرها 20 عاماً وهي إحدى الحسناوات، حالها كحال كثير من فتيات جيلها ينشرن صورهنّ، على صفحاتهنّ الشخصية في «فيسبوك» تضم جوانب من حياتهن مع صديقاتهن أو زملائهن بالجامعة.

فيختارها المتهم من بين صفحات «فيسبوك» ويقرر استخدام مهارته في اختراق الحساب ليتحصل على رقم هاتفها، وعبر التطبيقات الخاصة ب «الهاكرز» تمكن من اختراق هاتفها المحمول واستولى على كل محتوياته من صور وفيديوهات ومحادثات خاصة، ليبدأ الهجوم على صيده الثمين بمراسلتها عبر تطبيق «واتس آب» لتحقيق رغباته.

ولم تكن تتوقع الفتاة أن حسابها الشخصي على «فيسبوك» يمكن أن يكون سبباً في اختراق هاتفها والاستيلاء على محتوياته. فقررت أن تخبر أسرتها بأن صاحب الرقم الغريب بدأ بابتزازها وتهديدها بإفشاء صورها، وعلى الفور اتجهت الأسرة إلى الشرطة لفتح بلاغ جنائي.

أما الضحية الثانية، فوجدت طلب صداقة من شخص غريب، فتحت صفحته لتعرف من هو لعله يكون أحد أقربائها أو شقيق إحدى صديقاتها، ولكنها لم تجد أشخاصاً لديهم صلة بذلك الذي طلب الصداقة، وتجاهلت الأمر، وأغلقت الشاشة وخلدت إلى النوم. وفي اليوم التالي فتحت الصفحة ووجدت رسالة رقيقة من ذلك الشخص، وفتحت صفحته، ونظرت إلى صورته فوجدته شاباً وسيماً يقاربها في العمر، ونشر عدداً من صوره وهو يتجول في عدد من الأماكن السياحية، وأخبرها في رسالته إليها أنه يريد التعرف إلى المزيد من الأشخاص ولا يقصد معاكسة الفتيات، ولا يريد غير التعارف.

تخوفت الفتاة من طلب «ص.م» ورفضت مرات عدة، ولكن أمام إلحاحه وافقت وكانت حذرة في بداية الأمر، وعبر حديثه الناعم ومعاملته اللطيفة معها تبدد ذلك الخوف.

وبمرور الأيام تعرفت إليه أكثر واطمأنت له، وهو يحرص دائماً ألا يطلب منها طلبات محرجة، حرصاً على بناء الثقة بينهما، واستطاع أن يستغل تلك الفرصة وطلب منها أن يرى وجهها، ولكنها رفضت طلبه، وحاول بطرق وحيل خادعة لإقناعها بأنه سيرى صورتها ويمسحها على الفور، ووافقت الفتاة بعد أن أبلغها بمغادرته صفحتها لأنها لا تثق به، وكانت قد تعلقت به وخافت من مفارقته لها، وأرسلت له عدداً من الصور التقطتها داخل غرفتها، وعبر لها ذلك الشاب عن إعجابه بتلك الصور، وأخبرها في بداية الأمر بمسحه للصور من حاسوبه الخاص، وفي أحد الأيام وأثناء حديثهما طلب منها أن ترسل له صوراً خليعة، وصدمت بذلك الطلب الذي لم تكن تتوقعه من الشخص الذي تعلقت به ووثقت به. فأخبرته بعدم رغبتها في التواصل معه، ولكنه بدأ بتهديدها بنشر الصور التي بحوزته، ما جعلها تلجأ إلى والدتها وتخبرها بما حدث، فأخبرت والدها الذي شرع على الفور في إبلاغ الشرطة التي تمكنت بالمتابعة والتحري، من الوصول إليه والقبض عليه. وواجهته بالبلاغين المقدمين بحقه، واعترف بجريمته، وعاقبته المحكمة الجزائية بالسجن لمدة عام، والغرامة 20 ألف درهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"