عادي
قطاع واعد يترقب إيرادات قوية في 2022

سباق عالمي لإنتاج السيارات الكهربائية

21:11 مساء
قراءة 5 دقائق
جي إم سي هامر إي في إيديشن 1
سيارة تيسلا «Model Y» ال SUV الكهربائية بالكامل أثناء عرضها في نادي أوتوموبيل كلوب في بودابست. (أ.ف.ب)
سيارة تيسلا «Model Y» ال SUV الكهربائية بالكامل أثناء عرضها في نادي أوتوموبيل كلوب في بودابست. (أ.ف.ب)

إعداد: أحمد البشير

إذا كان عام 2021 هو عام مخزونات السيارات الكهربائية، فإن عام 2022، سيكون عام تسليم السيارات الفعلي. وشهد العام المنصرم سباقاً محموماً بين مصنعي السيارات الكهربائية لإطلاق المزيد من الطرازات والتوسع في التصنيع، حتى مع وجود أزمة شح الرقائق.

وتدفقت أموال المستثمرين هذا العام على شركتي «ريفيان» و«لوسيد موتورز»، حيث حصلت الشركتان على قيمة سوقية ب 150 مليار دولار. ولم تحقق أي من الشركتين أرباحاً تذكر، وقد بدأت للتو بتوفير السيارات للمستهلكين.

وطرحت العديد من شركات تصنيع السيارات الكهربائية الأمريكية أسهمها للاكتتاب العام، في العام الماضي، بما في ذلك شركات «كانو» و«لوردزتاون موتورز» و«فيسكر»، حاصلة على تقييمات أقل، مع وعود لتسليم المركبات في عام 2022 أو 2023.

مؤخراً، قالت شركة «هارلي ديفيدسون» إنها ستطرح وحدتها لتصنيع الدراجات النارية الكهربائية «لايف واير»، والتي ستطرح عبر شركة استحواذ ذات أغراض خاصة بقيمة 1.8 مليار دولار.

وشركة السيارات الكهربائية الوحيدة في الولايات المتحدة والتي تمارس نشاطاً تجارياً حقيقياً هي «تيسلا»، حيث بلغت قيمتها السوقية ذروتها عند 1.2 تريليون دولار قبل أن تنخفض.

وبعيداً عن طرزات «تيسلا» الأربعة في السوق، كان لدى مشتري السيارات الراغبين في التحول إلى الطاقة الكهربائية عددا كبير من الخيارات من كبار المصنعين، حيث تشمل الخيارات الشعبية سيارات «شيفروليه بولت» و«نيسان ليف» و«فورد موستانج ماك إي» و«ميني كوبر إس إي» و«بورش تايكان». وتتراوح أسعار هذه السيارات بين 27 ألف دولار و150 ألف دولار.

تجاوز العقبات

ويراهن المستثمرون على أنه اعتباراً من عام 2022، ستتجاوز المزيد من شركات المركبات الكهربائية عقبات التكنولوجيا والتصاميم الأنيقة وستحقق النجاح في المجالات التي فشل فيها العديد من قبلها، خاصة في مجال التصنيع. وللوصول إلى هذا الهدف، يتعين عليها التعامل مع اضطرابات سلاسل التوريد وتحديات سوق العمل والضغوط التضخمية وزيادة المنافسة واحتمال ارتفاع تكاليف رأس المال.

وفي 15 من ديسمبر/ كانون الأول، تلقت شركة «ريفيان» 71 ألف طلب لشاحناتها الكهربائية وسيارات «R1S». وفي وقت طرحها للاكتتاب العام في الشهر الماضي، قالت «ريفيان» إن الأمر سيستغرق حتى نهاية عام 2023 لتوفير الطلبات الحالية.

وباعت «ريفيان» أول 11 سيارة في الربع الثالث، بإيرادات قدرها مليون دولار، وقالت إنها تتوقع أن يتراجع هدف إنتاجها لعام 2021 البالغ 1200 مركبة، بضع مئات من المركبات. وخسرت الشركة 1.23 مليار دولار في الربع الأخير، وهو رقم كبير، لكنها تستطيع تحمل ذلك بعد أن جمعت 13.7 مليار دولار من طرحها العام الأولي.

ويأتي مصدر الإيرادات الآخر لشركة «ريفيان» من توفير المركبات لشركات التوصيل، إذ وافقت مؤخراً على تزويد «أمازون» ب 100 ألف مركبة لتحقيق هدفها المتمثل في جعل جميع مركبات التوصيل صديقة للبيئة وخالية من انبعاثات الكربون. وتتوقع «أمازون» نشر 10 آلاف شاحنة بحلول العام المقبل.

التوسع في السيدان

وتسعى «لوسيد» هي الأخرى إلى التوسع في مجال أسواق سيارات السيدان الكهربائية، وتتلقى الآن طلبات شراء على سيارات «إير بيور» التي تبدأ من سعر 77400 دولار.

وطُرحت أسهم «لوسيد» للاكتتاب العام عبر شركة استحواذ ذات أغراض خاصة «سباك» في يوليو/ تموز، وتقدر قيمتها السوقية الآن ب64 مليار دولار. وخلال شهر سبتمبر/ أيلول، حققت الشركة إيرادات قدرها 719 ألف دولار فقط. وتقول الشركة إن لديها حجوزات بقيمة 1.3 مليار دولار، و4.8 مليار دولار نقداً.

وحصلت صناعة السيارات الكهربائية على دفعة قوية في نوفمبر/ تشرين الثاني، عندما أقر الكونجرس مشروع قانون البنية التحتية للرئيس الأمريكي، جو بايدن. وخصص ذلك 7.5 مليار دولار لبدء هدف بايدن المتمثل في إنشاء 500 ألف نقطة شحن للسيارات الكهربائية على مستوى البلاد بحلول عام 2030، ما حفّز ارتفاعاً قصيراً في أسهم شركات ChargePoint Holdings وVolta وEVgo.

وبعد طرح أسهمها للاكتتاب العام عبر «سباك» في يونيو/ حزيران من العام الماضي، ارتفعت أسهم شركة «نيكولا»، لتتجاوز قيمتها السوقية 30 مليار دولار، أي أعلى من القيمة السوقية لشركة فورد في ذلك الوقت.

وارتفع سهم شركة «لوردزتاون موتورز» ومقرها أوهايو، بعد طرحها للاكتتاب العام من خلال في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، لكن سهمها انخفض بنسبة 87% عن أعلى مستوى له.

وفي الوقت نفسه، تعد شركة «كانو» بتطوير شاحنة «بيك أب» للتوصيل ب 7 مقاعد، في أواخر عام 2022 على أقرب تقدير، ويمكن للعملاء دفع 100 دولار للطلب المسبق.

وطرحت «كانو» أسهمها للاكتتاب العام في أواخر عام 2020، وتبلغ قيمتها السوقية حالياً ملياري دولار. كما تم تداول أسهم شركة «فيسكر» قبل فترة وجيزة من اكتتاب «كانو»، وتبلغ قيمتها السوقية حالياً 5 مليارات دولار.

وفي نهاية المطاف، يتعين على صانعي السيارات الكهربائية المبتدئين إثبات قدرتهم على القيام بأكثر من مجرد إنشاء مواقع ويب رائعة وعرض العروض التوضيحية، وجمع رسوم الطلب المسبق. حيث عليها تصنيع السيارات وشحنها، في الوقت الذي تتحول فيه باقي شركات تصنيع السيارات التقليدية إلى إنتاج أسطولها الخاص من السيارات التي تعمل بالكهرباء.

الملعب الصيني

وفي الصين، وبعد أقل من أسبوع من إعلان شركة «نيو» الناشئة للسيارات الكهربائية عن أحدث إصداراتها لمنافسة «تيسلا»، كشفت «هواوي» مؤخراً عن تفاصيل حول سيارة بمواصفات تقول إنها ستتغلب على طراز «واي» الشهير من مصنع السيارات الأمريكي.

وتقول شركة هواوي الصينية العملاقة المتخصصة في منتجات الاتصالات والهواتف الذكية، إنها لن تصنع السيارات بمفردها، لكنها كانت تعمل مع شركات صناعة السيارات في مجال تكنولوجيا السيارات مثل القيادة الذاتية.

وقال ريتشارد يو، المدير التنفيذي والرئيس التنفيذي لمجموعة أعمال المستهلكين التابعة لهواوي، في حفل إطلاق المنتج الشتوي للشركة، إن السيارة الأولى التي تعمل بنظام التشغيل «هارموني» HarmonyOS من «هواوي» ستكون Aito M5، وهي سيارة تعمل بالكهرباء والوقود.

من المقرر أن تبدأ عمليات التسليم في حوالي 20 فبراير بعد العام القمري الجديد، كما قال يو، وهو أيضاً الرئيس التنفيذي لوحدة حلول أعمال السيارات الذكية التابعة لهواوي.

تبدأ أسعار Aito M5 من 250 ألف يوان (39.06 دولار) وهذا أقل من سعر طراز «واي»، والذي يبدأ بسعر 280752 يواناً.

وكشفت «نيو» عن تسليم سيارتها الكهربائية ET5 في سبتمبر/ أيلول بسعر يبدأ من 51،250 دولاراً. يبدأ سعر سيارة Nio ET7، المقرر تسليمه بدءاً من مارس المقبل، من 70 ألف دولار.

وزعم «يو» في عرضه أن Aito M5 يوفر ذروة قوة ونطاق قيادة أفضل من الطراز «واي». ومع ذلك، على عكس سيارات «تيسلا»، فإن Aito M5 لا يعمل بالكهرباء تماماً لأنه يحتوي على خزان وقود لتوسيع نطاق القيادة عند نفاد طاقة البطارية.

نظام التشغيل

Aito M5 هو النموذج الأول تحت العلامة التجارية Aito، والتي تعني «إضافة الذكاء إلى السيارات». قال يو إنها جزء من شركة صناعة السيارات «سيريس» Seres، التي تضمنت سياراتها سابقاً مكونات «هواوي»، ولكن ليس التصميم.

«سيريس»، المعروفة أيضاً باسم SF Motors، هي شركة فرعية مقرها وادي السيليكون لشركة Sokon لتصنيع السيارات ومقرها تشونغتشينغ، وفقاً لموقع الشركة الأم. تقول سيريس على موقعها الإلكتروني إنها «في وضع يمكنها من البناء والبيع بشكل مستقل في اثنين من أكبر الأسواق في العالم، الولايات المتحدة والصين».

يعد تكامل نظام التشغيل «هارموني» مع سيارة سيريس الجديدة في الصين أمراً مهماً حيث تحاول العديد من الشركات الناشئة في مجال السيارات الكهربائية بيع فكرة أن السيارات ستشبه دور الهواتف الذكية في حياة المستهلكين. تأتي كل سيارة كهربائية بشاشة تعمل باللمس لضبط وظائف السيارة والاستماع إلى الموسيقى أو مشاهدة الأفلام.

يمكن أيضاً استخدام إحدى ساعات «هواوي» الذكية كمفتاح سيارة ل Aito M5.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"