بيروت: «الخليج»، وكالات:
أحدثت التسوية الرئاسية اللبنانية انفراجاً نيابياً بعد أن سلكت طريقها إلى التنفيذ مع توقيع الرئيس ميشال عون مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، مقابل عودة مجلس الوزراء إلى عقد جلساته، لإقرار مشاريع قوانين مهمة، حيث من المتوقع أن يدعو رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى جلسة وزارية قريباً، في وقت اعتذر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من عون الرئيس عن عدم المشاركة في مؤتمر الحوار، معتبراً أن ذلك يمكن أن يتم بعد الانتخابات النيابية، فيما دعا الاتحاد العمالي العام ومعه قطاع النقل البري إلى يوم غضب وإضراب مفتوح يوم الخميس المقبل، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع أسعار الدولار ومعه ارتفاع أسعار المحروقات.
في حين كشف الجيش الإسرائيلي، أنه أسقط مؤخراً مسيرة تابعة لميليشيات «حزب الله»، كانت تحوي صوراً سرية، يبدو أنها للقوات الخاصة التابعة للحزب خلال تمرين خاص بتشغيل طائرات مسيرة.
الاتفاق الرئاسي
فقد ترجم الاتفاق الرئاسي بين عون وبري وميقاتي في جزئه الأول إلى واقع ملموس مع توقيع عون مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، على أن ينفذ مقابله الجزء الثاني، وهو إعادة إحياء جلسات مجلس الوزراء، لتمرير مشاريع قوانين مهمة على رأسها موازنة 2022 وخطة التفاوض مع صندوق النقد الدولي، بانتظار أن يقوم ميقاتي بتوجيه دعوة إلى الوزراء لعقد جلسة حكومية في الساعات المقبلة، إذا سارت الأمور كما يجب، ما يؤشر إلى بداية انفراج في الأزمة الحكومية الناشبة منذ تعليق الجلسات في 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بسبب مطالبة بعض مكونات الحكومة بكف يد المحقق العدلي بانفجار المرفأ القاضي طارق البيطار.
من جهة أخرى، أجرى الحريري اتصالاً مع عون، إثر اتصال أجري من القصر الرئاسي ببيت الوسط بشأن اقتراح عون بالدعوة إلى مؤتمر حوار وطني. وقد أبلغ الحريري عون اعتذاره عن عدم المشاركة، لأن أي حوار على هذا المستوى يجب أن يحصل بعد الانتخابات النيابية.
ومن جانبه، لفت ميقاتي، بعد لقائه عون عصر أمس، إلى أنّه «في إطار دعوة الرّئيس للحوار الوطني، طَلب منّي الاجتماع، وأدليت برأيي ووضعته عنده، وهناك استكمال للحديث».
في غضون ذلك، دعا الاتحاد العمالي العام إلى يوم الغضب، الخميس المقبل، على كافة الأراضي اللبنانية، وذلك خلال عقد جمعية عمومية في مقر الاتحاد في منطقة التل في طرابلس. وأكد رئيس اتحادات النقل البري في لبنان بسام طليس، أن الإضراب لن يكون لساعات، إنما مفتوح لحين تحقيق مطالب السائقين في سبيل تأمين العيش الكريم لهم.
إسقاط مسيرة ل«حزب الله»
على صعيد آخر، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: «تمكنت قوات الجيش، في الأشهر الأخيرة، من إسقاط مسيرة لحزب الله عبرت الحدود تجاه السيادة الإسرائيلية واستخدمت لغايات استخباراتية وجمع معلومات». واعتبرت مصادر أمنية إسرائيلية أن الطائرات المسيرة التي أُسقطت بعد تحليقها عبر الحدود من لبنان، كشفت عن تنامي إمكانات الاستطلاع الجوي التي يتمتع بها «حزب الله». وقال المصدر، الذي تحدث شرط عدم الكشف عن اسمه، إنه يعتقد أن اللقطات تظهر أيضاً قوات حزب الله الخاصة وهي تتدرب على كيفية استخدام الطائرات المسيرة بدون طيار، والتي قال إنها تعطي لمحة غير مسبوقة لإسرائيل. وأكد مصدر ثان فضّل عدم الكشف عن اسمه إن «خمس طائرات مسيرة أسقطت العام الماضي، بما فيها طائرة استطلاع مسيّرة صغيرة أُسقطت الثلاثاء تابعة لحزب الله»، معتبراً ذلك بأنه «نوع من سباق التعلم بيننا وبين حزب الله». مضيفاً «إن الطائرات المسيرة التي استخدمها حزب الله ليست بالضرورة إيرانية الصنع، وإنما أجهزة عادية متاحة تجارياً».
