عادي
غداً يوم الانتصار على سطوة «فيفا» وتسلط أندية أوروبا(3-4)

كيف حطمت إفريقيا المؤامرة على «الأميرة السمراء» ؟

22:30 مساء
قراءة 3 دقائق
موتسيبي رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم
طفلة إفريقية تحمل «الأميرة السمراء» خلال افتتاح إحدى النسخ
طفلة إفريقية تحمل «الأميرة السمراء» خلال افتتاح إحدى النسخ
AFRECA KASS

إعداد: أحمد عزت
في 15 ديسمبر الماضي، هددت رابطة الأندية الأوروبية في رسالة موجهة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، بعدم تحرير لاعبيها من أجل المشاركة مع منتخبات بلادهم في كأس الأمم الإفريقية 2022 التي ستقام في الكاميرون بدءاً من غدٍ الأحد.

وأكدت الرابطة أن فيروس كورونا آثار مخاوف الأندية، مطالبة بتوضيح الجوانب الطبية الخاصة بالتعامل مع الفيروس في الكاميرون، وأبدت تخوفها من الإهمال الذي سيطر على عدة اتحادات أهلية في التعامل مع هذا الجانب بما يهدد سلامة اللاعبين.

ترى الرابطة أنه لا يوجد تطبيق واضح للبروتوكولات الصحية في الكاميرون، وهو ما يدفع الأندية لعدم ترك اللاعبين للمنتخبات المشاركة في كأس الأمم الإفريقية، وأكدت أن الأندية الأوروبية ليس لديها النية للسماح للاعبيها بالمشاركة في بطولة كأس الأمم المقبلة.

كانت كل الضغوطات تشير لإلغاء البطولة وازدياد المؤامرة على الأميرة السمراء (كأس إفريقيا)، انقلبت المعادلة تماماً، ففي 21 ديسمبر 2021، حدث العكس، وأعلن باتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أن كأس أمم إفريقيا المقررة في الفترة ما بين 9 يناير و6 فبراير، ستقام في موعدها بالكاميرون، لينهي بذلك الجدل حول إمكانية تأجيل أو إلغاء البطولة. وأعلن موتسيبي من ياوندي بعد لقاء الرئيس الكاميروني بول بيا، أن البطولة ستقام وفق المخطط له، وأدلى بهذا التصريح إلى جانب الرئيس الجديد للاتحاد الكاميروني لكرة القدم، صامويل إيتو، لتنتهي مرحلة طويلة من الجدل بشأن البطولة، وبعد أن سادت حالة انقسام كبيرة داخل الغرف المغلقة للكاف، ما بين مؤيد لتأجيل «الكان» وآخر يرغب في إقامة البطولة بموعدها في تحدٍ واضح لوصاية جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي، على «الكاف» ومسؤوليه.

نفوذ إنفانتينو

كان واضحاً أن «كاف» خضع بالفعل لضغوطات من «فيفا»، من أجل تأجيل هذه النسخة لتقام صيفاً، مثلما حدث في نسخة مصر 2019، إلا أن جياني إنفانتينو الذي يمسك خيوط اللعبة جيداً داخل «كاف»، كان لا يرغب في الظهور بالصورة، ويرغب أن يأتي قرار التأجيل من اللجنة التنفيذية بالاتحاد القاري، كي يدحض الاتهامات التي تحاصره بشأن سيطرته على «كاف».

إنفانتينو بالفعل هو الحاكم بأمره داخل «كاف»، حيث كان مهندس الإطاحة بعيسى حياتو الرئيس الأسبق للاتحاد الإفريقي، وتولى بنفسه تمهيد مقعد الرئيس للمدغشقري أحمد أحمد، قبل أن ينقلب الود بينهما إلى خصام، كما كان رئيس «فيفا»، هو عراب صفقة الرباط الشهيرة بين المرشحين السابقين، السنغالي سانجور، والإيفواري أنوما والموريتاني أحمد ولد يحيى، من أجل حسم الانتخابات الأخيرة لمرشح واحد وهو الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي.

وتجلى نفوذ إنفانتينو داخل «كاف»، بعد أن صادق الاتحاد على مشروعه بشأن تنظيم المونديال كل عامين وإعادة «الكان» ليقام كل 4 سنوات، والموافقة على إقامة دوري السوبر الإفريقي، الذي لم يجرؤ على التدخل لفرضه في أوروبا. لكن مسعى إنفانتينو نحو تأجيل كأس إفريقيا فشل تماماً، وتقرر إقامة بطولة الأمم في موعدها بالكاميرون، في قرار أصبح أكثر من مجرد قرار فني، لكنه جاء بمثابة دليل على أن «كاف» في طريقه للخروج من عباءة إنفانتينو، بعدما أصبح في نظر الاتحادات القارية، وكأنه ملحق تابع للفيفا، وينظر لقارة إفريقيا، في عهده، على أنها حقل تجارب لرئيس «فيفا» وأن رفضه تأجيل مونديال الأندية بالإمارات حتى نهاية «الكان» وحماية الأندية الأوروبية بضم محترفيها، ما هو إلا دليل على إهانته لمسؤولي الكرة الإفريقية وعدم تقديره واحترامه لها، ولذلك أصبح تنظيم «الكان» للبطولة في موعدها رغم هذه الصعوبات أمراً لا بد منه، كي يستعيد «كاف» كرامته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"