أسعار المواد الغذائية مرتفعـة أيضـاً فـي 2022

21:27 مساء
قراءة 3 دقائق
3

كاميلا هودجسون *

تسببت التقلبات المناخية القاسية في العام 2021 في ارتفاع أسعار السلع الزراعية، والتي ظلت مرتفعة حتى مطلع العام 2022، حيث أدت الظروف غير العادية التي أضرت بالمحاصيل إلى نقص مستمر فيها.

وارتفعت أسعار السلع بما في ذلك البن البرازيلي والبطاطا البلجيكية والبازلاء الكندية الصفراء - المطلوبة كبديل للبروتين في الأطعمة النباتية - بشكل حاد العام الماضي استجابة لدرجات الحرارة الشديدة والفيضانات.

وحذر العلماء من أن هذه الظروف ستصبح أكثر تواتراً وشدة مع تسارع تغير المناخ.

كما أدت المشكلات اللوجستية والتغييرات في عادات الاستهلاك الناتجة عن وباء «كوفيد-19» إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية مثل السكر والقمح خلال العام الماضي.

وذكر تقرير صادر عن معهد ستوكهولم للبيئة أن «الزراعة من أكثر القطاعات تأثّراً بالتغير المناخي»، وهي معرضة لخطر كل من الظواهر الجوية المتطرفة والتحولات طويلة الأجل في الأنماط المناخية. وقال إن المخاطر كانت «أكبر بكثير» من الفرص المتاحة للقطاع.

وأدت سلسلة من الأحداث المناخية المتطرفة التي حدثت في جميع أنحاء العالم خلال العام 2021 إلى إتلاف مجموعة من المحاصيل، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.

فقد ضرب الصقيع الشديد في البرازيل حزام البن في البلاد في يوليو، مما دفع الأسعار إلى ما يقرب من أعلى مستوياتها في سبع سنوات. كما أدى اضطراب سلسلة التوريد العالمية ونقص سفن الحاويات إلى ارتفاع الأسعار في وقت لاحق من العام.

واستمر عدم انتظام الطقس في البرازيل، مما زاد من المخاوف بشأن المزيد من الأضرار التي لحقت بالمحاصيل.

وتطور نمط طقس «لا نينا» (التذبذب الجنوبي) للعام الثاني على التوالي في نهاية عام 2021، مع توقع أن تؤدي هذه الظاهرة إلى تكثيف هطول الأمطار وكذلك حالات الجفاف في جميع أنحاء العالم.

وقال ماريو زاباكوستا، كبير الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة: «عندما نعلم أن لا نينا ستضرب هذا العام، يمكننا بالفعل أن نرى ردود فعل الأسعار مسبقاً، حتى قبل أن تحدث الظاهرة الحقيقية».

وأضاف أن ذلك قد يكون له «تأثير معد» حيث يرتفع سعر المحاصيل البديلة أيضاً.

وفي الوقت نفسه، أدت موجة الحر والجفاف غير المسبوقة في كندا منتصف عام 2021 إلى الإضرار بالإنتاج وتسببت في ارتفاع أسعار البازلاء. ارتفع سعر البازلاء بأكثر من الضعف، مما أثر في الشركات المصنعة لبدائل اللحوم النباتية التي تعتمد على المكون.

كما ارتفعت أسعار البطاطس البلجيكية بعد أن دمرت الفيضانات مساحات شاسعة من أوروبا خلال فصل الصيف.

وقال باحثون في معهد ستوكهولم للبيئة في تقريرهم إن تغير المناخ «سيؤثر بشكل كبير في الإنتاج الزراعي في جميع أنحاء العالم» وسيقلل من غلة المحاصيل في مناطق معينة.

وقد تنخفض غلة قصب السكر العالمية بنسبة 59 في المئة في العقود الثلاثة الأخيرة حتى العام 2100، مقارنة بالمحاصيل في الفترة بين 1980 و2010، في حين قد ينخفض ​​إنتاج البن العربي والذرة بنسبة 45 في المئة و 27 في المئة على التوالي، حسب تقديراتهم.

وقال ماغنوس بنزي، أحد مؤلفي التقرير: «هذه فجوة كبيرة في خططنا للتكيف مع المناخ». وقال إن انخفاض الغلة وارتفاع الأسعار قد يتسببان في انعدام الأمن الغذائي في البلدان الأقل قدرة على الصمود والاعتماد على الواردات، كما يؤديان إلى زيادة التكاليف على المستهلكين في جميع أنحاء العالم.

وأضاف أن كيفية تفاعل الدول مع الأحداث المتطرفة وحالات النقص - سواء قامت بتخزين أو فرض قيود تجارية، على سبيل المثال - يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأزمات.

وقال بنزي إن الأزمات المتزامنة، مثل موجات الجفاف المتتالية أو المتزامنة، من المرجح أيضاً أن تزيد من حدة النقص، ومن المتوقع أن تصبح أكثر شيوعاً مع ارتفاع درجة حرارة العالم. وبحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) فإن أسعار الأغذية العالمية بلغت أعلى مستوى لها منذ عشر سنوات عام 2021، مسجّلة ارتفاعاً بمعدّل 28% مقارنة بالعام السابق. 

وتراجع مؤشر أسعار الغذاء التابع ل«فاو»، بدرجة ضئيلة في كانون الأول/ ديسمبر. لكنه بلغ 133,7 نقطة، ما يعني أنه بقي قريباً من المستوى القياسي البالغ 137,6 نقطة الذي سجّله في شباط /فبراير 2011. وبلغ المؤشر 125,7 نقطة للعام بأكمله، وهو الأعلى منذ عقد. وارتفعت أسعار الزيوت الغذائية 66% العام الماضي، لتسجّل مستوى قياسياً. أما أسعار الحبوب، فارتفعت 27%، لتصل إلى مستوى غير مسبوق منذ العام 2012، فيما ارتفعت أسعار الذرة 44,1% والقمح ب31,3%.

وارتفعت أسعار اللحوم بمعدل 12,7% عام 2021 ومنتجات الألبان ب16,9%.

* كاتبة صحفية في «فاينانشال تايمز» - شارك في المقال ستيفن برنارد

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"