عادي

عياد الطنطاوي.. حارس «العربية» في موسكو

22:05 مساء
قراءة دقيقة واحدة
2004

يرصد إغناطيوس كراتشكوفسكي، في كتاب «حياة الشيخ محمد عياد الطنطاوي»، تولي الشيخ طنطاوي إدارة معهد اللغات الشرقية وجعل برامجه تستغرق ثلاث سنوات لتدريس اللغة العربية وآدابها، وعندما أنشئت جامعة موسكو، أنشأ فيها معهد الألسن عام 1811، ووجه عنايته إلى اللغة والأدب العربي، ثم أنشئت جامعة بطرسبرج، وقد تولى الطنطاوي كرسي اللغة العربية في الفترة من عام 1847 إلى سنة 1861.

كان الشيخ عياد الطنطاوي قد سافر في عصر محمد علي إلى بطرسبرج، تحقيقاً لرغبة القيصر الروسي وقتئذ، في وفادة أستاذ عربي، يمكن أن يشغل موقع أستاذ اللغة العربية بجامعة بطرسبرج، وهكذا سافر الأستاذ من الأزهر، ابن طنطا، إلى روسيا، لا ليتعلم ويستفيد كصديقه الطهطاوي، وإنما ليعلم ويفيد.

تعلم الطنطاوي وتخرج في الأزهر الشريف، ومارس مهنة التدريس فيه بضع سنوات، ثم كانت رحلته إلى روسيا، ليقضي في عاصمتها بطرسبرج وقتئذ ما يقرب من ربع قرن، خلالها أتقن الروسية واستطاع أن يصل في مهنة التدريس إلى درجة الأستاذية لكرسي اللغة العربية بجامعة بطرسبرج، حيث تلقى العلم على يديه مئات من الأجانب، ليسوا من الروس وحدهم، وإنما من أبناء الشمال الأوروبي أيضاً، وبقي على هذه الحال أستاذاً، ومرجعاً للحضارة الإسلامية حتى أدركه الموت، ودفن هناك وبقي قبره في قرية فولكوفا شاهداً ودليلاً على أن الثقافة العربية الإسلامية مطلب حيوي تشترك في الطموح إليه أمم الشرق والغرب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"