عاد الهدوء إلى شوارع العاصمة السودانية، الخرطوم، أمس الجمعة، بعد يوم من تظاهرات حاشدة راح ضحيتها ثلاثة محتجين، وعشرات المصابين، في حين دعت قوى إعلان الحرية والتغيير- المجلس المركزي، إلى مواصلة التظاهر يوم غد الأحد، في إطار «خطوات تصعيدية»، كما نددت لجان المقاومة ب«العنف المفرط» في تعامل السلطات مع المتظاهرين، فيما اتفق عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي، في اتصال مع مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية مولي فيي، أمس الأول الخميس، على ضرورة مراجعة وتطوير أساليب التعامل الأمني مع المظاهرات، وإجراء تحقيق شفاف في الأحداث التي صاحبتها، في حين أكدت بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان، ضرورة إجراء تحقيقات مستقلة في الوفيات وأعمال العنف التي شهدتها المظاهرات، داعية إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال.
239 إصابة
وسجلت لجنة أطباء السودان 239 إصابة نتيجة الاحتجاجات المطالبة بالحكم المدني التي تشهدها البلاد مؤخراً.
وبلغ إجمالي المصابين في العاصمة الخرطوم 150 شخصاً، وتم تسجيل 25 إصابة في أم درمان ومحلياتها، و61 إصابة في بحري ومحلياتها، و3 إصابات في مدني.
وقالت اللجنة في بيانها أمس الجمعة، إن هناك إصابات في الميدان تم علاجها من قبل فرق الإسعافات الميدانية، وهي غير مشمولة في هذا الحصر.
من جهة أخرى، اتفق عضو مجلس السيادة الفريق أول شمس الدين الكباشي، في اتصال مع مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية مولي فيي، أمس الأول الخميس، على ضرورة مراجعة وتطوير أساليب التعامل الأمني مع المظاهرات، وإجراء تحقيق شفاف في الأحداث التي صاحبتها.
ووفق بيان صدر،عن إعلام المجلس، ناقش الجانبان «مجمل تطورات وتعقيدات الأوضاع الراهنة في البلاد والجهود الجارية لحلها».
وشدد كباشي على ضرورة الاتفاق على الآلية المناسبة لترشيح رئيس وزراء جديد وتشكيل حكومة تنفيذية بأسرع وقت ممكن لسد الفراغ الطويل بالجهاز التنفيذي، مؤكداً ضرورة إجراء انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية، تتسلم بعدها إدارة البلاد حكومة مدنية منتخبة.
من جانبها، أعربت مولي عن استعداد الولايات المتحدة لدعم حوار يقوده السودانيون بتسهيل أممي، للتوصل إلى توافق وطني لا يقصي أحداً ويضمن مشاركة المرأة والشباب.كما أكدت دعم واشنطن لإجراء انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية تنقل السلطة لحكومة مدنية منتخبة.
تحقيق شفاف
واتفق المسؤولان على أن المظاهرات السلمية حق مكفول للشعب السوداني مع الالتزام بعدم الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة.
كما أجمعا على ضرورة مراجعة وتطوير أساليب التعامل مع المظاهرات والتأكيد على إجراء تحقيق شفاف حول التجاوزات التي صاحبتها ومحاسبة المسؤولين عنها.
محاسبة الجناة
وفي الإطار، أكدت بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان، ضرورة إجراء تحقيقات مستقلة في الوفيات وأعمال العنف التي شهدتها المظاهرات، داعية إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال.
وقالت البعثة عبر تويتر: «يكرر الاتحاد الأوروبي التأكيد على الحاجة إلى إجراء تحقيقات مستقلة في جميع الوفيات وما يرتبط بها من أعمال عنف، ويدعو إلى محاسبة الجناة».
وأضافت: «كما يجب أن تتوقف الهجمات على المستشفيات واحتجاز النشطاء والصحفيين وانقطاع الاتصالات». (وكالات)
