مرشح كوري للصلعان

د. حسن مدن

مألوف أن يتوجه المرشحون في الانتخابات في حملاتهم الانتخابية إلى فئات بعينها، بهدف كسب أصوات أفرادها، كأن يخاطبوا فئة الشباب مثلاً، أو النساء، أو الأقليات العرقية والدينية في مجتمعاتهم، أو من يشكلون كتلاً أو اتجاهات في المجتمع، يحسب بعضها على اليمين، والبعض الآخر على اليسار، ويمكن لبعض المرشحين أيضاً أن يخاطبوا مناصري الحفاظ على سلامة البيئة، فمن أجل حشد القاعدة الانتخابية اللازمة للفوز تلزم البراعة في مخاطبة الفئات التي يرى المرشح أن برنامجه الانتخابي يصادف هوى في نفوس المنتمين إليها.
لكن هل سبق أن خطر في بالكم أن يتوجه مرشح إلى مخاطبة «الصلعان» بالذات من بين أفراد المجتمع، أو الذين يعانون تساقط الشعر؟، فتلك في الغالب مهمة شركات الإعلان التي تسوق لمنتوج طبي معين يساعد على الحد من تساقط شعر الرأس، أو لعيادات تتولى زراعة شعر الرأس للمصابين بالصلع، والمسافة بين هذا وبين السياسة والحملات الانتخابية ذات الصلة بها، شاسعة كما ترون.
ما نظنه مستحيلاً أو مستبعداً جداً، يمكن أن يحدث حين يتصل الأمر بطرق الوصول إلى السلطة. السياسة قادرة على تطويع كل شيء من أجل بلوغ غاياتها، بما في ذلك الصلع، وهذا ما يحدث الآن مع مرشح الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية، لي جاي ميونج، الذي خاطب الصلعان بالذات، متعهداً بتغطية علاج الصلع ضمن التأمين الصحي العام إذا منحوه أصواتهم وضمنوا فوزه في الانتخابات.
كأي أمر في انتخابات يتنافس فيها المتنافسون انقسم الرأي حول هذا «التعهد»، فحين وُجد من يُرحب به وصفته المعارضة بأنه «غير مسؤول»، ويأتي ضمن برنامج «شعبوي». وفي شرح تعهده هذا قال المرشح، إن قرابة عشرة ملايين فرد يعانون تساقط الشعر، غير أن كثيرين منهم يلجأون إلى شراء أدوية من الخارج أو تناول أدوية البروستاتا كبديل بسبب ارتفاع كلفة العلاج.
أطلق هذا الاقتراح موجة من السخرية والتندر، فعلى سبيل المثال جرى تداول مقطع فيديو زائف مدته 15 ثانية على هيئة إعلان تجاري يبدو فيه المرشح المذكور وهو يخاطب الناخبين، قائلاً، إنه «أفضل مرشح لشعركم».
والصلع ظاهرة رجالية في المقام الأول، على الرغم من أن عدداً غير قليل من النساء يعانين منه، وتقرن صورة الرجل الوسيم عادة بكثافة شعر رأسه. وبالمناسبة، فإن «مرشح الصلعان» الكوري كثيف شعر الرأس، لكن يروج اعتقاد مضاد أن الوسامة لا علاقة لها بمدى كثافة الشعر، بالضرورة، وثمة قائمة من الرجال المشاهير الصلعان الذين يوصفون بالوسامة اللافتة وفي مقدمتهم الأمير وليام حفيد ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، الذي يتقدم على عدد من نجوم هوليوود من «أصحاب الشعر الخفيف».
[email protected]