ربـــط الشركـــات والاتصالات في 2022

21:24 مساء
قراءة 4 دقائق
3

يورغن هاثير *

توقعت معظم الشركات حول العالم أن تلعب الأتمتة دوراً مهماً في أعمالها بحلول العام 2020، وكانت تستعد لصقل مهارات القوى العاملة لديها أو إعادة تأهيلها؛ ولكن انتشار جائحة «كوفيد - 19» في العالم قد غير من خطط واستراتيجيات الحكومات والشركات في مختلف القطاعات. وبات التوجه نحو الأتمتة أكثر إلحاحاً، مما زاد الحاجة إلى توسيع العمل في هذا الشأن، وتعزيز أطر التعاون والشراكات لتعزيز نطاق الأعمال.

منذ ذلك الحين، استفادت الشركات من تكنولوجيا المعلومات بشكل كبير لإعادة هيكلة عملياتها الأساسية في كافة المجالات. وقد أدى الوضع الحالي إلى رفع مستوى التحول الرقمي فقط مع دفع الشركات أيضاً إلى اعتماد مقاربات أحدث وأكثر ابتكاراً.

ونحن على مشارف عام جديد، سنتطرق إلى بعض العوامل الرئيسية التي يمكن أن تؤثر على الشركات في العام 2022 وما يحتاجون إلى التكيف معه للمساعدة في نقل أعمالهم إلى المستوى التالي من التجارب الأكثر تواصلاً - سواء من الناحية التشغيلية أو من ناحية المستخدمين.

بفضل التكنولوجيا الرقمية وشبكة الاتصالات الأساسية، نحن على وشك عالم من الافتراضات الإلكترونية الجديدة. والعالم الرقمي بات يحيط بنا في كل مكان، سواء كنا نختبر ذلك من خلال سماعة رأس الواقع الافتراضي VR أو من خلال هاتفنا المحمول، ومن المتوقع أن يستمر نمو هذا التوجه خلال العام 2022 وما بعده.

وخلال السنوات القليلة الماضية، شهدنا ارتفاعاً مطرداً في تجارب وألعاب الواقع الافتراضي VR، ومع ذلك، نحن الآن في مرحلة الحفلات الموسيقية الرقمية التي تقام في ألعاب مثل فورتنايت، وتجارب تقنيات شبكات الجيل الخامس داخل الملاعب الرياضية، والأعمال الفنية الرقمية التي يتم بيعها عبر الإنترنت وما أطلق عليه «فيسبوك» مؤخراً اسم «ميتافيرس»؛ مما أدى إلى تعزيز الزخم والتشويق حول عالمنا الرقمي.

ولجعل هذا ممكناً، ينصب التركيز على أكبر ثلاثة مجالات رئيسية للاستثمار في الشبكة: أتمتة الشبكة، وحوسبة الحافة Edge Cloud، وتقنيات شبكات الجيل الخامس. في السابق، لم يتم إنشاء الشبكات لتقديم توقعات بتجربة غامرة. ومع ذلك، سوف نشهد تطوراً للشبكة من خلال تقنيات وحلول الابتكار التي ستوفر حقاً التجربة التي نحتاج إليها.

بدأت الشركات والمستهلكون على حد سواء بالفعل في التركيز على قيادة جهود أكثر استدامة، وسيظل هذا موضوع الساعة في العام 2022. نحن الآن في المرحلة التي تضع فيها الشركات الاستدامة في صميم خططها، في ظل الحرص على العمل على تحقيق الأهداف، والالتزام بالمسؤوليات كما هو مخطط لها.

جدير بالذكر أن الاستدامة ستؤثر على قرارات الشراء والأعمال بشكل متنامٍ، لا سيما وسط استمرارنا في تبني مستقبل رقمي أكثر اتصالاً. في هذا الشأن أظهرت دراسة بحثية حديثة صادرة عن شركة سيينا أن أكثر من نصف البالغين في دولة الإمارات العربية المتحدة (54٪)، والمملكة العربية السعودية (57٪)، يعتقدون أن الرغبة في زيادة كفاءة استخدام الطاقة ستكون هي المحرك لاستخدام الإنترنت. في حين تفكر الأغلبية العظمى (94٪ في كل من البلدين) في القيام بمزيد من الأنشطة لتقليل الانبعاثات الكربونية.

في هذا السياق، نحتاج إلى التركيز باستمرار على الابتكارات التي تضمن توفر شبكات أكثر كفاءة في استخدام الطاقة. سوف نشهد تركيزاً قوياً على هذا خلال العام 2022، حيث يتبنى مزودو الشبكات التقنيات التي تعزز الشبكات الأقل تأثيراً على البيئة.

ليس هناك أدنى شك بأن الاستثمار والزخم الكبير في تقنيات شبكات الجيل الخامس 5G سيواصلان الصعود في العام 2022. وأن موضع الجيل التالي من تكنولوجيا الهاتف المحمول كان حديث الساعة على مدار العامين الماضيين. مع اقترابنا من الوصول إلى نقطة التحول الخاصة بتقنيات شبكات الجيل الخامس 5G على نطاق واسع، فإن المستهلك حتماً بات مستعداً لها.

أظهرت دراستنا البحثية أن ثلاثة أرباع البالغين في الإمارات والسعودية يخططون لترقية الإنترنت لديهم خلال ال 24 شهراً المقبلة. في الواقع فإن 85٪ من المشاركين في السعودية و 74٪ في الإمارات يعتقدون أنه سيكون لديهم وصول أفضل إلى الإنترنت عندما تكون تقنيات شبكات الجيل الخامس 5G متاحة على نطاق واسع. وفي ظل نمو الطلب على السرعات المتزايدة وانخفاض زمن الوصول، فإن هذا الأمر يمثل فرصة كبيرة في هذا القطاع وشبكة الجيل الخامس. وشهدنا زيادة التركيز على تبني تقنيات شبكات الجيل الخامس 5G الخاص، والذي تقوده الشركات التي تسعى إلى تحسين كفاءة الإجراءات واستمرارية الأعمال وتعزيز الكفاءة وأمن العمليات والاستدامة.

في خضم ذلك، سوف يكون الاستثمار في البنية التحتية الأساسية هو محور تركيز مختلف القطاعات، ونحن على مشارف العام الجديد 2022. يمكن أن تمتلك الشركات والمستهلكون تقنيات شبكات الجيل الخامس 5G، والتي توفر سرعات أكبر وزمن انتقال منخفضاً، ولكن هذا لا يزال يعتمد على شبكة الخط السلكي لتحقيق هذه الأهداف.

لقد أظهرت لنا الأشهر ال 18 الماضية مدى اعتمادنا على الشبكة للبقاء على اتصال. وفي العام 2022، سنشهد تركيزاً أقوى على محاولة تحسين الاتصال في المناطق التي لا تملك بنية اتصالات قوية للتغلب على الفجوة الرقمية. وسوف تواصل الحكومات في إنفاق الأموال في إنشاءات النطاق العريض، ليس فقط لتوصيل الشركات بالإنترنت، ولكن لدعم العمل عن بُعد والتعليم والرعاية الصحية وغيرها.

علاوة على ذلك، يمكن للنشاط المتزايد مع الأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض (LEO) أن يغير قواعد اللعبة لتسريع هذه التطورات بشكل أكبر، من خلال تمكين تطوير المدن الذكية، من خلال تعزيز الاتصال. وبحلول العام 2030. وتشير تقديرات مجموعة بوسطن الاستراتيجية أن سوق الأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض LEO في الشرق الأوسط سوف تقدر بحوالي 110 ملايين دولار.

*كبير موظفي التكنولوجيا لدى شركة سيينا في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"